بلومبيرغ: “نَقَلَ نفط إيران إلى أوروبا عبر إسرائيل”.. خط أنابيب “سري” بين أبو ظبي وتل أبيب
النشرة الدولية –
لبنان 24 – ترجمة فاطمة معطي –
تحت عنوان “إسرائيل والإمارات تفتتحان محادثات حول خط أنابيب سري للغاية”، تناولت وكالة “بلومبيرغ” الأميركية توقيع شركة خطوط الأنابيب الإسرائيلية “إي إيه بي سي” “EAPC”، أمس الثلاثاء، اتفاقاً مبدئياً للمساعدة في نقل النفط من الإمارات إلى أوروبا عبر خط أنابيب يربط مدينة إيلات المحتلة المطلة على البحر الأحمر، وميناء عسقلان المحتل على ساحل البحر المتوسط. وبيّنت الوكالة أنّ خط الأنابيب موضوع الاتفاق “بنته إسرائيل وإيران عندما كانتا حليفتيْن”.
وكتبت الوكالة تقول إنّ الاحتلال الإسرائيلي والإمارات بدأتا محادثات حول خط أنابيب يربط البحر الأحمر بالشرق الأوسط، مشيرةً إلى أنّ المسؤولين الإسرائيليين يصنّفون عمليات هذا الخط بأنّها “سرية للغاية”. وأوضحت الوكالة أنّ شركة “EAPC” التي تملكها حكومة الاحتلال وشركة “ميد ريد لاند بريدج” (MED-RED Land Bridge)، الكائنة في الإمارات، وقعتا على مذكرة تفاهم بهدف التعاون في نقل النفط الخام والمنتجات النفطية بين الخليج العربي والأسواق الغربية، وذلك استناداً إلى بيان أصدرته الشركة الإسرائيلية أمس.
ولفتت الوكالة إلى أنّ الاتفاق يأتي بعد إعلان الإمارات، وهي ثالث أكبر دولة منتجة للنفط في منظمة “أوبك”، والاحتلال الإسرائيلي عزمهما على تطبيع العلاقات في آب الفائت، مضيفةً أنّ الطرفيْن ناقشا مذاك فتح سفارات وتسيير رحلات جوية مباشرة وإبرام اتفاقات تجارية. ووقعت “EAPC” و”ميد ريد لاند بريدج”، وهي شركة يملكها إسرائيليون وإماراتيون، الاتفاق في أبو ظبي خلال زيارة وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين.
وشرحت الوكالة أنّ “EAPC” تشغّل خط إيلات-عسقلان الذي بنته إسرائيل وإيران في ستينيات القرن الماضي، مشيرةً إلى أنّه قادر على نقل 600 ألف برميل نفط يومياً ويملك قدرة تخزينية تُقدّر بنحو 23 مليون برميل. وتابعت الوكالة تقول إنّ أغلبية النفط الخليجي الذي يصل إلى أوروبا يمر إما عبر قناة السويس أو عبر خط أنابيب سوميد المصري، القادر على ضخ 2.5 مليون برميل يومياً.
وأضافت الوكالة بالقول إنّ الاحتلال والحكومة الإيرانية كانتا تمتلكان شركة خط إيلات-عسقلان المحدودة- وهي التسمية التي كانت تطلقها “EAPC” على الخط، لافتةً إلى أنّه استُخدم سابقاً لنقل النفط الخام الإيراني إلى الأسواق الأوروبية. وكتبت الوكالة تقول إنّ الاحتلال وإيران تحولّتا إلى عدوتيْن بعد الثورة الإسلامية في العام 1979، مستدركةً: “على الرغم من ذلك، سمحت إسرائيل لسنوات عدة للنفط الإيراني بأن يُنقل عبر خط الأنابيب سراً”. وبحسب الوكالة، كانت إسرائيل تتيح للملياردير الأميركي مارك ريتش وسواه استخدام هذا الخط؛ يُعتبر ريتش أحد أشهر المطلوبين للعدالة بسبب تهربه من الضرائب في الولايات المتحدة وإجراء معاملات تجارية “غير قانونية مع إيران” إضافة إلى تهم أخرى.
ولفتت الوكالة إلى أنّ الاحتلال وإيران تنازعا مؤخراً على خلفية خط الأنابيب المذكور، حيث طلبت طهران تعويضاً بعدما استحوذت تل أبيب على حصتها المقدرة بـ50%. وعلّقت الوكالة تقول: “يمكن للجيش الإسرائيلي حتى اليوم فرض رقابة على ما يتدفق عبر خط الأنابيب”.
وفي حين أنه لم يتم الإفصاح عن تفاصيل الاتفاقية المالية، أشار بيان “EAPC” إلى أنّها ستسمح للتجار بنقل النفط من منطقتيْ المتوسط والبحر الأسود إلى آسيا، وفقاً لما جاء في تقرير “بلومبيرغ”.