عذراً يا رسول الله…* حمد بدر الأذينة

النشرة الدولية –

متى سنغضب؟ ومتى سيكون للمسلمين اعتبار في العالم، ألم يكف أننا فرطنا بحضارتنا، وقبلنا بثقافة الغرب الدخيلة على ديننا وعاداتنا؟! وها هم الآن يتبنون الإساءة لرسولنا الكريم، أما اكتفينا من هذه الإهانات والتعدي على عقيدتنا؟!

خرج أحد زعماء الغرب يتبنى الإساءات لرسولنا الكريم علناً دون احترام لشعبه من المسلمين أو تفكير فيمن كانوا أسياده في وقت مضى، والله لا خير فينا إن لم نضع حداً لهذه التجاوزات والتطاولات التي مرغت أنوفنا بالتراب أمام مجتمعات نتنة علمتها الحضارة الإسلامية ثقافة النظافة وهي أبسط آداب المجتمعات.

نعم نفتخر بموقف الكويت الذي عهدناه بها من خلال بيان وزارة الخارجية، ولكن طموحنا اليوم كشعوب مسلمة لن تتوقف إلا بالتصعيد الدولي من خلال جامعة الدول العربية بتخفيف التمثيل الديبلوماسي في جمهورية فرنسا والاعتذار الرسمي منها أمام الكرة الأرضية.

إذا قبلنا أن نكون شماعة لكل متسلق يبحث عن الفوز بانتخابات رئاسية، إذاً من حقنا أن نعبر عن رأينا ونتجاوز سقف احترام الغير ولا نحاسب، فإن مبدأ الحياة هو المعاملة بالمثل، وإلا فإننا نعيش بشريعة غاب لا تحكمها القوانين، وإذا انفلتت الأمور فلن يتداركها أحد كائنا من كان.

حينما تكون المشاكل متعلقة بفرد من المجتمع أو تطاول على دول أو أي مسألة سياسية بشكل عام، يكون للحكمة دور في هذه القضايا، نحن لا نبحث عن التصعيد، ولا تأزيم العلاقات، نعم نبحث عن الحكمة واحترام المبادئ والقوانين الدولية، ولكن حينما تطول الإساءات رسولنا الكريم، فلتسقط المبادئ والقوانين، وليطلقوا علينا ما شاءوا من المسميات والصفات، فوالله لن تزيدنا إلا عزة وتمسكا بمواقفنا، سيأتي يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، وسلامة القلب تبدأ بالانتصار لديننا الحنيف ورسوله الكريم، فإذا كان تصريح ذلك الخسيس مجاملة لقضية مقتل المعلم «لعنة الله عليهما مجتمعين»، كان الأجدر أن يصدر قانون يمنع التعدي على المعتقدات وكل ما يمسّ الأديان، لا العكس كما فعل ذلك، وإن كان لا يعلم كيف يدير شؤون بلاده فليعتذر عن الاستمرار وليتم انتخاب من هو أجدر منه بالمسؤولية.

تعلمنا من سياسة الكويت عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، ولكنها علمتنا الدفاع عن معتقداتنا وقيمنا وكل ما يمس كرامة المسلمين، وستبقى بإذن الله تعالى صوت الحق الذي يصدح في وسط العالم، نابية للكراهية والحرب، مدافعة عن السلام والحق، منتصرة لخاتم الأنبياء والرسل.

وأحسن منك لم تر قط عيني

وأجمل منك لم تلد النساء

خلقت مبرأ من كل عيب

كأنك قد خلقت كما تشاء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى