الخصاونة “شهاب ثاقب” لا يهبط من برجه العاجي* صالح الراشد

النشرة الدولية –

يبحث الإعلاميون عن رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة فلا يجدونه، فالرئيس ما أن يهل على الإعلام مفتتحاً الحديث في مؤتمرات نادرة، ليلقي خطبة قصيرة جداً  ثم يغادر مسرعاً تاركاً الحيرة تنتاب الإعلاميين الباحثين عن إجابات لأسئلة لن يُجيب عليها الوزراء كونها تتجاوز حدود صلاحيتهم، لتبقى المؤتمرات الصحفية تراوح مكانها كحفلات تعارف ليس إلا بعد أن تكررت ذات الوجوه والأسئلة والإجابات ، لنشعر أن الحكومة غير جادة في التعامل مع المؤتمرات.

الرئيس الخصاونة ومنذ تسلمه للسلطه خاطب الاردنيين بكلام قليل فضفاض غير واضح، وهذا يعني أن الرجل لم يكن مجهزاً لهذا المنصب وقد تفاجأ بأنه رئيس الوزراء، وبالتالي يؤجل المواجهة مع الشعب والإعلام وكأنه يبحث عن الحصول على المزيد من المعرفة والتدريب والتأهيل للمواجهة الصعبة، وبالذات اذا كان على الطرف الآخر إعلاميو الميدان وليس رؤساء التحرير بسبب فارق أهداف اللقاء، لذا فإذا أراد الخصاونة الهروب من المواجهة مع الإعلاميين سيلجأ لمقابلة رؤساء التحرير حيث سيكون الحديث أكثر ودية ونفاق، وبالتالي سينجو من مواجهة الإعلاميين الأكثر مهنية والذين سيضغطون بإتجاهات متعددة لا يُريد الخصاونة الخوض بها حالياً على الأقل.

ويأتي في مقدمة هموم الحكومة الحالية ورئيسها صورة العلاقة مع مجلس الأمة المكون من تلاميذ في مجلس النواب ومدرسين في الأعيان والحكومة بينهما، لتكون العلاقة مضطربة غير ثابته كما لا تُريد الحكومة الحديث عن وجهة نظرها من صفقة القرن والغاز الصهيوني والعلاقات الخارجية بصورة واضحة جلية، وهي نقاط يجب على الرئيس والرئيس فقط الحديث عنها ومناقشتها مع الإعلام، وهي أيضاً المواضيع الهامة التي لن يناقشها رؤساء التحرير بدقة وحرفية كما العاملين في الميدان.

الهروب المستمر للرئيس بدأ يُثير الإستغراب والذهول والتساؤل، فمتى يقف الرئيس أمام السلطة الرابعة ليُجيب عن مكنونات صدور الشعب كونهم الأقرب، لأن المناصب تساهم في تغير الفكر والرأي وبالتالي فإن الوزراء لن يقوموا بنقل الصورة الحقيقية التي عايشوها حين كانوا يكيلون التهم للحكومات السابقة وأصبحوا اليوم يدافعون عن القرارات السابقة بصورة مستغربة، لذا لم يبقى لنقل هموم الشعب على حقيقتها وإشباع  فضولهم إلا الإعلاميين الذين لا يحملون لقب معالي أو سعادة، لذا على الرئيس أن ينزل من برجه العاجي ويسمح للسان الشعب الأخير بسؤاله، وأن يُجيب بشفافية مطلقة كون حديث الوزراء كالسراب يحسبه العطشان ماء، وعندما يصله يزداد عطشاً وييدأ رحلة البحث من جديد، لذا فيا دولة الرئيس لا تزيد مشقة الجميع فاظهر وأجب.

*****

سألني صديق: “أيهما افضل للروح والنفس والشرف والعزة الموت أم الحياة”، فقلت له :” عندما يتساوى الموت والحياة فاظفر بالموت حتى تبقى عزيز اً أمام ذاتك”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى