خيارات خاطئة تُهدر الفرص المُتاحة للنهضة الأردنية* صالح الراشد

النشرة الدولية –

كثيراً ما يتردد مصطلح “نحلم بالأفضل” ولكن الأحلام تُصبح وهماً إذا لم تجد من يُحولها إلى واقع ملموس، لذا نحتاج لتغيير كلمة نحلم لتُبصح نسعى للأفضل، وهنا نكون قد ربطنا الحُلم بالعمل، ولضمان الإنتقال من مرحلة الوقوف إلى المسير نبحث عن أشخاص لقيادة المجتمع من وزراء ونواب وأعيان ومدراء لمؤسسات الدولة، واختيار هؤلاء يجب أن يكون محسوباً بدقة ويأتي ضمن شروط صارمة لضمان سلامة المُخرجات ومنها :العلم، العدالة، الكفاية وسلامة الحواس والأعضاء، حُسن البصر والبصيرة والدهاء والحكمة والجرأة والرؤيا والقدرة على إستقراء المستقبل بفضل الخبرات التاريخية ويضاف لكل هذه الصفات الصبر والثبات.

وقد يقول  البعض إننا بحاجة إلى خبراء وليس أنبياء، فلماذا هذه الشروط التعجيزية والتي لا تنطبق على أحد أو ربما تنطبق عدد محدود جداً من أبناء الكون الفسيح؟!، وأقول هنا إن حاجتنا لهذا النوع من المسؤولين هامة وإن وجدنا شخص واحد فقط فإن الأمور ستكون أفضل حيث سيقوم بنشر معرفته وعلمه على بقية فريق العمل وعندها نشعر بالتحسن الجماعي في الآداء كون طرق العمل في البناء تذهب في إتجاهين، فإما يكون لدينا خبراء يعملون بطريقة الأوركسترا أو نجم يدور  البقية في فلكة ويبدعون في اللحظات المناسبة، ومن خلال ملامستنا للواقع وجدنا أن الطريقة الأولى صعبة التنفيذ  وبالتالي نحتاج للشخص القادر على القيادة وإلهام الآخرين.

وفي حال الفشل كما حصل معنا في الحكومات الأردنية ومجالس النواب السابقين سيقوى تيار الفساد، ويقود البلاد بالرشوة والمحسوبية والإختلاس والإستقواء على العامة، وهنا ينصهر الفساد بالدولة ويُصبح من المستحيل محاربته ويُسقط الفاسدون كل صالح بفضل تماسكهم ودفاعهم عن مصالحهم، وستفشل نظرية الدفاع عن الشعب ضد الفاسدين القائمة على الهجوم والثبات في وجه إرتدادات الفساد والإصلاح، وعندها سنبقى نحلم بالقادم الجميل والذي سيطول إنتظاره كون الحكومات قصيرة النظر تتعلل بالاعذار وليس بضعف منهجية العمل فيما الشعب مصاب بداء ذاكرة السمكة.

وتحتاج الحكومات إلى تعديل طريقة العمل بالتخلي عن الإقتصاد الريعي والإتجاه صوب  الإقتصاد الشمولي القائم على التنوع بتقدم الإغراءات الحقيقية لرأس المال، وعدم العمل بطريقة السلطة المُطلقة التي تتحول إلى فساد مُطلق، وهذا يعني أن الإصلاح يقوم على تشريعات ناظمة للعمل، وطبعا هذا يحتاج إلى الأشخاص الذين تحدثت عنهم في بداية المقال، فهل لدينا هذا النوع من القادة السياسيين والإقتصاديين أم سنظل ندور في ذات المكان بفضل الخيارات الخاطئة ونهدر الفرص المتاحة فتضيع التنمية والأجيال؟!!.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى