كلوب والخروج من عصر الرومانسية* د. محمد مطاوع

النشرة الدولية –

يعيش ليفربول أزمة حقيقية في الدوري الإنجليزي، تهدد عرش البريميرليج الذي ما زال يجلس عليه، بعد موسم استثنائي حققه من خلاله اللقب العام المنصرم وأعاد به الكاس لخزائنه بعد أكثر من 3 عقود قاحله.

اليوم، يترنح البطل على وقع نزيف النقاط العجيب، الذي ألقى به من القمة إلى المركز الرابع، وحتى هذا المركز قد يخسره في حال أخفق بمواجهته المنتظرة مع توتنهام الجمعة القادم.

التعاطف مع الحال التي وصل إليها ليفربول نبع من كثرة إصابات اللاعبين وغياب أعمدة الدفاع ويتقدمهم فان دايك، لكن الأزمة الحقيقية تبين أنها في الخط الهجومي الذي لم يغب عنه عمالقته صلاح وماني وفيرمينيو، بل وتحول في مواجهة بيرنلي الأخيرة إلى خط من البدلاء، فالفريق لم ينجح في التسجيل خلال 4 مباريات متتالية، بشكل يؤكد على أن مصدر القوة الكبير الذي كان من ميزات فريق الأرقام القياسية، بات طعنة في قلب الليفر، ومصدر تهديد مباشر للقبه الذي بدا يتسرب من بين يدي كلوب.

تناثر الكثير من الكلام حول أزمات مهاجمي ليفربول، وذلك الصراع الخفي بين صلاح وساديو ماني، ومن ثم تسليط الضوء على رغبة كليهما بالانطلاق في تجارب أخرى خارج أسوار الأنفيلد، وتتحول الشكوك كل يوم عن صلاح بالتحديد إلى حقائق، خاصة مع المقابلة الصحفية التي نشرت مؤخرا في إسبانيا والتي خرج الصحفي الذي التقى به بانطباع بأن صلاح غير سعيد، وان ايامه باتت معدودة مع الفريق.

أزمة الخط الهجومي، قد تفتح ملفات حرص كلوب على عدم الاقتراب منها، حيث اعتاد في تصريحاته تجاهل الأزمات، والدفاع عن لاعبيه والتحمل الكامل لمسؤولية الإخفاق، وقد يرتفع صوته تحت وطأة ضغط النتائج، والمستوى الذي يعيشه الفريق، ويخرج عن خط الدبلوماسية ليضع الأمور في نصابها، بتغير لهجة الحديث، والابتعاد عن الرومانسية الزائدة التي يعامل فيها نجومه، نحو وجه آخر قد يستعين به لتغيير الواقع المرير.

الخسارة الموجعة التي تلقاها ليفربول بالأمس من بيرنلي الذي كان يقبع في المركز الرابع من الأسفل، لوثت سمعة معقل الأنفيلد، وقد تكون الإنذار الأخير لكلوب والنجوم المرصعة التي خفت بريقها على أرض الميدان، ومواجهة مورينيو القادمة بجداره الناري ومهاجميه سون وهاري كين، سيمثل نقطة تحول قد تغير الكثير في الفريق، فالنجاح في المواجهة سيعيد الكثير من الثقة لكلوب ولاعبيه، ولكن الفشل الجديد وعدم القدرة على الفوز سيكون له عواقب وخيمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى