هؤلاء يقتلون أبطالنا .. وهذا المطلوب من حكومتنا* صالح الراشد

النشرة الدولية

الدكتور عبدالله مصطفى القضاة، الدكتور إبراهيم عبد الرؤوف صبري قني، الدكتور موفق عابدين، الدكتور أحمد فوزي أبو الرب، العميد الطبيب المتقاعـد هيثم الخشمان، الدكتور حميد ابو عبيلة، الدكتور محمد عبدالرحمن الشرع، الدكتور محمد عبدالمنعم الدويري. الدكتور هيثم الخشمان والدكتور عباس منصور ، هذه أسماء لمجموعة من الأطباء المخلصين للوطن والإنسانية والذين قضوا نحبهم شهداء للواجب، أسماء لن تُنسي في ذاكرة الإنسانية وتوجب على وزارة الصحة والحكومة الأردنية أن تُخلد ذكراهم كما خلدت ذكرى شهداء الحروب لأن جميع الشهداء حاربوا لأجل الوطن وسؤدده، وهؤلاء الشهداء لا يمثلون إلا عدد قليل من شهداء الواجب من أطباء وممرضين وفنيين.

هؤلاء هم أبطالنا الجدد الذين تحدوا  فايروس “كوفيد-19” بكل بسالة وواجهوا الموت بقلوب ثابتة صابرة محبة للخير، أبطالنا الجدد أثبتوا أن أهل العلم والمعرفة هم الأكثر تضرراً وقت الشدائد والصعاب، أبطالنا الجدد نحبهم دوما نفتخر بهم ونسلمهم أجسادنا وأرواحنا حتى يلملموا جراحنا ويعيدوها سليمة ويُعيدون فينا روح الأمل والفرح، فهم صُناع المستحيل إنهم الأطباء الذين يشكلون والممرضين الحائط الأخير الذي يستند إليه الشعب بعد الله في مواجهة كورونا وما يصنعه الإنفلاتيون من تسبب في نشر الوباء.

غادرونا بصمت وهدوء، فلا جنازات عسكرية ولا عزاء يليق بشهدائنا، وهم في نعيم الله لا يغضبون، فهم يُدركون أن التباعد هو سلاح الأمل والحياة، غادرونا بصمت فالحزن في القلوب والدموع تتجمد في المُقل والألم يتعاظم والوجع من جهل الجاهلين يتزايد، شهدائنا اعتادوا على العمل في أصعب الظروف وتحت الضغط، دون أن يجدوا في عديد الحالات كلمة شكر تتناسب وجهدهم وخوفهم على مريضهم، وفي عصر كورونا تسابقوا للدفاع عن أبناء الشعب الذين استكثر العديد منهم على الوطن أن يبقوا في بيوتهم ويتباعدوا ويرتدوا الكمامات، ليصنعوا الموت ويتحولوا إلى آلات للقتل تفتك بالجيش الأبيض والذين إن تضرروا سيموت صُناع الجهل في الشوارع.

لقد تسابق الأطباء لعلاج المرضى وصارعوا الموت لأجل الحياة، وأيهم الأسرع والأقدر في التعامل مع الحالة المرضية للإنسان والوبائية للإنسانية، فأنقذوا بفضل الله ثم علمهم الكثير الكثير من أبناء الأردن، إلا انهم لم يستطيعوا هزيمة الوباء كون العديد من المواطنين يرفضون الإعتراف بخطورة كورونا، ليغادر الأطباء بهدوء فهكذا أبطال الظل الذين يقدمون أرواحهم لحماية الإنسانية يغادرون دون وداع.

واليوم على حكومتنا ان تقوم بأمرين وهما من صلب واجبها، ويتمثل الأول بالقاء القبض على من قتل أطبائنا من منفلتين ونواب عابثين وجهلة يدعون العلم وبالوباء لا يعترفون، وعلى الحكومة أن تبني نُصباً تدكارياً يتوشح بأسماء شهداء الجيش الأبيض حتى تتذكر الأجيال القادمة جميع أبطالنا من مقاتلين وأطباء، ليتعلم الجيل القادم أنهم حُراس لهذا الوطن مهما كانت وظيفتهم ومناصبهم وأن ترك العبثية والجهل هم طرق النجاة وان الوطن يعلوا ولا يُعلى عليه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى