فلك مصطغى الرافعي… قلم رفيع وعاطفة دافقة وقلب حار* د. حسين يتيم

النشرة الدولية –

لاعجب ! وهي ابنة أبيها الاديب الخطيب اللبيب الأريب العالم  العلاّمة والصديق الصدوق ابن حلوى  طرابلس وهي الفيحاء بليمونها وبساتينها وماء الزهر والورد الطافح الفوّاح فيها.. والغنيّة بتراثها وترابها ومفكريها واقلامها والتي كانت عاصمة امارة بني عمار الكبرى وحاضرتها التاريخية.

وهي الامارة الشمالية  التي ازدهرت وعمرت  وتوسعت جنوبا جنوبا  فبلغت تخوم مدينة بيروت بطول الخط   الساحلي وراحت  تتمدد شمالا الى حيث  داخل سوريا الكبرى فبلغت تخوم مدينة حلب..حلب الشهباء حاضرة امارة بني حمدان وعاصمتها وكان امير هذه الدولة الحمدانية الكبرى رجل مجاهد ناضل الامبرطرية الرومانية البيزنطية دفاعا عن حلب..هو سيف الدولة الحمداني وكان شاعرها الكبير الشهير (المتنبي) الذي قيل أنه بشعره البليغ ملأ الدنيا وشغل الناس ويليه شعرا وقدرا  فارس الدولة المحارب ابو فراس الحمداني.

وبالعودة الى طرابلس.. فقد كانت عاصمة (امارة بني عمار) وحاضرتها .. ومن حبهم للعلوم والآداب .. اقاموا فيها  مكتبة كبرى تحوي آلاف الكتب المتنوعة وكان يقصدها طلاب العلم من الشرق ومن  الغرب..وهكذا صارت طرابلس عاصمة كبرى  للثقافة والتنوير حتى صارت تضاهي مكتبة الاسكندرية البيزنطية في مصر وادي النيل، وتضاهي ايضا مكتبة بغداد قبل اجتياح المغول لدولة بني  العباس في العراق والمكتبات الثلاثة المذكورة احرقتها واغرقتها الغزوات البربرية المغولية والصليبية.

أما اليوم فان علماء طرابلس ومفكريها  وأقلامها فهم الورثة لتراثها الغني .. الممتد من عصر امارة (بني عمار)، الى عصر (بني الرافعي)  الذي لايزال من اعمدة الثقافة والعلم والادب في   لبنان وكل بلاد الشام لذلك فان اسمها تاريخيا (طرابلس الشام) في الشرق العربي ومنها اشتق اسم طرابلس الغرب في ليبيا المغربية.. “طرابلس” واحة معطاء *.. لبنانية عربية عبر التاريخ وستبقى..

رحم الله العالم الكبير  والعلاّمة النحرير الاستاذ المفوه الدكتور مصطفى الرافعي .،، فهو  من غرسها وثماره … والاديبة ( فلك) هي بدورها غرسه وثمره…ونحن الذين عرفناه…غرس فينا محبته واحترامه بفضل عنايته الخيّرة  لطلاب لبنان في القاهرة يوم  كان الملحق الثقافي في السفارة اللبنانية في قاهرة عبد الناصر، لقد تعرفنا اليه بصفته دبلوماسيا كبيرا في السفارة اللبنانية في القاهرة ..حيث أدّى لطلاب لبنان خدمات جلّى في تسهيل امورهم التربوية في امتحانات الثانوية العامة في القاهرة.

وبورك هذا القلم “الرافعي ” الذي كتب عن محنة طرابلس اليوم  بعصارة قلب مكلوم وحرارة وجدان لاهب  ،،، وهو قلم الابنة (فلك مصطفى الرافعي)

 

د. حسين يتيم* نائب بيروت السابق

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى