وزارة ردات الفعل* أسرار جوهر حيات
النشرة الدولية –
وضعتنا جائحة كورونا تحت سلطة وزارة الصحة، كمواطنين ومقيمين، وهذا الاجراء السليم في أي بلد، كونها ازمة صحية يفترض بأن تكون القرارات مبنية على اسس طبية لتخفيف آثار الجائحة، ولكننا، ورغم اننا وقفنا وصفقنا للوزارة في بدايات الازمة، بدأنا تدريجيا نخشى من ان تكون قراراتها مبنية على ردات الفعل مما يدخلنا في دائرة الشك بصحة هذه القرارات!.
واصبحنا يوميا، نعيش في دوامة التصاريح المتناقضة، بين عودة الحظر، او الغائه، بين تخفيف مدة الحجر او زيادتها، بين فتح المطار او اغلاقه، رفع الحظر عن الدول او زيادة الدول المحظورة وهكذا.
وكلها تصريحات صحافية، تختبئ خلف ستار «المصادر المسؤولة» من دون ان تكشف عن اسمائها الحقيقية ومناصبها، وهنا اود ان انوّه انني اصدق صحافتنا التي تنقل عن هذه المصادر، ولكن الخوف من ان تكون هذه المصادر تقيس ردات الفعل عبر هذه التصريحات، وبالفعل اثبتت التجربة ذلك.
فما ان تبث صحيفة ما خبرا عن مصادر صحية، يبدو ان المصادر تنتظر ردة فعل الشارع عليه، فإن جاءت متفقة مع الخبر والقرار الذي يتضمنه، اعلنته صراحة، وان جاءت ردة الفعل سلبية، نفته من جديد وايضا تحت غطاء مسمى مصادر!.
ولا يفوتني طبعا ان اشير الى ملف تطعيمات الانفلونزا الذي فتحت خلاله الصحة ابوابها للجميع بداية، ثم عادت لتقول انه مقتصر على المواطنين بعد ان اثار البعض الامر في تويتر عن الزحام في المستشفيات، لتواجه من جديد بقرارها هذا ردة فعل الشارع الذي انتقد اقتصار التطعيم على المواطنين، بل بينوا ان لا فائدة من تطعيم لا يشمل ثلثي السكان على الاقل، لتعود الصحة وايضا مستترة خلف مسمى مصادر، لتقول ان هناك تطعيمات للوافدين عبر المراحل المقبلة!.
ناهيك طبعا عن قرار حظر الدول الـ34، التي خسرتنا 100 مليون دينار كنا نستطيع من خلالها تحريك اقتصادنا خاصة قطاع الفنادق وفحوصات الـpcr.
وهنا يجب ان نقف قليلا، ونعترض على ان تكون وزارة الصحة، تبني قراراتها على ردات الفعل، وعدد الانتقادات على قراراتها وعدد الريتويت! فهذه الوزارة اليوم هي التي تحدد مصير البلاد عبر قراراتها كوننا نعيش ازمة صحية، وتعتبر الوزارة السلطة الصحية المنوط بها تقييم الاوضاع، فكيف نأمن على انفسنا ونحن نرى امثلة واضحة حول تخبط القرارات المبنية على نبض الشارع لا الاوضاع الصحية!.
وإحقاقا للحق، اتفهم تماما ان تتغير قرارات وزارة الصحة، بين حين وآخر ولكن، بناء على اسس صحية واضحة، مبنية على ارقام الاصابات واوضاع الوباء العالمية والاقليمية والمحلية، وليس على تغريدات المغردين، وأوجه شكري لهم على تعبهم وسهرهم وجهودهم خلال الجائحة ولكن حفظا على سلامتنا، اتمنى منهم ترك ردات الفعل واتخاذ قرارات مدروسة صحيا.. وتحيتي للوزير الباسل الشيخ باسل الصباح، ولكن اتمنى من قيادات الصحة ان يتركوا متابعة تويتر حتى تنتهي الازمة.. ونعبر بسلام.
نقلاً عن “القبس” الكويتية