ترامب .. ونهاية رئيس شجاع* صالح الراشد

النشرة الدولية –

انتهت الرواية بصورة دراماتيكية، وغادر ترامب الأبيض طوعاً ليحط الرحال في فلوريدا الولاية التي يفضلها المتقاعدون، بسبب أجوائها الجميلة وشواطئها الساحرة ودرجة الحرارة المرتفعة، فهناك سيقضي ترامب أيامه القادمة على أمل أن يعود للمنصب من جديد بعد إنتهاء حكم جوزيف بايدن، فترامب كان شجاعاً لكن بطريقة عكسية لانها جائت ضد الإنسانية والحق والعدل، كانت شجاعة في دعم الظُلم وزيادة قهر المقهورين وتشريد المُشرين، شجاعة كأول رئيس يخضع للمسائلة مرتين ورابع شخص يرفض المشاركة في حفل تنصيب الرئيس الجديد، شجاعة وقحه في منح القدس للكيان الصهيوني ومحاولة إلغاء الحق الفلسطيني، هي شجاهة القهر والظلم التي جعلت صاحبها يعيش في شخصية مزدوجة ليهرب من حفل السقوط والتنصيب.

ترامب الرئيس الشجاع الذي وضع العالم أمامه وقرر الخنوع |أمام روسيا والصين والإستقواء على غلابا العرب، هو الشجاع في قول الحقيقة كما يراها وعبر المنظور المخصص لفكره لذا لم يخجل من سرد القصص والأكاذيب، حتى كان يحرج شركائه قبل أعدائه، لذا فقد كان يرهب الجميع لأنه بكل بساطة سيفضح أسراهم ويجبرهم على فعل ما يُريد، غادر ترامب على طريقة مفيد “الوحش اللي قطع ذنب الجحش”، فترامب الشجاع فرض على عديد الدول مشاريع وقيود كما يريد ولم يجد من يقول له نرفض هذا الرأي، بل أمر بتنفيذ إغيالات وتصفيات جسدية في بعض دول العالم، ليقتل عديد العسكرين الذين وقفوا ضد الولايات المتحدة وفي مقدمهم ابو بكر البغدادي وقاسم سليماني.

الشجاع ترامب أدرك مؤخراً بأن للولايات المتحدة ثقافة وتاريخ عريق في العمل السياسي، وانه بسلاحة الأقوى “تويتر” لن يكون قادراً على إحداث إنقلاب بعد أن خَلَفَ وراءه عشرين مليون جائع في الولايات المتحدة  وثمانية عشر مليون عاطل عن العمل، ووباء يفتك بالامريكين معتمداً على زيادة الإنفاق المالي لأموال لا أصول لها، هو رجل مارس شجاعته في خطف الأطفال من ذويهم وطرد الآباء، رجل شجاع قام بصنع علاقات متوترة مع الصين وإيران والمسكيك وكندا والخليج العربي والفلسطينين وشجع في النهاية أنصاره على الهجوم على الكونغرس بيت الامريكيين، مما ترك مجموعة من الإنطباعات السيئة، ليكون رحيل صديق الدكتاتوريين أجمل هدية للشعوب مع اقتراب نهاية عصر كورونا حيث شعروا بأن الله قد إبتلاهم بكورونا -19 والشجاع ترامب وسيرحمهم مرة واحدة.

الشجاع ترامب قرر أن يعمل وحيداً بلا أصدقاء إلا من نتنياهو الباحث عن مصلحته الشخصية، مستغلاً قوة بلاده العسكرية لتكون نهايته كما يحب أن يعمل وحيداً دون صديق حتى أن نائبه مايك بانس تخلى عنه ووقف ضده وشارك في تنصيب رجل شجاع جديد، الشجاع ترامب يرفض أن يركب السفينة ويغادر الحياة السياسية الأمريكية، رغم أن البلاد التي تحيط بفلوريدا ساحرة ويلجأ لزيارتها كل من يبحث عن الهدوء النفسي ومحاسبة الذات والخلود للراحة، الرجل الشجاع قد يجلس على الشاطيء ويرافق الشمس في غروبها منتظراً من يثير غضبه حتى يخطف روحيهما بالقتل والإنتحار بالإرتماء في في باطن البحر ليغيب للأبد ولا يظهر من جديد، ليصبح مجرد ذكرى قد يخلدها الأمريكيين كأسوء ما يكون، ويعلنون يوم إقتحام الكابيتال يوم عطلة رسمية يحتفل فيها الشعب بإنتصار مباديء الديموقراطية على الهمجية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى