السياسة كافرة لا دين لها..!* رجا طلب

النشرة الدولية –

كان الدين ومازال هو احد اكبر اسباب الكراهية والعداء بين الشعوب والامم المختلفة عبر التاريخ وهو ايضا واحد من اهم محركات التاريخ، ومع ذلك فان المشكلة ليست في الدين بل في الانسان الذي يعتنق الدين ويعمل على حرفه عن مساره او تحويله الى ايدولوجية سياسية متعصبة او عمياء لا تتقبل الاخر باي شكل من الاشكال وهناك نماذج كثيرة تدلل على كيفية تحول الدين الى ضحية بسبب سلوك الذين يؤمنون به والذين يخططون «للاعتياش» عليه.

من اكثر النماذج حضورا في ذاكرة اي منا هو نموذج داعش والقاعدة وهما النموذجان اللذان تم استثمارهما سياسيا وامنيا وعسكريا من قبل العديد من اجهزة المخابرات في العالم، وبسببهما اصبح الاسلام دينا مشوها و«مشيطن» في نظر الملايين من الامم بسبب الممارسات التى نسبت للاسلام من خلال هذين التنظيمين، والاسلام منها براء.

يحاول البعض اليوم جرنا الى معركة دينية جديدة على خلفية ما يجرى في اقليم «ناغورني كاراباخ» وبعنوان واحد الا وهو انها حرب بين الاسلام والمسيحية على غرار الحروب الصليبية ولهذه الحرب طرفان الاول مسلم – اذربيجاني والثاني مسيحي ارميني، غير ان هذا الملف بالذات هو من اكبر الدلائل على ماذهبت اليه في بداية هذا المقال وعلى ان الدين هو «السلعة الارخص» في عملية تفجير الحروب والصراعات.

ومن مفارقات هذا الملف انه فضح وبشكل غير مسبوق الاستثمار الرخيص للدين ومن ابرز ما هو مثبت في هذا الملف ما يلي:

اولا: ان ايران الدولة الاسلامية ذات المذهب الشيعي تساند وتمد الارمن بالسلاح وتقف معهم لوجستيا وفي مواجهة الاذريين المسلمين «الشيعة».

ثانيا: ان تركيا التى تعتبر نفسها حامية المسلمين السنة تقف الى جانب الاذربيجانيين المسلمين الشيعة والسبب هو التنافس على مناطق النفوذ بينها وبين ايران.

ثالثا: في موضوع دعم الارمن في اقليم ناغورني كارباخ يصطف وبشكل ملفت كل من ايران واسرائيل واميركا وبعض الدول العربية المعادية لايران وذلك لمواجهة المشروع التركي المتمثل بزيادة السيطرة على الجمهوريات الاسلامية في اسيا الوسطى.

رابعا: علينا رصد موقف روسيا وهي تمارس وباسكتبار صفة الوريث الاستعماري للمنطقة وتمارسه وبابتزاز سياسي معلن لكل الاطراف التى تورطت بالازمة او تلامست معها وهنا علينا الانتباه جيدا الى ان روسيا تناست تماما انها راعية الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية وهو ما يستوجب ان تناصر وبقوة الارمن بل وعلى العكس فقد تعاملت مع القضية كطرف محايد وقدمت نفسها وسيطا نزيها وهي بكل الاحوال ليست كذلك.

أكبر جريمة نقترفها عندما نلبس السياسة ثوبا دينيا..!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى