في إنتخاباتنا… إعلاميون تحت الطلب!* صالح الراشد
النشرة الدولية –
وضع العديد من الإعلاميين في الأردن أنفسهم تحت شارة المرشحين للإنتخابات النيابية، وتحولوا إلى مجموعة من حملة الطبول والدفوف غايتهم جعل الشعب يرقص حسب اللحن الذي يعزفون، وللحق فقد اكتشفنا بأن لدى العديد منهم مواهب تتفوق على موهبة محمد عبدالوهاب ورياض السنباطي، بل وللحق أيضا فإن عدد منهم تجاوزوا الموسيقار ياني وأصبحوا يُنافسون على العالمية، بعد أن أثبتوا كفائتهم العالية في صناعة الكذب ومحاربة الحقائق ليجعلوا من اللون الأسود أبيضا ومن الأبيض جميع الألوان، فهؤلاء وللحق ليسوا بإعلاميين بل سحرة وأصحاب مئة حرفة وحرفة في مرحلة اللعب بالورقات الثلاث.
فهناك صنف من الإعلاميين إمتهنوا تجارة الإعلانات، فأصبح كل شيء معروض للبيع من الذمة إلى المهنة فالتطبيل والرقص والتصفيق، وصفق المنافسين للمرشح الذي يأتمرون بأمره عند الضرورة بأخبار كاذبة خادعة، غايتها تأليب الدولة على المُرشح وتهديد من هم حوله حتى ينفضوا، لنجد بأن هؤلاء الإعلاميين مجرد “زعران” و”بلطجية” لكن بثوب أنظف وثقافة أعلى، مع العلم ان هؤلاء أخطر على المجتمع من جميع “الزعران” كونهم يروجون في غالب الأحيان لبضائع فاسدة ستجعل من حياة الشعب كارثة ليحصد من يرقص من الشعب على وبال أعماله، لذا فإن الإعلام يعمل كمساعد على تسهيل مهمة مرشحين جهلة وربما أكثر من ذلك سوءاً ونقلهم من قارعة الطريق لتحت القبة دون أن يرمش لهم جفن كون الوطن عند هؤلاء الإعلاميين مجرد رزمة من المال.
إن جهابذة الإعلام الذين يُشار إلى بعضهم بالبنان كإعلاميين رغم أنهم يفتقدون الفكر والرؤيا يقيمون العملية الإنتخابية ونتائجها من خلال مبدأ الربح والخسارة، وحسب زيادة رصيدهم البنكي من الحملات الإنتخابية ومن حملات التشهير، فعند هؤلاء لكل شيء ثمن، وتسعيرة التشهير تتفوق على أسعار المدح كون التشهير والكذب والإفتراء تحتاج إلى من يدعون البطولة والغيرة على الوطن، فيما المدح والتطبيل والرقص تحتاج إلى فن الكذب والنفاق ، ودوماً سعر الكاذب في عصور النفاق والجهل وانعدام الرؤيا والضبابية يكون أرخص بكثير بسبب توفر البضاعة الرديئة والجيدة.
لقد كان للإعلام الأردني دوراً كبيراً في إلحاق الأذى بالأردن حين وضع العديد من المسؤولين فوق قدرهم ليضع هؤلاء الوطن دون قدرة، فساهم في الترويج للسيئين منهم على أنهم رجال بطولات فضاعت الحقيقة، وأصبح من يتصدر المشهد فاسد معلوم الفساد وجاهل يعلم الجميع جهله، فتراجع الوطن سياسياً وإقتصادياً وإجتماعيا وطبياً وتعليمياً بعد أن امتطى خير المطايا شر فرسان يحظون بدعم إعلامي كبير ، لنجد ان الإعلام الأردني الفاسد والمأجور هو سبب الكارثة، والمصيبة انه يتوغل من يوم ليوم بفعل الباحثين عن حلم المنصب والمصالح المُشتركة.