ما بعد 11-11 ماذا ننتظر؟ وماذا ينتظرنا؟
بقلم: د. مارسيل جوينات

النشرة الدولية –

ها نحن انتهينا بعد الانتظار والمتابعة للعرس الوطني الديمقراطي، ونُشرت النتائج النهائية لمجلس النواب التاسع عشر، والتي صدمت واغضبت البعض، وافرحت البعض، والبعض الاخر كان راضيا ويشعر بالفرح والافتخار بالفوز.

وللأسف المشهد العام للعرس الديمقراطي لم يكن مرضيا عنه، وخاصة بعد إعلان النتائج.

كان الأفضل لو تبنت وسائل الإعلام والاتصال المختلفة والمتعددة وأصحاب القرار مصطلح «الواجب» الوطني الديمقراطي بدل العرس. وكان من الممكن بتغيير المصطلح، ان لا تغرس في عقول الشعب اننا ننتظر احتفالات بعد اعلان النتائج، ولو بغير قصد في ظل ما نعانيه من جائحة كورونا، مما جعلت البعض يخالف القوانين وبهذه الدرجة.

إن مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الاتصال لم تقصر، واحساسنا اننا في عالم غير عالمنا، ومجتمع غير مجتمعنا، وأصبحنا نعاني من الانفصام والدهشة ونتساءل، هل ما نراها عندنا في الأردن؟ ومن أهلنا وشبابنا وعزوتنا. وكذلك بعض السلوكيات والتصرفات من بعض النواب المنتخبين الذين سيشرعون ويرقبون، وهم أنفسهم لم يستطيعوا التقيد بالقانون واحترامه، هذه السلوكيات تدل على عدم المسؤولية الوطنية والمجتمعية، وكأننا غرباء. أهذا ما كنا ننتظرها منكم في اول اختبار لكم.

ولكن ننتظر ونعول عليكم الكثير الكثير في ظل ما نعانيه من ظروف اقتصادية بالدرجة الأولى والسياسية والاجتماعية والثقافية.

الشعب الأردني يعاني، وأجهزة التنفس الاصطناعي لم تعد تجدي نفعاً، وتلبيس الطواقي لم تعد تنفع، اهترت من كثر الاستعمال والتداول، نريد حلولا فاعلة قابلة للتطبيق لأغلب مشاكلنا وصعابنا.

نعم أنتم لا تمتلكون الفانوس السحري، ولكنكم تمتلكون الإرادة القوية للنهوض بالوطن والشعب معاً، وعليكم مسؤولية كبيرة في تغيير الصورة النمطية عن مجلس النواب، وتكونوا فاعلين وملتزمين بعملكم ورسالتكم. وبرامجكم الانتخابية يجب لا تبقى حبر على ورق، ولكن نستشرف بكم الامل لمستقبل أفضل. والتشكيلة البرلمانية المنتخبة ليست بقاصر، وتمتلك الخبرة والمعرفة في مختلف الميادين والمجالات، وعلينا تجاوز تبعات وتداعيات ازمة كورونا ايضاً.

ننتظر منكم من خلال مهامكم التشريعية والرقابية النهوض بالشباب وتحفيزهم ومشاركتهم وعقد شبكات وشراكات شبابية للعمل معاً، والمساهمة في رسم السياسات واتخاذ القرارات والاعمال التي تسهم في رفعتهم ودمجهم في المجتمع تحت مظلة المواطنة. واما عضوات مجلس النواب المنتخب اللواتي يمثلن المرأة الأردنية دورهن لا يقل أهمية عن أي عضو مجلس نواب اخر بالعكس الاتكال والتعويل عليكن اكثر، في ان تساهمن في وصول المرأة الى المناصب القيادية، والطلب بتعديل نظام ديوان الخدمة المدنية بأن يكون هنالك كوتا للمرأة في المناصب القيادية في مختلف دوائر الدولة، وفي القطاع الخاص ايضاً، وبناء شبكات وشركات مع النساء في مختلف مناطق المملكة لنساهم معاً في رفعت الوطن.

واما منظمات المجتمع المدني مسؤوليتكم كبيرة في توجيه البوصلة عند انحرافها من قبل بعض أعضاء مجلس النواب، وان يكونوا على علم ان هناك من يراقب ويرصد عملهم التشريعي والرقابي ايضاً.

ننتظر منكم تعديلات على بعض القوانين وسن قوانين لمصلحة الوطن والشعب معاً، اليوم أنتم تحت قبة البرلمان ولكن بعد فترة سيعود بعضكم الى ما كان عليه قبل أيام.

لنعمل معاً بضمير لخدمة وطننا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى