الإنتخابات الأقدم تعود.. والقادم أفضل لفلسطين..* صالح الراشد
النشرة الدولية –
تقف منذ الأزل تحرس باب الغرب والعزة فلا يهزمها بحر ولا يبقى على أرضها محتل، فتنصر لأصحابها بطبيعتها وفكرها الخلاق وروح الحضارة التي لن يسرقها أحد، هي فلسطين أرض الأنبياء والرسل، وهي أرض الحرية والديموقراطية لذا لم يُعمرُ فيها جبار أو ديكتاتور، فقبل أن تُجرى الإنتخابات في العديد من الدول العربية كانت فلسطين تملك حرية الرأي والفكر والإنتخاب، وقبل أن يعرف الكثيرون دور المرأة وأهميتها في المجتمع، كان في القدس جمعيات لريادة الفكر للمرأة وجلسات حوارية لمناقشة أحوال المجتمع المحلي والعالم، لذا فإن إجراء الإنتخابات في فلسطين ليس إنجازاً تاريخيا، كون الإنجاز بقدرة هذا الشعب الصامد بالحفاظ على صورته العظيمة والزاهية وتجاوزه مرحلة الإنقسام، التي عمل على تعميقها وتكريسها وترسيخها العديد من الدول، لذا نقول دوماً “هي فلسطين تنهض من كبوتها وتقف على قدميها شاهرة سيفها لتنتصر لذاتها ولغيرها”.
وتأتي الإنتخابات الفلسطينية بعد سنوات عجاف، عمل فيها الكيان الصهيوني بكل قوة على تمزيق الشعب وضربه ببعض، لتثبت الصحوة الفلسطينية وإنهاء الإنقسام وتحديد موعد للإنتخابات أن القضية قد تغفو وقد يتناساها البعض، لكنها لن تموت كون شعبها ينهض من تحت الأتقاض بعد كل مصيبة ويهزم من يحاول المساس به، ففلسطين عبر التاريخ لم تهدأ وحاربت لالاف السنين وفي شتى المجالات، لتطبق الديموقراطية قبل قرن من الزمن في عصر الإنتداب البريطاني وقبل اي دولة في المنطقة، وجال أهل فلسطين العالم كتجار وباحثين عن المغامرة والعمل، لنجد أن العديد من أبناء فلسطين حكموا دول بعيدة عن الوطن بفضل الديموقراطية في تلك البلاد وقدرة الإنسان الفلسطيني على إثبات نفسه وقدراته، مما يعني أن الحضارة التاريخية مغروسة في الفكرالواعي لصناعة الأفضل.
لذا ومتسلحين بتاريخ مُشرف يُكتبُ بأحرف من ذهب، تجاوزت سوياً السلطة وحماس جميع المعوقات من أجل اتمام المصالحة، التي يعتبر فارسها اللواء جبريل الرجوب الذي قام بجولات مكوكية بين العواصم العربية والإقليمية، واستطاع الصمود في وجه العواصف التي هاجمته من يوم لأخر، حتى تجاوز جميع الأزمات لتكون النهاية بتحقيق الحلم الذي يبحث عنه الفلسطينيون في الوطن والشتات، بتشكيل حكومة تمثل جميع أطياف الشعب الفلسطيني ومجتمعاته، وتحقق ذلك بفضل قانون الإنتخاب الذي منح الجميع فرصة القيام بدورهم الوطني لخدمة فلسطين.
ويلوح في الأفق ان منصب الرئيس في أمان حيث لن يترشح أي مواطن لمنافسة الرئيس محمود عباس، وستجرى الإنتخابات على أساس التوزيع الجغرافي والنسبة السكانية وهذا أمر أُتفق عليه بين المتحاورين، وهذا يُشير إلى الرغبة المُشتركة بين أطياف الشعب الفلسطيني في هزيمة الصهاينة والصهيونية في حرب الوحدة والوطن صاحب المرجعية والكلمة الواحدة، مما يجعلنا ننظر إلى فلسطين التي تعاني من الضغوط الخارجية بإعجاب كبير، لأن هذه الظروف تساهم في صناعة العبيد لكن شعب الجبارين صاغها بطريقة مختلفة لتُنتج الأحرار أصحاب الرأي والفكر، وهؤلاء جميعاً في ظل مجلس موحد قادرين على صناعة المستحيل بزيادة الضغط السياسي على العالم لتحقيق المزيد من المكتسبات كما حدث في المحكمة الجنائية الدولية، لنشعر بأن القادم أفضل كون الوحدة الفلسطينية هي السلاح الأمضى في زمن صناعة التهم والتقليل من جهد المبدعين.