قراءة إسرائيلية لدور روسيا في سوريا.. بوتين “مايسترو” النزاع وكل الأوراق بيده
النشرة الدولية –
لبنان 24 – ترجمة فاطمة معطي –
نشرت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية قراءة للمحلل سيث فرانتزمان تناول فيها دور روسيا في سوريا و”إسرائيل”، منطلقاً من عملية تبادل الأسرى”الإسرائيلية”- السورية التي تمت بوساطة موسكو الأسبوع الفائت.
في مقالته، اعتبر فرانتزمان أنّ روسيا لعبت دوراً محورياً في العملية، معلقاً: “هذا تذكير بدور روسيا العام في سوريا وبقدرتها على تسهيل جوانب النزاع”، وملمحاً إلى تأثير موسكو في مستقبل النزاع السوري، بعدما ساهم تدخلها العسكري في العام 2015 في ترجيح كفة الجيش السوري.
فرانتزمان الذي أكّد أنّ التدخل الروسي في سوريا غير مشابه للتدخل الأميركي في فيتنام، ذكّر بتصريح المبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى سوريا، جيمس جيفري، الذي قال إنّ بلاده قادرة على جعل سوريا مستنقعاً بالنسبة إلى روسيا. وكتب فرانتزمان: “ما من مستقنع، لأنّ الوجود (العسكري) الروسي ليس ضخماً”.
روسيا في سوريا: موسكو ليست وحدها
سورياً، سلّط فرانتزمان الضوء على التعاون الروسي-التركي، متحدثاً عن دعم موسكو محادثات أستانة (تشارك فيها تركيا إلى جانب إيران)، وبيعها منظومة “أس-400” الدفاعية الصاروخية لأنقرة في محاولة لإبعادها عن واشنطن. كما ركّز الكاتب على الاتفاق التركي-الروسي في كانون الأول من العام 2018: حصلت تركيا على موافقة من روسيا لشن غارات على المقاتلين الأكراد مقابل بسط الجيش السوري سيطرته على مساحات أكبر من إدلب.
وتابع فرانتزمان: “تآمرت روسيا وتركيا وإيران على إخراج الولايات المتحدة من سوريا عبر محاولة قطع علاقات الولايات المتحدة مع شركائها في الميدان، قوات سوريا الديمقراطية”، مضيفاً: “وفي تشرين الأول من العام 2019، بدا أنهم حصلوا على ما يريدون عندما وافق الرئيس الأميركي دونالد ترامب على مغادرة سوريا”. ومع انسحاب الولايات المتحدة، ملأ الروس القواعد الأميركية، بحسب ما علّق فرانتزمان.
روسيا في “إسرائيل”.. ورقة الغارات
على مستوى “إسرائيل”، قال فرانتزمان إنّ علاقات طيبة تجمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لافتاً إلى أنّ موسكو تتبع سياسة “الجزرة والانتقاد” مع “إسرائيل” في ما يتعلق بسوريا. وفي هذا الصدد، ذكّر فرانتزمان بتصريح نائب وزير الخارجية الإسرائيلي ميخائيل بوغدانوف حول الغارات الإسرائيلية على سوريا، مشيراً إلى أنّه وصفها في تشرين الثاني من العام 2019 بأنّها “خطوة خاطئة”.
كما ذكّر فرانتزمان بتوجيه روسيا أصابع الاتهام لـ”إسرائيل” بعد مقتل 15 عنصراً روسياً نتيجة إسقاط الدفاعات الجوية السورية طائرة من روسية من طراز “إل-20” في أيلول العام 2018 قرب اللاذقية، في تصدٍ لإحدى الغارات الإسرائيلية على سوريا.
ونظراً إلى أهمية “ورقة” الغارات الإسرائيلية، قال فرانتزمان إنّ الجيش السوري لم يستخدم منظومة “أس-300” “المُفترض أنّ تكون روسيا قد زوّدت سوريا بها”، مبيناً أنّ تقارير تحدّثت عن أنّ الرادار الروسي الموضوع بخدمة الجيش السوري “غير ملائم” لمنع هذه الغارات.
بوتين.. مايسترو النزاع السوري
استناداً إلى علاقة موسكو المعقّدة باللاعبين المختلفين في سوريا، ووساطتها الأخيرة بين دمشق وتل أبيب، خلص فرانتزمان إلى ما يلي: “تشير قراءة حذرة للتدخل الروسي كيف تتصرف موسكو كما لو أنّها “مايسترو” النزاع السوري (..)”. وعليه، تساءل الكاتب عن مستقبل دور كل من إيران و”إسرائيل” وتركيا والولايات المتحدة و”قوات سوريا الديمقراطية” و”هيئة تحرير الشام” و”الجيش الوطني السوري” المدعوم من تركيا و”كتائب حزب الله”و”حزب الله” وغيرهم من اللاعبين في سوريا.