“انفراد” صحفية مصرية تروي تفاصيل جريمة أسرة الزوجة المغتصبة داخل مقابر الإسماعيلية
النشرة الدولية –
الميدان – عبير العربي –
خرجت برفقة زوجها تشد من أزره بحثا عن التروسيكل الذي تمت سرقته ،مصدر لقمة العيش الذي يتعكزان عليه في مواجهة أعباء الحياة وانتظارا لمولود لازال يسكن أحشاء الأم في شهوره الأولى، معلومة ساقها إلي الزوجان الضحية كريم عبد الله 22 عاما ،وعطيات مجدي 17 عاما ، ويعملان كمال نظافة بالشارع ،بأن التروسيكل قد يعثران عليه بالمقابر كما حدث مع حالات كثيرة متشابهة ،لم يكذبا الزوجان الخبر وخرجا إلي منطقة المقابر بحثا عن التروسيكل، وهناك كانت بداية المأساة التي لم يتوقعها الطرفان بعد،لتطل عليهما الحياة بوجهها القبيح المتمثل في 3 أشخاص مجرمين من لصوص هتك العرض واغتيال المحارم واستباحة الكبائر مما حرم الله عز وجل ،ليهددوا الزوج المكلوم الباحث عن التروسيكل بقيمة ال40 ألف جنيه، والديون المتراكمة نتيجة عدم دفع ولو قسط واحد من ثمنه خاصة وأن التروسيكل تم شراءه من فترة لم تزد عن 8 أيام فقط،بتسليم زوجته وتركها بين يديهم تحت تهديد الأسلحة البيضاء،وبعد فشل كافة محاولات الترجي والتوسل من الزوجة بتركها،تم الإعتداء الجنسي عليها بعد أن واقعها المدعو إسلام، لتبدأ الزوجة وزوجها في مواجهة هتك عرض وسمعة وتبلي من المجتمع لا تقل وجع وألم عن اغتيال محارمها.
كانت الميدان سباقة في محاولة جادة للالتقاء عن قرب بطرفي الواقعة الأليمة الزوج والزوجة لإظهار الحقيقةالتي لعبت النيابة العامة بالإسماعيلية دورا كبيرا في تقديم الاعترافات ومن قبلها دور ضباط إدارة المباحث ونجاحهم في القبض على المتهمين والتأكيد على ضرورة ألا يترك الزوج والزوجة دون تقديم العلاج النفسي لهما والمعنوي والمادي في محاولة تكاتف حقيقي للعبور الآمن لهذه الأسرة من تلك المحنة الوضيعة خاصة وأن أم الضحية السيدة نجلاء كريم تعاني حالة إنهيار نفسي لم تتجاوزه بعد.
من الزوجة ضحية الإعتداء الوحشي كانت البداية “عطيات مجدي”والتي أكدت أنها خرجت مع زوجها بحثا عن التروسيكل الذي تمت سرقته بعد ثمان أيام من شراءه مقابل مبلغ 40 ألف جنيه تم التوقيع بهم على شيك بالأجل، ذهبا إلى منطقة المقابر بناء على معلومة من أحد الأشخاص ،وعقب الدخول المباشر إلي المقابر وجدت هي وزوجها سيارة نصف نقل بها 3 أشخاص وفي لحظة وجدوهم يلتفون حولهم بمجموعة من السيوف في محاولة لخطفها من زوجها كريم الذي وضع يده على كتفها بعد أن قال له إسلام المتهم الأول في الواقعة الاعتداء، أنا عايزها لي مزاج فيها،فأكد له إنها زوجته،مدللا على ذلك بعدد من صور زفافهما على تليفونه الخاص وإنها حامل في الشهر الثاني ، وليست فتاة سيئة السمعة جاءت برفقته،فرد هخدهايعني هخدها .
وأكملت عطيات إنه تمت محاصرة زوجها بالسيوف وتحت تهديد السلاح دخلت برفقة إسلام المتهم ،والذي قام بتجريد حجابها وسحبها من شعرها وأمرها بخلع ملابسها ولم يستجب لتوسلاتها إلى الحد الذي جعلها تقبل قدمه باكية قائلة له هذا أمر لا يرضي الله،وحرام وعيب ،أسترني وأرحمني عشان ربنا يرحمك،واعتبرني زي أختك او حتى أمك،ليرد عليها ،ولو عندي أم أو أخت مش هرحمها وسأفعل بها ما أريد، وبالفعل نجح في إقامة علاقة غير شرعية بعد أن جردها ن ملابسي تماما، قائلة بمرار وحسرة وبكاء أمسك بشعري وجرني ثانيا إلي مكان زوجي ،تاركا ملابسي الخاصة بالمكان.
وتحدث زوجها ،لم يستجب الجاني إلي توسلاتي بترك زوجتي، ورغم انني أخرجت له صور الزفاف والزواج من الموبايل ،قايلا لي وماله ميضرش ،وقام الأثنين الآخرين بوضعي داخل مقبرة مفتوحة بعد أن انهالوا علي بالضرب بالسيوف مهددين بقتلي إذا حاولت المقاومة، وخلال ما يقرب من 15 دقيقة ظننت فيها إنه كان يتأكد ما إذا كانت زوجتي من عدمه ولم أتوقع للحظة أن هناك اعتداء جنسي على زوجتي،كنت قاومت ولو تم قتلي ما استسلمت.
سألته إمتى عرفت بتفاصيل الواقعة،قال عندما وجدتها باكية ورفض المعتدي إسلام ورفاقه تركنا في المقابر واجبرونا على ركوب السيارة التي كانت بحوزته وتركونا بمنطقة الثلاثيني ،اتعرفت لي عطيات بما حدث،واخبرت والدتها بالتفاصيل والتى طالبتنا بالانتظار في المكان وأبلغت الشرطة التي وصلت واصطحبتنا مجددا إلي داخل المقابر ،ومثلت زوجتي الواقعة ،وكان بالمكان بعض من ملابسها الداخلية ومفاتيح الشقة ملقاه أيضا على الأرض، ومنها توجهنا إلي مقر قسم الشرطة ودخلنا في تحقيقات موسعة،وكانت المفاجأة أن يتم القبض عليهم ومواجهتنا بهم أدلوا باعترافات كاملة بما حدث.
سألته ثانيا ،لم يراوضك للحظات في أن تترك عطيات أو تأخذ قرار بتطليقها ،أجاب مسرعا ،خالص طبعا ،والله لم يحدث للحظة،بالعكس أنا اللي حاسس بالذنب ،ونفسي أداوي جرحها وجرحي ،ربنا عالم بالنار اللي جوايا ومش عارف اطفيها إزاي جوايا وجواها.
وتأخذ مجددا عطيات المجني عليها خيط الحوار مجددا قائلا، خوفت أن أخبر زوجي بما حدث وقتها ينفعل ويتم قتله بالسلاح الذي بيدهم، وأضافت رغم كم المرار الذي واجهته في تفاصيل الإعتداء علي واهانتي،إلا أن وقوف ضباط التحقيقات بجواري وخاصة العقيد أحمد الصغير الذي باشر التحقيقات وقال لي أنا عارف إنك ضحية ومصدقك وهجيب لك حقك،وبالفعل جاب لي المتهمين،وكذلك التعامل في النيابة ،تم التعامل معي بكل ثقة واحترام ،وهو ما زادني قوة وثبات،لكن أشعر بخوف طول الوقت مش عارفة أعيش في سلام ولا آمان بالإضافة إلي تعرضنا لكلام واشاعات واتهامات باطلة طول الوقت،لا المتهمين رحموا عرضي ولا الناس رحموا عرضي أيضا كل واحد فيهم اغتصبني بس بطريقته الخاصة.
وبكل حصرة وبكاء مستمر لم ينقطع طيلة اللقاء روت والدة المجني عليها نجلاء كريم أن ما تعرضت له ابنتها انتهاك واضح لحرمة المجتمع ككل،واغتيال للمبادىء ومنظومة القيم،مؤكدة إنه لن يهدأ لها بال إلا إذا تم إعدام هؤلاء المجرمين ،وبشكل سريع،قائلة رغم صغر سن ابنتي لكننى قررت زواجها عشان استر عرضها ، واستلفت أموال حتى أتمكن من تجهيزها ، وكتبت ايصالات أمانة ،رغم أنني عاملة نظافة وكل ما أتقاضاه 1200 جنيه شهريا ،فهل يعقل بعد كل هذا الشقى والمعاناة يغتال مثل هؤلاء عرض ابنتي دون الامتثال لتوسلاتها ولم يشفع لها حتى حملها وجنينها داخل أحشائها،طول عمري شقيانة وتعبانة عشان أربيها هي وأخواتها،وققرت أحميها في سنها المبكر خاصة وإنها تعمل معي عاملة نظافة تكنس الشارع ،ووالدها رجل كبير وصحته على قده ،فلا يمكن أن يكون هذا مصيرها ،اعتداء وحشي دون هوادة،كل ذنبها إنها خرجت مع زوجها برفقته ،في يده،بحثا عن التروسيكل الذي اشتراه ليواجه به مشوار الحياه الصعب،لأجد نفسي أمام مشوار مر أتجرعه كل لحظة ،ومش عارفة أتخلص من كابوس ما حدث،عايزة اتعالج انا زبنتي وزوجها ،محتاجة وقوف الناس جنبي لأني فاقدة القدرة على التعامل والناس قاسية جدا علينا،بدل ما يقفوا جنبنا،زادونا افترى وألم لا طاقة لنا به.
هذه باختصار ملامح الواقعة المريرة التي تعرضت لها عطيات التي لازالت في مقتبل العمر ،تخيلت أن زواجها المبكر سيحميها ويستر عرضها من الأطماع ،ليغتالها سعار مجرم ،لاقيم له،ولا أخلاق،تلحقيقة أن هذه الواقعة من المفترض ألا تمر هي الأخرى مرور الكرام،الموضوع لا يمكن أن يختزل ولا يقف عند صدور قرار عاجل وعادل من القضاء بالحكم الرادع عليهم ،لابد ان تتحرك اجهزة الدولة،تنتفض لمواجهة هذا النوع الشرس المتطور من الجريمة،الذي أصبحت تستبيح محارم الأحباء والأموات، والغريب والغريب جدا ،أننا لم نجد مؤسسة أهلية، أو حكومية،ذهبت إلي بيت الأسرة المكلومة المهزومة نفسيا وحاولت ممارسة دورها في تقديم العلاج النفسي والمعنوي،والمادي أيضا التي تحتاجه الأسرة بشكل عاجل ،لا أحد، لا شىء،سوى مرار الواقعة،فهل تكون هذه السطور بمثابة طرق باب تلك الاسرة،بعد تركهم دون أي اهتمام ،أتمنى.