سمو الرئيس.. هل فريقك الوزاري «يوايه»؟!* أسرار جوهر حيات
النشرة الدولية –
نعيش أياماً ممتلئة بالأحداث، ساخنة رغم انخفاض درجات الحرارة، ومتسارعة بالتطورات، يعلو فيها صراخ الجميع، في خضم تداعيات اشغلت الشارع الكويتي، بدءاً من نتائج الانتخابات التي جاءت بأكثر من %60 تغييراً في المجلس، وغياب تام للمرأة، ثم التشكيل الحكومي الذي شهد ولادة متعسرة للغاية، وأخيراً أحداث رئاسة المجلس، انشغلنا بكل هذه الأحداث، ولكن هل هذه هي ملفاتنا المهمة التي يجب أن نناقشها؟ وهل هي أزماتنا الفعلية التي يجب أن نجد لها حلولاً؟
وهنا والمعزة التي أكنها لسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد في نفسي، أوجه أسئلتي كمواطنة غيورة إليه، بداية بالسؤال عما اذا كان فريقه الوزاري قادرا على مواجهة حياتنا الجديدة بعد كورونا أم لا؟! هل معايير الاختيار كانت وفقاً للملفات العالقة في كل وزارة؟ وهل كان الاختيار وفقاً للتخصص والكفاءة؟
سمو الرئيس ليس سراً ان قلنا إننا نقف على أعتاب أزمة اقتصادية قد تصل الى «خانقة»، فكورونا، لم يخلف أزمة صحية فقط، بل خلق أزمة مالية، ليس في إغلاق الحياة فقط، بل بخفض اسعار النفط، وخفض الطلب عليه، وهو ما زال مصدرنا الوحيد، فهل فريقك الوزاري، وعلى رأسه وزيرا المالية والنفط، قادر على مواجهة هذه الازمة، وحلّها؟!
سموك، تعليمنا ينحدر، بل وصل الى قاع التصنيفات العالمية، واعتمدنا تعليماً ركيكاً تحت مسمى التعليم عن بُعد، يستمع الطالب لمعلم عبر سماعات، لمدة ٢٠ دقيقة في الحصة، ثم يستعين بصديق او بمكتب لإعداد الواجبات، ويتخرج متفوقاً، فهل وزير التربية سيكون قادراً على تصحيح المسار؟
بوخالد، التنمية عرجاء، ولا تسير، والمشاريع تتأخر، والمصيبة أن الجهة المعنية بمتابعتها تعلن سنويا عن نسب التعثر، ونسب الانجاز، فتكون كبيرة في الأولى وضئيلة في الثانية، فالمشاريع نسمع بها ولا نراها، فهل وزير التنمية الاقتصادية مؤهل لإعادة الدوران لعجلة التنمية؟!
سمو الشيخ صباح، صحتنا في انحدار، وملفات العلاج بالخارج السابقة كانت تشهد على ذلك، أضف الى الأمر أزمة كورونا، وإقبالنا على أخذ اللقاحات، ومخاوف الناس منها، فهل اختيار وزير الصحة جاء لأنكم قستم مدى نجاحه في إدارة الأزمة؟
سموك، هل الطرق عولجت؟ وهل وزيرة الأشغال نجحت حتى اخترت لها الاستمرار في منصبها؟ بينما لم تستمر في الاسكان؟ وهل وزير الاسكان الجديد يملك القدرة والمهارة والكفاءة والتخصص اللازمة لإدارة الملف الاسكاني؟ خصوصا اننا على أعتاب تسليم أراض ووحدات سكنية تصل الى عشرات الآلاف؟ وهل سيكون قادراً على ادارة الملف في بنك الائتمان؟
وماذا عن المواصلات أو الخدمات، والكهرباء والماء وغيرها؟! هل كانت الكفاءة معياركم؟ وهل خضع المرشحون للمناصب الوزارية لاختبارات ودرجات لقياس مدى تأهيلهم؟ وهل فاضلتم بينهم وفقاً لما تعانيه الكويت من مرارة في ملفاتها العالقة؟!
سمو الشيخ صباح الخالد، نعلم انك رجل دولة، ودبلوماسي من الطراز الاول، وتوسمنا بك خيراً، ونثق بتطلعاتك لاختيار الأفضل والأكفأ، ولا نحكم على فريقك قبل أن يبدأ عمله، رغم أن بعضهم قديم و«شفنا خيره وشره ومجرب» ولكننا، في دولة مؤسسات، كنا نأمل أن تكون الخيارات هذه المرة على الاقل بعيدة عن المحاصصة، بينما جاءت بالضبط على قياس المحاصصة القبلية والعائلية والطائفية، فهل كانت المحاصصة على حساب الكفاءة؟! ثم لماذا اصبح منصب وزير طارداً للكفاءات، إن صح ما سمعناه من اعتذارات؟! سموك.. نحتاج فريقا وزاريا قادرا على ادارة ملفاتنا، وألا ينشغل عن ذلك بإرضاء النواب أو بالواسطات والتنفيع، فالكويت، شأنها شأن كافة الدول تقف على اعتاب تطورات وتداعيات، تتطلب مواكبتها، فهل فريقك الوزاري «يوايه؟!».
ملحوظة: عندما جاءت نتائج الانتخابات مخيبة لآمال المرأة، لم نحزن بقدر حزننا على خفض نسب تمثيل المرأة في مجلس الوزراء، فالحكومة على الدوام كانت بصف النساء، ولولاها لما منحنا حقوقنا السياسية التي ناضلنا لأجلها لسنوات، فكنا نأمل خيراً بالشيخ صباح الخالد أن يزيد التمثيل النسائي كما فعل في حكومته الأولى، خصوصا أن الكفاءات النسائية تملأ كل الميادين، ونتمنى منه الاهتمام بملف تمكين المرأة.