الى متى الانتقاص من حق المرأة في المناصب القيادية العليا؟!* الدكتورة مارسيل جوينات
النشرة الدولية –
ها نحن على وشك نهاية السنة الأولى من العقد الثالث للقرن الواحد والعشرين، ومازال حق المرأة في تولي المناصب القيادية العليا يفتقر لتكافؤ الفرص المرتكزة على العدالة والمساواة.
إن تمثيلها وتوليه لبعض المناصب مازال متواضع مقارنةً بالكفاءة العلمية والعملية، فطموحها في مشاركتها بمختلف المجالات للمساهمة بالتنمية والتوعية بالاختصاص الذي تحمله ليس له حد، والاستفادة من خبراتها ومعرفتها العملية.
وهنا لا نستطيع انكار التفاوت في دعم الحكومات للمرأة إلا ان هذا الدعم ما زال متواضعا.
فالمرأة لديها المقدرة في ان تدير شؤون بيتها واسرتها وعملها خارج المنزل بكل كفاءة، وهذا ان دل يدل على كفاءتها وانتمائها للموقع والمكان الذي تكون فيه بحس المسؤولية والانتماء.
وللأسف هناك صورة نمطية مغلوطة عنها، انها لا تستطيع تحمل ضغوط العمل وأن تأخذ القرارات الهامة او المصيرية وخاصة في ظل وجود ازمة ما او تحديات، وتعد هذه الصورة المغلوطة اجحاف بحقها كإنسان كاملة العقل، والا ما وصلت الى مستوى وكفاءة علمية وعملية لتنافس زميلها في العمل. « والأمثلة عديدة لسيدات قُدنَ دولا ومؤسسات في ظل اشد الازمات، وازمة جائحة كورونا خير مثال».
لذا نسعى ونتوقع في السنوات القادمة ان يكون هناك فرص عديده لتوليها وقيادتها لهذه المناصب، لامتلاكها الكفاءة والحافز والريادية لاتمام الاعمال التي توكل اليهن بفاعلية وتميز، ولا يتحقق ذلك إلا بدعم من أصحاب القرار والحكومة، وأصحاب العمل، وإزالة المعوقات والتحديات التي تحد من مشاركتهن في المواقع المناسبة، وإذا دعت الحاجة ان يكون هناك كوتا للمرأة في المناصب العليا لكل مؤسسة فإنه يسهم في تحسين صورة المؤسسة والتقدم امام المجتمع المحلي والدولي.
من منا لا يريد/ تريد ويرغب ان تكون ابنته او اخته او زوجته، أو والدته في اعلى المناصب؟!
إذا علينا إيجاد آليات قابلة للتطبيق لدعمها وتحفيزها في التقدم والمنافسة على هذه المناصب. والمرأة نفسها عليها ايضاً مسؤولية بالعمل على تطوير ذاتها وعدم الاستسلام لبعض إرهاصات المجتمع او مكان العمل. وعلى كل امرأة تحمل مسؤولية أخلاقية وضمير حي عليها واجب تشجيع وتحفيز الأخرى، والعمل معاً، ومساندة بعضهن البعض والابتعاد عن التفكير والنية السلبية التي تفتك في نفس وقلب بعضهن.
كما ان مؤسسات المجتمع المدني المحلية والدولية لها دور كبير ومهم للعمل معاً ضمن رؤية موحدة للارتقاء بالمرأة، وتمكينها للوصول الى المناصب المنشودة، لخدمة وطنها بالدرجة الأولى وتحقيق ذاتها.
نقلاً عن جريدة “الدستور” الأردنية