وقفت تغطي نور الشمس منبهرة* جهاد قراعين

النشرة الدولية –

وقفت تغطي نور الشمس منبهرة، تنبهت من غفلتها ان هناك تنهدات مرت كالريح الهادىء انساما فوق كتفيها ، عضت على شفتها السفلى من الناحية اليسرى حتى بانت نواذج الجهة الاخرى بخجل عفيف ، وهي راقده على بحر من الدموع ، الا دمعة ابت السقوط، ذبلت عينيها،  لكن امواج البحر ارتطمت بصخور صبرها التي تباغتها كلما اشتد بعصر قلبها حبل الحنين لليال كانت بيضاء مكتوبة بحبر المسافات، تأملت آهات اعترتها كلما اشتد الارتطام لتبعثر احزانها على وجنتيها ، وتنثر اوراقها الحميمية بنشوه على صفحات اعماق روحها ، بقيت مشدوهه بقصيدة كتبتها بحبرها الدموي القاني من شريان قلبها.

تحاول الخروج من قعر جسدها، لتلعق بقايا ريقها المبلل بغواية أنين المداد  الذي خط ابجدياتها ولَم تصل غايتها ، كانت ريح العشق تؤجج  الجسد في معبد دهشة غموض لفها ، ووتين الجراح يتقطع بترانيم جرّار الليل الهجين ، اسكرتها همسات شفتيه ، وفِي آخر تنهيدة دعته ان يقذف براكين عشقه لتذيبها ، وتلسع نار عينيه وجنتيها، تندرت من الليل ان يخلع ثوبه الاسود، فرمت على كتفيه شالا مخمليا بلون ازرق مائل الى النيلي على ايقاع مطر منظور

صمت برهبة ضمير باعته ، وصولجان جنونها المترامي على صدر رماد ذكريات الشغف والوجدان مطلقا سيقان روحها للريح العاتيه ، لترمي عليه رشة من حبر أيوب الذي خط صبره، طوفان الشوق وفيضان الحنين تمطى في داخلها ليوقظ ما غفى من احلامها ، محاولة فك ازرار معطف ركنته على مشجب روحها التي توشك على الانفجار منتحرة ، تتمزق اوتارها الصوتية ، يراقبها باستهزاء ويسخر منها ، فلا هو الذي هواها ، ولم يكن عنها في غياب ، تصيبها الدهشة المفزعة ، تتفقد اصابعها وتحركها ببهلوانية تجد اظافرها طالت ومدت رؤوسها المدببة وكأنهن خلقن على هيئة اناث لسد الطريق امامها .

فما كان منها الا ان قدحت زناد فكرها الذي عبثت به عناكب الوقت المؤجل وبنت بيوتها في زمن الضياع الصامت ، كالطير الجريح قصت جنحانها، وخبأتها بين اضلاع وسادتها عل الحلم يستيقظ على عزف اوتار وتين الهوى ، وشغاف القبلات باللمى احمرت خجلا كزهر رمان هجين ، ارتشفت منها رشفة ألم كانت في جيوب النجم المرافق لها، سرد بدوره حكايتها على الليل الحالك فأجهش بالبكاء.

كان شعورها بان الحب عطاء ، تنسجه وشاحا مغزولا  بخرزات غجرية الالوان ، وتمد حبل التلاقي واعصار داخلها كلما هب كأنه الترياق ، او ترمي كفها لعرافة  تقرأ خطوط  الطول والعرض وتنصت صاغرة لبوح أناملها تحاكيه برعشة ، ولمعة البرق تكسر أضلعها لتشدها القيود الى القعر العتيق ، واحبارها المائية في المعبد تجتاحها تراتيل السماء وضوء القمر مستيقظ ينساب لمواساتها ، يناظر جدرانها وزواياها ملفوفة بقوافي الشعر على خاصرة صخرتها الجامحة ، لتتيه بوادي العشاق العتيق فتترك بوهيميتها وتلف الساق على الساق ، وتنفث دوائر دخان سجائرها على رصيف رصف بمر الذكريات .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى