بعد إذن الدباديب ”كل عيد حب وأنا حبي”* عبير العربي

النشرة الدولية –

من هذه المنصة الممتلئة بالورود والدباديب والحضور الطاغي لصوت ثومة والعندليب والتي تبتهج وتحتفل بحلول الفالنتين في هذا اليوم من كل عام ،في منافع متبادلة ما بين محاولة جذب المتحابين للشراء ومابين الاحتفال السعيد بين السادة الكابلز ،تطل على منصة رأسي الخاصة الكثير من التفاصيل وتخرج بها إلي الفضاء الواسع بعد أن قد قررت أن أملاه بما يحلو لي ،ويدرجه خيالي ويريح عواطفي، وبعيدا عن شحتفة السناجل ،وانتظار ما ربما لا يأتي قررت قولا واحدا أن أعيش وأعيش ذاتي قصة حب عميقة ،تبدأ سريعا بالوقوف أمام المرآة قائلة لها وسط الصخب والسخط ولعن الحظ والتباهي قهرا ب”السنجلة”،وصدى صوت لا ينقطع “عايزة ورد يا إبراهيم ” فجأت ذاتي وواجهت ملامحي بقولي”كل عيد حب وأنا حبي” هكذا أمثلني أنا في عيد الحب الغائب عنه ما يكمل وتكتمل به نواقص القلب والأحاسيس والمشاعر.

وفي الحقيقة أن الامتلاء الداخلي بوعي وقناعات أن دواخلك وما تغذيه أنت بنفسك لها هو الحب الحقيقي ، بل هو كل مفردات الحب الحقيقي الذي لا تغير فيه ولا انقلاب عليه، لا خصام ولا مشاحنات ولا تجاهل ولا وقوع كل ما يؤذيك ويؤذي روحك،إذن أنت وأنت فقط بوابة السلام النفسي إليك، أنت مصدر الحب والعطاء واكتمال النواقص بمشاعرك،أنت الطرف الآخر الذي يكتمل به ما تصبو إليه ،قد يكون الآخر بكل سلة دباديبه ووروده وعطوره وهداياه غير قادر أن يمنحك صك التصالح عليك،وقد يكون أكثر غربة عنك من روحك وقت خصامها لك، الحب تعزيز للمشاعر وتدليلها، وليس اهاناتها واستغفالها والاستهزاء بها، وكل هذا أنت أيضا فقط القادر على صناعته وصياغته وتقويته وبروزته وتقديمه إلي كل العالم في شخصك أنت.

إذن امنح روحك وفؤادك كل معاني الحب ،طبطب عليها،وعطر مسامعك بحلو الكلام،أضحك في وجهك فنعم الصدقات تلك التي تتصدق بها على قلبك،كن في نظر من يراك مطعوم بالحب ووجاهة الرضاء ،فقد يكون القدر قدر لك أن تعيش بك فمنحك إياها ليختبرك فيها وبها إنك قادر على أن تحيها دون أن تتركها لغيرك يقتلها ،ويرى قدرتك على عطاءك وحمايتك وحفاظك لك،لا تبكي نفسك فيك، لا ترثيها بالمفقود ، فربما ما منعت منه هو قمة المنح وعظيم العطاء.

لذا أبدأ وألعب معك دور الحبيب ولا تدعها لمن يلعب بها،ولا تقترب من تلك الساحة إلا إذا تأكدت وتأكد لك إنك قابلت شريك حقيقي ، شريك لا يبيعك شريك تنظر في مرآتك فتجد ملامحه ترتسم على ملامحك ويرد عليك بما وددت أن تسمع وحين تقول لها أحبك يجيبك وأنت كل الحب،ودون ذلك أنت لنفسك الحب.

لا تجعل من مثل تلك المسميات الفالنتين إرباك لمشاعرك ولخبطة لحياتك،اجعله يوم للمصالحة ونمو الحب الروحي إنهي كل الارتباك وانزل اصطف في صفوف المتحابين واحضر بوكيه معطر بالورد البلدي المحبب لديك بألوانه المبهجة البديعة واهديه لك فخير من يستحق الحب منك هو أنت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى