سيادة الرئيس هل ينبغي أن نحتفي بذكرى أكتوبر بتغيير أو تكريم المسئولين؟* عبير العربي
النشرة الدولية –
تمر السنين وتتعاقب على الوطن وأبناءه بحلوها ومرها، انكسارها ومجدها، اخفاق وتحدي، ثورات وعثرات واستعادة أنفاس، إرهاب وتعمير، عشوائية وتطوير، طرق متهالكة، وشبكة كباري وتشييد، ويسبق كل هذا محاولات جاهدة لسرقة الوطن برمته والمتجارة بأحلام شعبه، لتبقى القوات المسلحة المصرية الأبية أحد أهم أدوات الرفض للتلاعب بالوطن ومقدراته وأبناءه، والحقيقة أن هذا الكيان الذي يتحدث بإسم شعبي ويناضل بدمه من أجله، هو المتحدث الرسمي بإسم سلامة هذا البلد والحفاظ عليه وعدم المساس به وتبقى حرب وانتصارات 6 أكتوبر المجيدة 73 هي الدرس الأعظم على قوة هذا البنيان الوطني الخالص الذي يسحق العدو المعتدي على ذرات رمال بوابة الوطن ويبحث عن مخبأه داخليا ليقضي على إجرامه و استهدافه ،وما بين هذه القوة المفرطة لجيشنا التي تواجه دون حسابات أي مخاطر بقوة وعنف، تجده لين هين أمام مطالب شعبه، يخرج ويستجيب وينفذ، دون تردد، ويعطى التحية العسكرية لمجموع من يحملون الجنسية المصرية، خارج البلاد وداخلها، في إشارة واحدة لا صوت يلعو فوق أصواتكم، نجده في الثورات حامي شوارع البلاد، ملبي للمطالب، هذا هو باختصار ما صنع المجد والنصر، وصالح خيبات الانكسار والنكسة داخل ضمائر جموع الشعب، قاد حملة الإعمار الشاملة منذ اللحظة التالية لانتصارات أكتوبر وصولا بتحرير طابا واسترداد آخر شبر حدودي، وتولى هذا الجيش البار على كتفه عبء حملات الإعمار والتشييد والبناء، وتجلى ذلك لجيل لم يعي ولم يرى الدور الآخر لجيشنا الذي تجلى في مسمى “يد تبني ويد تحمل السلاح” عندما تولى تنفيذ حفر القناة الثانية، ومنها مدينة الإسماعيلية الجديدة، وسحارة سرابيوم التي جاءت لتعالج إهدار ما يقرب من 250 مليون متر مكعب من المياه يوميا، لاستغلالها في إعمار وزراعة مليون فدان ونصف على أرض سيناء الحبيبة، وتشييد صوامع القمح التي تسع تخزين 60 ألف طن، والمشروع العملاق أنفاق أسفل قناة السويس الحلم الذي راود سنوات من العمر أبناء هذا الوطن، لربط سيناء بالدلتا، جنبا إلي الكباري العائمة، ومحطات توليد الكهرباء، وشبكات المياه، والغاز، والطرق أيضا، وربما ذكري على وجه التحديد إلي تلك المشروعات بداية يرجع، لأن هذا الانجاز وقع على أرض سيناء فعليا ،وثانيا لكوني صحفية اسمعلاوية،كنت شاهد عيان برأس عيني على هذا الكم الضخم من المشروعات، وقد أرهقتنا المتابعة والتسجيل ونقل تفاصيل المشروعات، وفي كل يوم كانت ترهقنا المتابعة وتكبد عناء الكتابة والتصوير والالتقاء بالقائمين على المشروعات للحصول على مزيد من التصريحات والإيضاحات ، كنت أسال نفسي السؤال المتكرر شبه يوميا، إذا كانت تلك هي معاناة النقل الصحفي فقط للمشروعات ،فما بال من صنع وشيد ونفذ ،وكنت استمد من قوة إعجاز جيشنا، طاقة المواصلة في العمل، ولأن الإسماعيلية حظيت بما تخطى ال 60 مليار جنيه مشروعات مستقلة يقع جزء كبير منها داخل الضفة الشرقية للقناة داخل أرض سيناء في اختراق لأبواب التجاهل والتغافل عن تعميرها، جنبا إلي المشروعات العملاقة والخدمية التي حدثت بالضفة الغربية على أرض الإسماعيلية وشقت أيضا المشروعات مراكز وضواحي المحافظة، وغزى الجيش معارك التنمية في ربوع مصر شرقا وغربا وشمالا وجنوبا، حتى الصعيد المهمل لسنوات طوال عجاف بدأت المدن الجديدة تشيد على أرضها، بوجود الشركات المصرية الوطنية، ودعم الوزارات.
وكذلك ارتبط الاحتفالات بذكرى انتصارات أكتوبر وكما جرت العادة على افتتاح عدد من المشروعات الوطنية داخل عدد من المحافظات، وهو ما تنتظره الإسماعيلية على حد قريب بالاستعدادات التي ترتقب افتتاح المجمع الطبي الذي شهد مقر المستشفى العام بتكلفة تخطت ال362 مليون جنيه ،لذا أقترح من منطلق هذا الانجاز الضخم الذي يرتبط بإحياء ذكرى الانتصار العظيم والشامل لذكرى أكتوير على سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي القائد الأعلى لمنظومة الإعمار والتعمير والدفاع القوات المسلحة ورئيس البلاد، أن تكون ذكرى الاحتفالات تشمل تكريم أو تغيير عدد من القيادات التنفيذية التى تترأس مناصب قيادية كمنصب المحافظين ، ومديري الأمن، والصحة ، وغيرهم ممن يعتلو رأس الكرسي فمن أجاد منهم بضمير وانجاز حقيقي تقيمه الدولة ،يتم تكريمه بالاستمرار في عمله،ومن أخفق أو لم يحقق ،وتعلق بالجلوس داخل مكتبه،وحجب نفسه عن الخروج للجوالات،وأخذ جنب من لقاء المواطنين والأهالي وترك القمامة تتفاقم بالشوارع والميادين، وهجر حلقات الإتصال والتواصل مع الجماهير تتم إقالته والاستعانة بغيره،ولا تكون السوشال ميديا صاحبة القرار دون التوثيق الجاد، أو أشخاص لا ريب في أرائهم أو من خلال تقارير الأجهزة الرقابية المختصة حتى لا يظلم من لا يستحق الظلم ،ولا ينصف من لا يستحق الإنصاف.
نريد أكتوبر يزيد من دفتر احتفالاته بأن يضع أشخاص في مكانهم المناسب ،وينحي من لا يرغب في الأداء، نريده أكتوير بروح الهمم رافضا التخاذل والتكاسل والتجاهل،نريده شعارا مستمرا لعبارة الله أكبر بسم الله تلهم روح العبور والمرور وسط خط النار،أداء يفلت في الحديد، ويمتلك مهارة التواصل الجيد ،ولدينا الكثير من أبناء الوطن قادرون على تحقيق ذلك بعيدا عما نرى في كثير من المناصب، وعما لا نستحق وتستحق بلادنا،نريد قيادات تنتهج خطوات رئيس يصدر المئات من الرسائل الإنسانية والحماسية والواقعية، ولا يصل الكثير منها للأسف إلي قبة رأسهم.