هل انفجرت فقاعة «بتكوين»؟… العملة الرقمية كسرت منحنى الاتجاه الصاعد منذ 8 أشهر فقدت 21% من قيمتها في يومين

النشرة الدولية –

يجادل المؤمنون بعملة بتكوين بأن الارتفاعات الأخيرة تختلف عن دورات الازدهار والركود السابقة. في حين يشعر الآخرون بالقلق من أن الارتفاع غير مرتبط بالعقل، وتغذيه مساحات شاسعة من الحوافز المالية والنقدية، مع عدم احتمال أن تعمل «بتكوين» بديلاً للعملة.

أخذت بتكوين منعطفا جديدا، أمس، إذ أدى أسوأ هبوط في يومين بالعملة الرقمية منذ شهر مارس 2020 إلى إثارة القلق من أن ازدهار العملات المشفرة المستقطب قد يتوقف.

وتراجعت “بتكوين”، بنسبة تصل إلى 21 بالمئة خلال يومي الأحد والاثنين إلى ما يصل إلى 32389 دولاراً، كأكبر انخفاض في يومين منذ أن تأثرت الأسواق العالمية بالوباء لأول مرة في العام الماضي، والذي تبعه ارتفاع قياسي لمستوى 42000 دولار حتى يوم 8 يناير، وفقاً لما ذكرته “بلومبرغ”، وذلك قبل أن تقلص وعملات أخرى خسائرها إلى 35444 دولارًا، أي بنسبة 6.7 بالمئة.

وقال رئيس تطوير الأعمال في بورصة العملات المشفرة Luno في سنغافورة، فيجاي أيار: “يجب تحديد ما إذا كانت هذه هي بداية تصحيح أكبر، لكننا رأينا الآن كسر القطع المكافئ، لذا قد يكون الأمر كذلك.

وتضاعف سعر بتكوين أكثر من 4 مرات في العام الماضي، مما استدعى ذكريات هوس 2017 الذي جعل العملات المشفرة اسماً مألوفاً قبل انهيار الأسعار بالسرعة نفسها.

وقال كبير مسؤولي الاستثمار في “غوغنهايم انفستمنتس”، سكوت مينيرد، في تغريدة من حسابه على “تويتر”: “حان الوقت لسحب بعض الأموال من على الطاولة”. مضيفاً “ارتفاع القطع المكافئ لعملة بتكوين غير مستدام على المدى القريب”.

القطع المكافئ أو ما يعرف بـ parabolic rise curve، هو منحنى صاعد يتبع معادلة ثابتة في الصعود، ومع كسر هذا المنحنى يحدث انهيار كبير في السعر.

وتوقع مينيرد في أواخر ديسمبر أن تصل عملة بتكوين في النهاية إلى 400000 دولار.

 

ويجادل المؤمنون بعملة بتكوين بأن الارتفاعات الأخيرة تختلف عن دورات الازدهار والركود السابقة، لأن الأصل قد نضج مع دخول المستثمرين المؤسسيين، ويُنظر إليه بشكل متزايد على أنه تحوط شرعي ضد ضعف الدولار ومخاطر التضخم. في حين يشعر الآخرون بالقلق من أن الارتفاع غير مرتبط بالعقل ويغذيه مساحات شاسعة من الحوافز المالية والنقدية، مع عدم احتمال أن تعمل “بتكوين” بديلا للعملة.

ويتساءل الكثير من الناس عما إذا كان ينبغي عليهم الاستثمار في “بتكوين”، رغم المخاوف التي تحيط بها، حيث يخشى البعض أن يكون هذا الصعود مجرد فقاعة، فضلاً عن مخاطر الاحتيال.

هل «بتكوين» محفوفة بالمخاطر بالنسبة للمستثمر العادي؟

مقارنة بمعظم الاستثمارات، فإن “بتكوين” “استثمار شديد التقلب ومحفوف بالمخاطر”، كما قال جيمس ليدبيتر، محرر نشرة التكنولوجيا المالية FIN، مشيراً إلى أنه بالنظر إلى تقلبات سعرها تاريخياً، فإن “بتكوين” سريعة التذبذب، وفقاً لما ذكرته شبكة CNBC، واطلعت عليه “العربية. نت”.

انهار سعر “بتكوين” من مستوى 20000 دولار في عام 2017، لتفقد ثلث قيمتها في يوم واحد، وواصلت الهبوط حتى مستوى 3122 دولارا في عام 2018، في حين صعدت من مستويات أقل من 8000 دولار في 2020 وحتى أكثر من 30 ألف دولار.

وشبه المستثمر مارك كوبان، “بتكوين” بالمقامرة، وينصح باستثمار أكبر قدر ممكن من المال الذي يمكن خسارته في العملة المشفرة.

وأضاف المؤسس المشارك لصندوق التحوط للعملات المشفرةMorgan Creek Digital، أنتوني بومبلانو، إن الميزة في “بتكوين” هي تجزئتها إلى عملات أصغر تعرف باسم “ساتوشيز”، ناصحاً بضرورة البدء بحجم صغير جداً يمكنك التعلم منه.

ويرى بومبلانو، أن “بتكوين” يعد استثمارا جيدا على المدى الطويل، خاصةً مع محدودية المعروض منها فإن زيادة الطلب، ستؤثر في السعر بالضرورة.

هل محافظها آمنة؟

في يوليو، تم اختراق العديد من حسابات المشاهير على موقع تويتر، بما في ذلك حسابات الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن والرئيس السابق باراك أوباما والرئيس التنفيذي لشركة تسلا إيلون ماسك، على سبيل المثال لا الحصر، في عملية احتيال على عملة “بتكوين”. نتيجة لذلك، تم تحويل مئات الآلاف من الدولارات من عملة بتكوين تحت ذرائع كاذبة.

ويرى بومبليانو: “دائماً ما أذكّر الناس بأن بتكوين لديها حرفيا دفتر أستاذ عام”، إضافة إلى ذلك، من الصعب للغاية اختراق “بتكوين” بفضل blockchain.

من جانبه، قال مراسل الأسواق في صحيفة وول ستريت جورنال، بول فيغنا، “لاختراق بتكوين سيتعين عليك الاستيلاء على الشبكة، والاستيلاء على الشبكة، سيتطلب وجود شبكتك الخاصة من أجهزة الكمبيوتر التي تعمل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، وللقيام بذلك، سيتكلف ذلك مليارات الدولارات”.

وأشار ليدبيتر، أيضاً إلى أن حسابات الأسهم التقليدية مع شركات السمسرة يمكن اختراقها أيضاً. “هناك دائماً احتمالية لحدوث احتيال أو مخاطر أمنية”.

هل يمكن تحويل “بتكوين” بسهولة لعملة ورقية؟

حالياً، تتم معظم معاملات “بتكوين” السائدة عن طريق تحويل بتكوين إلى العملة الورقية، مثل الدولار.

على سبيل المثال، أعلنت PayPal أنه في عام 2021، سيتمكن المستهلكون من استخدام العملة المشفرة باعتبارها “مصدر تمويل للمشتريات”. ولكن ما يعنيه هذا حقاً هو أنه عندما يدفع المستخدم بعملة بتكوين، سيتم تحويلها على الفور إلى عملة ورقية، وستتم تسوية المعاملة مع تجار PayPal بالعملة الورقية، وفقاً لموقع PayPal الإلكتروني.

وحتى الآن، فإن عملية تحويل “بتكوين” إلى حسابات أخرى وتحويلها إلى عملات مختلفة، سواء كانت الدولار الأميركي أو عملة أخرى مشفرة، تعتبر “ثقيلة” وتستغرق وقتاً طويلاً، وفقاً لما ذكره مذيع شبكة CNBC، مضيفاً أنه لاستخدامها بشكل شائع في المعاملات غالباً ما تكون هناك رسوم إضافية.

هل هي فقاعة؟

في الوقت الذي يرى فيه كبير الاقتصاديين في Rosenberg Research، ديفيد روزنبرغ، أن “بتكوين” أكبر فقاعة في التاريخ نظراً للنمو الهائل في سعرها خلال مدى زمني قصير.

يقول المضاربون على ارتفاع عملة بتكوين إن ارتفاع 2017 كان مختلفاً، لأنه كان مدفوعاً بمضاربة المستثمرين الأفراد، في حين أن الارتفاع الحالي مدفوع من قبل المستثمرين المؤسسيين الذين يشترون العملة.

اكتسبت عملة بتكوين، أخيراً، دعماً من مستثمرين أكبر، مثل بول تودور جونز وستانلي دروكنميلر. ومن الشركات المالية البارزة، مثل PayPal و Fidelity ؛ ومن Square وMicroStrategy، الذين استخدموا ميزانياتهم العمومية لشراء “بتكوين”.

في عام 2018، قال المستثمر الأسطوري وارن بافيت، “فيما يتعلق بالعملات المشفّرة، بشكل عام، يمكنني القول على وجه اليقين تقريباً إنها ستصل إلى نهاية سيئة”.

هل يمكن استخدامها كتحوط ضد التضخم؟

غالباً ما يقول أولئك الذين يجادلون لمصلحة “بتكوين” إنها تحوط ضد التضخم والدولار الأميركي، وأنها ستنجو من أي انهيار اقتصادي أو انهيار في البنية التحتية، مقارنةً بالذهب.

يقول بومبليانو: “إذا فكرت في هيكل كل عملة بمفردها في العالم، فهي تضخمية وتسيطر عليها الحكومات”.

“وهذه الحكومات لديها مجموعات صغيرة جداً من الأشخاص الذين يتخذون القرارات بشأن ما يحدث لتلك العملة”.

واعتبر أن محدودية إمدادات “بتكوين” أكبر حام لقوتها الشرائية.

في الواقع، مثل الذهب، “ليس هناك شك في أن عملة بتكوين يمكن أن تكون وسيلة للتحوط ضد التضخم، اعتماداً على الإطار الزمني لوقت الشراء وما إذا كان يتم الاحتفاظ به أو بيعه”، وفقاً لليدبيتر.

وقال الملياردير الأميركي مارك كوبان لمجلة فوربس: “بغضّ النظر عن مدى رغبة محبي بتكوين في التظاهر بأنها تحوط ضد سيناريوهات يوم القيامة، فهي ليست كذلك”. “ستتخذ البلدان خطوات لحماية عملاتها وقدرتها على فرض الضرائب، لذلك كلما زاد عدد الناس الذين يعتقدون أن هذا ليس أكثر من مجرد مخزن للقيمة، زاد خطر التدخل الحكومي الذي يواجهونه”.

السلطات البريطانية تحذّر

وحذرت هيئة السلوك المالي في المملكة المتحدة المستثمرين في العملات المشفرة الساعين للاستفادة من ارتفاعها بصورة كبيرة، من احتمالية فقدان كل استثماراتهم مع تراجعها بعد الارتفاع.

وأشارت الهيئة في بيانها الذي نقلته “بلومبرغ”، أن الاستثمار في العملات المشفرة أو القروض المرتبطة بها، يحمل مخاطر مرتفعة ويغامر بأموال المستثمرين، وعليهم الاستعداد للخسارة.

وتشمل مخاطر الطفرات الأخيرة المتعلقة العملات المشفرة تقلبات الأسعار وتقييد المعروض فضلًا عن عدم وجود تنظيم لحماية المستهلك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى