الصواريخ إيرانية والأهداف عراقية!* صالح القلاب

النشرة الدولية –

عندما تهاجم إيران من خلال أتباعها في العراق وما أكثرهم بغداد، وكانت قد هاجمت غيرها مراراً وتكراراً بالصواريخ بحجة إستهداف السفارة الأميركية فإنّ هذا يعني أنّ المقصود هو إلغاء الدولة العراقية وهو تحويل بلاد الرافدين بكل ما فيها إلى تابعٍ وملحقٍ بها وكما هو عليه واقع الحال في بعض أجزاء سوريا: “القطر العربي السوري” وفي لبنان الذي باتت تتحكّم به ضاحية بيروت الجنوبية.. وأيضاً في أجزاء من اليمن الذي لم يعد سعيدا.. والمقصود هو المناطق التي يسيطر عليها “الحوثيّون” وأهمها صنعاء.. التي كان هناك قولاً عربياً جاء فيه: “لا بدّ من صنعاء وإنْ طال السفر”!!.

إنّ المفترض أنّ هناك دولة عراقية رئيسها “كاك” برهم صالح وحكومة عراقية على رأسها هذا الإنسان الطيب المهذب مصطفى الكاظمي، ثم والأهم أنّ هذا الشعب العراقي العروبي حتى النخاع الشوكي والذي بقي يرابط على الجناح الشرقي من الوطن العربي دفاعاً عن الأمة العربية ولردِّ الطامعين التاريخيين من أن “يأخذوا” قلب الأمة العربية وضميرها والسيوف التي فتح بها العرب الشرق حتى حدود الصين والغرب حتى الأندلس، والتي كان لوّح بها المدافعون عن فلسطين والقدس وأيضا عن دمشق وعن الوطن العربي ومن الخليج الثائر إلى المحيط الهادر!!.

إنني لا أبالغ إطلاقا عندما أقول هذا الكلام حتى في هذا الزمن الرديء، فهذا الوطن العربي المخضّب بدماء الشهداء الأبرار كان قد تعرض لاحتلالات كثيرة لكنه بقي ودائما يعود إلى أهله.. وأن من لا يعرف هذا عليه أن يقرأ كتب التاريخ القديمة والجديدة وحيث أنّ فلسطين كانت قد احتلت مراراً وتكراراً لكنها كانت تعود وفي مقدمتها “القدس” مخضبة بدماء الشهداء، وهذا كان قد حدث في المغرب العربي كله وأيضا في كل جزءٍ من الوطن العربي.. وهذا هو ما تحتفظ به كتب التاريخ القديمة والجديدة.

إنّ ما أريد قوله، وإنْ بهذا الأسلوب وهذه الطريقة، هو أنّ الصواريخ التي أطلقها أتباع النظام الايراني على بغداد.. على قلب بغداد ليس ضد السفارة الأميركية ولا الدبلوماسيين الأميركيين وانما ضد ما تعنيه عاصمة الرشيد سابقا ولاحقا وحتى الآن، وهنا وإذا كان المقصود هو السفارة الأميركية المحصنة بثلاثين طابقاً مبنياً تحت الأرض والدبلوماسيين الأميركيين فإنّ حتى الولي الفقيه علي خامنئي يعرف أنّ للولايات المتحدة جيوشاً “جرارة” في المناطق الشرقية من سوريا وأنّ لهم وجوداً في كردستان العراقية على الحدود الإيرانية ولذلك فإنّ المقصود بوجبة الصواريخ هذه هو المعادلة المذهبية العراقية وهو العودة بالتاريخ إلى تلك الفترة البعيدة عندما كان هناك “الصفويّون” الذين لم يكونوا “فرساً” وإنْ هم تدثروا بالعباءة الفارسية.

وهكذا فإنّ ما بات معروفاً هو أن هذه الصواريخ التي تكرر إطلاقها على بغداد وعلى مدن عراقية أخرى ليس هدفها لا السفارة الأميركية ولا الأميركيين وإنما “تركيع” العراقيين الذين يرفضون أنْ يركعوا لـ”الوليّ الفقيه” في طهران وللطائفيين العراقيين الذين هم أكثر مذهبية من خامنئي وأيضا من قائد الحرس الثوري الإيراني الجنرال حسين سلامي الذي دأب على التهديد بالإنتقام من الأميركيين والإسرائيليين وهو يرسل الصواريخ الإيرانية لتضرب بغداد وبعيدا عن السفارة الأميركية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى