ترامب يغوص في الوحل .. وأمله بالدولة العميقة* صالح الراشد

النشرة الدولية – ميتشغان –

كلما تحرك أو تكلم يجد نفسه ينزلق صوب الأسفل حيث لا سند للإتكاء عليه، فالطريق صوب الجحيم طويل ومرهق وهو يرتعب من مغادرة الجنة التي منحته سلطة عظيمة لأربع سنوات، لتصبح الضغوطات متعددة ولا يشعر بها إلا المُنافق الذي  يتبدل مكانه وهو ينظر ويتحسر ، هذا هو حال رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب الذي يغوص في الوحل كلما حاول إنقاذ نفسه، وبالتالي سيكون السبب في نهاية قصته الحزينة التي ستكتمل فصولها مطلع الشهر القادم.

ترامب غرق في مستنقع أفعاله التي أرقت العالم وجعلته يعيش في دوامة الفوضى السياسية والإقتصادية والصحية، وزاد عليها بعبثه بقضية وباء كورونا وإصابته أو إدعائه وشفائه السريع، ليعتبرها الكثيرون مسرحية هزلية غايتها كسب الأصوات، وغرق ترامب في نظرية المؤامرة التي يسوقها للمواطنين الأمريكيين على أنها طريق لإزاحته من المنصب، هذا الأمر جعل الرئيس الأمريكي الأسبق أوباما يسخر من ترامب كونه يعتقد أن البشرية تتداعى للإنقضاض عليه.

ترامب وكما ذكرت في عديد المقالات يعاني من حالة رعب وإنعدام الثقة بالآخرين حتى المقربين منه، وهذه حالة لم نجدها بهذه الصورة البشعة إلا في عهد الإمبراطور الروماني كاليجولا والذي غادر كرسي الحكم بسيوف عقلاء الرومان فيما يتوقع مغادرة ترامب بأصوات العقلاء الأمريكان، وغريب أن من يقود الدولة الأعظم في العالم ويُرعب قادتها يرتعب ويرتجف من خرافات ومؤامرات لا مكان لها إلا في ذهن حفيد كاليجولا العصر الجديد.

لقد تزايد إنزلاق ترامب في وحل الجهل والكذب على الشعب الأمريكي ليتراجع عدد مؤيديه من يوم لآخر ويتفوق بايدن بشكل مُتسارع مما يجعلنا نتوقع أن يتقبل ترامب خسارته المبكرة والتي قد تكون الهزيمة الأقسى في تاريخ الولايات المتحدة، وإن حصل هذا فستكون رسالة غالبية الشعب لليمين المُتطرف بأننا نريد أن نعيش كمجتمع متماسك متحاب وليس كأعداء يحمل كل مكون خنجره ليطعن المكونات الأخرى للمجتمع لذا فإن سلامة الولايات المتحدة رهينة بمغادرة ترامب .

ويبقى أمل ترامب بالبقاء على سدة الحكم كقائد للولايات المتحدة بالدولة العميقة الراغبة بوجوده لأربع سنوات  قادمة بعد أن قام بخفض الضرائب مما جعل أصحاب الشركات الكبرى يضغطون تجاه بقائه وعدم فوز بايدن الذي سيغير معادلة الضرائب في حالة فوزه، كما يأمل ترامب بدعم  صهيوني داخلي وخارجي كرد لجميل هداياه للكيان الصهيوني لعلهم يحققون حلمه فيما تذهب أحلام الأغلبية الأمريكية أدراج الرياح، وبالتالي ننتظر أيام قلائل لنعرف نهاية الأحداث التي تتزايد وتيرتها ويترقبها الجميع على أحر من الجمر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى