اليوم الدولي لاغتيال الشعب الفلسطيني* صالح الراشد

النشرة الدولية –

كَذِبٌ ما بعده كذب تمارسه الأمم المتحدة تلك السيدة جميلة الملابس ملوثة اليدين،  والتي تخرج علينا بأسماء لإحتفالات وأيام تُظهر إنسانيتها ومحاولة محافظتها على السلم العالمي، وفي باطنها دعوات لقتل المقتول وسلب ما بقي من قطرات دمه وملابسه وحتى حذائه المُتسخ، لذا  فهذه مؤسسة تُمثلُ القهر والذل والهوان والقوة والجبروت، فقراراتها بحق الكيان الصهيوني غير قابلة للتنفيذ فيما ضد العراق تحولت القرارات إلى دستور وأوامر ليضيع بلد عربي جديد، وكأن لعنة الأمم المتحدة تطارد العرب فقط وكأنها لهذا صُنعت.

المؤسسة العالمية صنعت للفلسطينين يوماً، نعم يوماً للتضامن مع شعب فلسطين ليقرأ فيه عدد من رجال السياسة رسائل الرِثاء لشعب لم يمت بعد ولا زال صامداً يتحدى الموت والقهر ويُصر على البقاء، شعب أجمع العالم على بيعه وقرر هو أن يشتري نفسه، فخسرت تجارة العالم وربح الشعب الفلسطيني وطنه حتى وإن ما زال تحت حُكم الصهيونية بشقيها.

وفي هذا اليوم كما جرت العادة تقوم الجمعية العامة للأمم المتحدة بمناقشة القضية الفلسطينة، وهنا نفكر ونقول:”ماذا يُناقشون والقرارات التي أصدرتها الأمم المتحدة موجودة لديهم، فماذا يناقشون “، نعم يناقشون كيف يُصمِتون الفلسطينين عن الحُلم بأرضهم أو إنشاء دولتهم المستقلة أو حتى بالعيش الكريم، يُريدون للشعب الفلسطيني أن يكون مجرد ظل للكيان الصهيوني أو تابع لقرارات عربية ذات مصدر غربي، هم لا يُريدون أن يطبقوا القوانين هم يختفون كالنعام وراء يوم وهمي لإعتيال القضية ولتعزيز الخسائر الفلسطينية بخسارة جديدة ويُمهدون لتمدد الصهيونية.

فلسطين يا سادة في هيئة “اللمم عذراً أقصد الأمم، لكن كلمة الحق تخرج غصباً في بعض الحالات النادرة” ان تركع في عالم يسود فيه القوي ويُطأطأ فيه الضعيف رأسه، عالم تتراجع فيه القضية الفلسطينية عالمياً وعربياً بفعل التزاحم على الأبواب الصهيونية، والحبو العربي المُهين صوب تل الربيع، لنجد أن العرب هم من يمنحون الكيان الغاصب لأرض فلسطين أُكسير الحياة، ويتسابقون على الإعتراف به كدولة فيما السلطة الفلسطينية تأتي في مركز متأخر في أجندة إعترافاتهم، ويقفون أذلاء أمام العنت الصهيوني وأقوياء أمام سلطة فلسطين ويحاولون سرقة قرارها وفرض الوصاية عليها.

فلسطين لم تتراجع في أجندة الأمم المتحدة فقط بل تراجعت في الأجندة العربية المشبوهة، ففي الصحافة كان خبر فلسطين في الصفحة الأولى، واليوم أصبح يتراجع حتى أصبح في صفحاتها المتأخرة قريباً من صفحات التسلية، كون فلسطين بالنسبة لهم لعبة يقفزون فيها من حبل لحبل على أمل إنهاء اللعبة، وكان إستشهاد فلسطيني واحد كفيل بأن يُثير شهية الكُتاب وتتسابق الصحف لإبرازه فيما اليوم يتم نشر أسماء عشرات الشهداء في صفحة الوفيات، وأصبحت فلسطين عند بعض الأمم العربية أغنية يصفق لها سكارى الليل ويرتعبون أن يطول السهر وتطلع الشمس وهم يغنون للقدس.

هذا حال الكثيرون في هذه الأمة، ففلسطين قضية قاربت على النهاية بعز عزيز أعزه الله أو بذل ذليل أذله الله، وبما أن العديد من العرب نسوا معنى التآخي العربي وأصبح همهم الأوحد يتمثل بالإساءة لفلسطين وشعبها، نعم هذا ما يجري في عالم الردة والنخاسة، ليكون رد الشعب الصابر العاقل بصُم أذنيه ويقول:” حربي ليس مع أذناب الإستعمار الصهيوني ، حربي من الصهيوني ذاته” ويردد أبناء فلسطين  :”فلتتخذ الأمم المتحدة ما شاءت من أيام التضامن الكاذبة فنحن نصنع التضامن مع الأرض والسماء والشجر والنهر والبحر بصبرنا وجلدنا،وسنبقى صامدون حتى يرث الله الأرض ومن عليها، فنحن صُناع الحلم والمعول بيد طفل منا يهز البشرية، فخذوا يومكم وارتحلوا فنحن باقون”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى