ويسألونك عن مُصالحة «الفصائل» الفلسطينية!* محمد خروب
النشرة الدولية –
طريف التفسير الذي ساقه أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح «اللواء» جبريل الرجوب, كاشفاً «السِر» الذي اعاق نجاح الحوار الفلسطيني (اقرأ حوار فتح/حماس), والذي تبيّن أنه سبب «إجرائي» وليس سبباً سياسياً، الأمر الذي اثار المزيد من الشكوك حول جدية حوارات كهذه امتدت لاسابيع عديدة, سادها – او قل تسريب وضخّ – المزيد من التفاؤل الذي يكاد يتطابق مع أوهام, وبخاصة تلك التي حملتها موجة من التصريحات «الكلامية» التي تتحدث عن قرب استعادة الوحدة الوطنية, وغيرها من البيانات والمصطلحات التي لا تستند الى اي واقع ميداني, او حتى جدية في الإقدام على خطوة شجاعة, تنهي حال التشرذم والانقسام وتفتح كوة في جدار الخطر الوجودي الذي يُهدِّد الشعب الفلسطيني ومشروعه الوطني. هذا المشروع الذي بات «ورقة» في ايدي الثنائي فتح وحماس, فيما باقي الفصائل (غير الوازنة في معظمها) تكتفي بإصدار بيانات تحذيرية ومُهدّدة لا تخيف فتح/السلطة, وبالتأكيد لا تعيرها حماس أهمية تُذكر.
الجنرال الرجوب قال: إن «مواعيد» الانتخابات أعاقت نجاح الحوار الفلسطيني في القاهرة, مُفسّرا المشهد: بأننا «ارتطمنا في حوارات القاهرة بإشكالية اثارها اخواننا في حركة حماس, حيث الاخيرة تريد الانتخابات «مُتزامنة» (اي إنتخابات رئاسية وتشريعية ومجلس وطني)، فيما تريدها (والقول للرجوب) كل الأُطر الفلسطينية ان تبدأ بانتخابات المجلس التشريعي ثم تنتهي بالمجلس الوطني (الذي يُعتبر برلمان منظمة التحرير).
وإذ حمّل الرجوب حماس مسؤولية «الإعاقة»، فإنه في الوقت ذاته عبّر عن «أمله باستئناف الحوار في أي وقت».
هنا تكمن الطرافة والاستنسابية في الآن ذاته، خصوصاً إذا ما تجاوزنا حكاية إجراء الانتخابات, التي لا تبدو في الحقيقة قراراً فلسطينياً خالصاً، بمعنى انها لن تُجرى اذا ما قرّرت السلطة والفصائل الذهاب اليها، فهناك الاحتلال الذي يقف بالمرصاد لمحاولة كهذه, تؤشر ضمن أمور اخرى إلى إنهاء الانقسام, فضلاً عن أن «الجميع» (..) اشترط أن تكون «القدس» مَشمولة بالانتخابات, فكيف يمكن لنتانياهو وحكومته العنصرية الاستيطانية الموافقة على أي إشارة أو ايحاء (وهي «عاصمة إسرائيل» كما قرّر ترمب ونتانياهو وكوشنر وفريدمان) أن يكون للفلسطينيين شأن بها؟.
بعيداً عن ذلك كله نسأل… مَنْ يضحك على مَنْ؟.
نعلم أن حوار القاهرة كما الحوارات السابقة في اسطنبول والدوحة واجتماع الامناء العامين (عبر الفيديو كونفرنس) وغيرها, قد سقطت عن جدول أعمال الجميع بعد عودة علاقات السلطة مع الاحتلال الاسرائيلي كما كانت قبل ايار الماضي. الأمر الذي أهال التراب على اي امكانية في المديْين القريب والمتوسط, لإيجاد أي «جامع» بين الفصائل المتناحرة (اقرأ حماس/فتح) خاصة بعد سلسلة التصريحات النارِيّة التي أطلقها المتمترسون في الخنادق المُتقابِلة على نحو يصعب تجسيره, ورغم ذلك ما زال البعض يحاول صرف الانظار عن قرار السلطة الذي قيل أنه مثابة «بادرة حسن نية تجاه الإدارة الأميركية الجديدة», وبخاصة أن الرئيس عباس قال: ان خيار انهاء الانقسام وبناء الشراكة, هو خيار استراتيجي لا رجعة عنه بالنسبة لحركة فتح وأُطرِها فكيف «يُترجَم» ذلك.. حقاً؟.
نقلاً عن جريدة “الرأي” الأردنية