لا تغيير على خريطة النفوذ العسكري في سوريا للشهر الثامن على التوالي

النشرة الدولية –

أظهرت أحدث خرائط النفوذ العسكري في سوريا، ثبات نسب السيطرة الكلية بين أطراف النزاع في سوريا، وعدم حدوث أي تغييرات ميدانية، منذ نحو ثمانية أشهر، مقارنة بما تم تسجيله في شهر شباط/ فبراير الماضي.

وبحسب ”مركز جسور للدراسات“، الذي يصدر خريطة شهرية محدثة لمراكز النفوذ العسكري في سوريا، فإن خطوط التماس لم تشهد تغيراً جديداً منذ نحو ثمانية أشهر، أي منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين تركيا وروسيا، في الخامس من آذار/ مارس الفائت، وهي أطول مدة تهدئة منذ توقيع مذكرة خفض التصعيد بين الطرفين في العام 2017.

ووفقاً لخريطة شهر تشرين الأول/ أكتوبر، فإن نسب سيطرة القوى على الأرض هي كالتالي:

ـ حافظ الجيش السوري النظامي على نسبة سيطرته، المقدرة بنحو (63.38%) من مساحة البلاد.

ـ حافظت قوات سوريا الديمقراطية على نسبة سيطرتها التي كانت قد سجلتها منذ شهر تشرين الثاني/ نوفمبر 2019 عند (25.64%).

ـ حافظت تركيا والفصائل السورية الموالية لها على نسبة سيطرتها البالغة (10.98%).

ـ لم يعد لتنظيم داعش أي سيطرة عسكرية على الأرض السورية منذ شباط/ فبراير 2019.

أسباب ثبات الخريطة لـ8 شهور

ويفسر المركز عدم التغير في نسب السيطرة بالتزام النظام السوري وفصائل المعارضة بوقف إطلاق النار في إطار مذكرة موسكو التي تم توقيعها بين تركيا وروسيا في 5 آذار/ مارس 2020 بالرغم من الخروقات المتصاعدة والمستمرة التي تشهدها خطوط التماس.

وشهد الشهر الفائت استمرار ارتفاع وتيرة التصعيد من قصف مدفعي وصاروخي من جانب القوات الحكومية، فضلا عن محاولات تسلل من جانب بعض فصائل المعارضة إلى بعض النقاط العسكرية التابعة للنظام.

كما قامت تركيا بتفكيك نقطة المراقبة التاسعة لها في مورك، والبدء بإخلاء نقطة المراقبة العاشرة في شير مغار في ريف حماة الشمالي.

وكانت خريطة النفوذ العسكري في سوريا عرضة للتغيير ومتقلبة على الدوام، بعدما اتخذت الحرب مسارات معقدة، فقبل التدخل الروسي في سوريا عام 2015 كانت الكفة تميل في كثير من الأحيان لصالح فصائل المعارضة المسلحة وتنظيم داعش على حساب قوات النظام، لكن التدخل الروسي عكس المعادلة لصالح دمشق.

بالمقابل ساعد التدخل العسكري التركي في منع سقوط آخر معاقل المعارضة الرئيسية في إدلب، شمال غرب البلاد، كما تمددت أنقرة عسكريا في شمال سوريا ليشمل نفوذها مناطق واسعة في عفرين وجرابلس، غرب الفرات، ومناطق تل أبيض ورأس العين شرق الفرات.

وتسيطر قوات سوريا الديمقراطية، من جانبها، على مساحات واسعة في شمال شرق سوريا، بدعم من التحالف الدولي لمحاربة داعش، الذي تقوده واشنطن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى