الروائي الأردني “محمد خضر” في روايته «مايسترو» ينحاز للجمال والفن والمعنى

النشرة الدولية –

بعد روايتيه: «يافا.. بوينس آيرس.. يافا» (2018)، و »نهاوند» (2019)، أصدر الزميل الروائي والإعلامي محمد جميل خضر، مطلع العام 2020، عن دار «العائدون للنشر والتوزيع» روايته الثالثة «مايسترو» التي يواصل فيها ما بدأه في «نهاوند» الصادرة عن دار أبييدي المصرية البريطانية، من صياغة حلمِ وحدةٍ عربيةٍ مستندةٍ إلى الموسيقى والغناء، بوصفهما باباً ممكناً لتحقيق تلك الوحدة المشتهاة، وفق ما نشره الزميل الاستاذ، عمر أبو الهيجاء، بصحيفة الدستور الأردنية.

في «مايسترو» الواقعة في 151 صفحة من القطع المتوسط، يرصد خضر سيرة حياة سمير منذ كان طفلاً مولعاً بالموسيقى، إلى أن أسّس برِفْقَةَ أصدقاء عرب، فرقة موسيقية منحوها اسم «الأمل»، لِما للاسم من دلالات ومن حاجة الجيل العربي الصاعد، جيل المستقبل لهذا الأمل، كي يواصلوا دروب الحياة والعمل والفن والمعنى.

تغوص الرواية بِلُغَةٍ مُتاحةٍ لليافعين والشباب، ممّن هم بين الثامنة عشرة والعشرين، في عوالم سمير وقصصه في حارته الشعبية، حيث بيته هناك قرب بيت جدته لأبيه، وحيث تتبلور شخصيته، ويراقص في مدى أحلامه الكواكب، ويصادق النيازك، ويقيم حفلاً صاخباً للكائنات.

واقعية ساحرة تتيح للرواية أن تحلق، أن تفتح أفقاً ممكناً داخل عالم الأطفال والدجاج والطيور والخراف والقطط ومفردات الكون الفسيح.

«مايسترو»، في أهم وجوهها، رسالةٌ تنحاز للجَمال والفن والمعنى، وتسافر مع الصغار واليافعين والفتيان والشباب نحو عالم أكثر عدلاً ونقاء ومشروعية. إنها سيمفونية ناعمة اللحن، وديعة الأحداث ومدهشة العوالم.

وهي إلى ذلك، دعوة لوحدةٍ ممكنةٍ بين شباب الأمة العربية وشاباتها تحت ظلال الموسيقى والغناء، طالما الوحدة المشتهاة في أفقها السياسي، بعيدة المنال.

سمير بطل الرواية وابن الحارة العمّانية الشعبية، يتحدث مع الدجاجة (حسنية)، ويساهر النجوم، ويقيم حفلاً صاخباً للكائنات. وبما يشبه التسلسل في مستويات التلقي المفترضة للرواية، وفي أعمار هذا التلقي، تبدأ «مايسترو» التي صمم غلافها الفنان بسام حمدان، طفولية تتحدث عن الطفولة البعيدة لبطل الرواية عندما أظهر منذ أعوام عمره المبكرة، شغفاً بالموسيقى. شغفٌ جعله يصنع من أي اسطوانة خشبية أو معدنية آلة نفخ. يثقبها الفتى سمير، يضعها على طرف فمه، يعزف بينما القمر يضحك ويغني. وحين يملّ آلات النفخ، يصنع من أيّ وعاء حديديّ ومن خيطانَ نايلون، ومن أي قطعة بلاستيكية، (جيتاراً) مجازياً.

تواصل الرواية بعد ذلك، رصد فترة مراهقة سمير، والتقائه في مرحلة دراسته الثانوية، بشابّين: حسني من سوريا ومحمد من العراق، يؤسس معهما نواة فرقة موسيقية منحوها ثلاثتهم اسم «الأمل»، لِما للاسم من دلالات ومن حاجة الجيل العربي الصاعد، لهذا الأمل، ليواصلوا دروب الحياة.

خضر يؤكد في حديث لـ»الدستور» أن تشكيله أعضاء الفرقة في الرواية من شباب يمثلون مختلف الدول العربية، «ليست مصادفة» ولا هي رسالة «بدون معنى»، منوهاً إلى أن الفرقة برسالتها ومساعيها، «تخلق تقارباً بين مشرق الأمة ومغربها».

وحول الجديد فيها عن روايتيه السابقتين، يوضح خضر أنها تشبه إلى حد بعيد روح روايته الثانية «نهاوند» فهناك أيضاً شباب عرب جمعتهم المنافي وشكّلوا في جزيرة صقلية فرقة موسيقية منحوها اسم «نهاوند»، مع اختلاف عدد المشكّلين للفرقة في «نهاوند» عن عددهم في «مايسترو»، واختلاف قصصهم وحكاياتهم. الروايتان، تختلفان، بحسب خضر، عن روايته الأولى «يافا.. بوينس آيرس.. يافا» بالمبنى والمعنى، دون أن ينسى الإشارة إلى الثيمتين اللتين تكررتا في رواياته الثلاث: الانحياز للفن والموسيقى، وتجربة السفر عبر السرد الروائي نحو عواصم ومدن وأصقاع بعيدة.

عمل خضر في الصحافة المقروءة والمسموعة والمرئية، وأصدر إضافة لرواياته، أربع مجموعات قصصية تضمّن بعضها (مجموعة «برد») نصوصاً مسرحية (مونو دراما). نالت بعض نصوصه جوائز محلية وعربية.

نقلاً عن جريدة “الدستور” الاردنية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى