وول ستريت جورنال: هل اقتربت طهران من تطوير أسلحة نووية؟
النشرة الدولية –
على مدار الأشهر الماضية، انتهكت إيران مرارًا وتكرارًا الاتفاق النووي لعام 2015 مع القوى العالمية، مما قلص الوقت الذي ستحتاجه لإنتاج سلاح نووي.
كانت آخرها أمس الثلاثاء، عندما قالت إيران إنها قلصت عمل مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بعد انقضاء مهلة حددها البرلمان لرفع العقوبات التي فرضتها واشنطن بعد انسحابها من الاتفاق النووي.
وبحسب صحيفة وول ستريت جورنال، كان تقليص عمليات التفتيش النووي ثالث انتهاك إيراني للاتفاق منذ ديسمبر الماضي.
في يناير الماضي، اتخذت إيران واحدة من أكبر خطواتها حتى الآن لخرق اتفاق 2015، معلنة أنها بدأت تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء 20٪، وتجاوز الخط الأحمر الذي حددته في السابق القوى الأوروبية التي لا تزال طرفًا في الاتفاقية.
في 10 فبراير، كشف تقرير سري للوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران بدأت في إنتاج معدن اليورانيوم، وهو مادة حيوية للأسلحة النووية، وهو ما أثار الكشف القلق بين المسؤولين الغربيين حول ما إذا كانت إيران تستعد لاستئناف العمل نحو سلاح نووي.
لماذا تنتج إيران معدن اليورانيوم؟
يعتبر معدن اليورانيوم أساسي في صناعة الأسلحة النووية. ويعد إنتاج هذه المادة انتهاكًا واضحًا للاتفاق النووي الذي أبرمته إيران عام 2015 مع القوى العالمية الست، والذي وافقت فيه على وقف لمدة 15 عامًا لإنتاج اليورانيوم والبلوتونيوم المعدني.
وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقريرها السري إن إيران أنتجت كمية صغيرة من معدن اليورانيوم في منشأة تخضع لتفتيش الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وأضافت أنها قامت “في 8 فبراير بالتحقق من وجود 3.6 غرامات من معدن اليورانيوم في مصنع بأصفهان” في وسط إيران.
بالنظر إلى استخدام معدن اليورانيوم في الأسلحة النووية والحظر المفروض على إيران لإنتاج هذه المادة، فإن حتى إنتاج كميات صغيرة يثير تساؤلات حول إصرار إيران على أنها لا تسعى لامتلاك أسلحة نووية.
وأكدت الصحيفة الأميركية أنه من المرجح أن يصبح إنتاج معدن اليورانيوم نقطة خلاف كبيرة بين الولايات المتحدة وإيران إذا استأنف الرئيس بايدن المحادثات مع طهران لإعادة الدخول في الاتفاق النووي. وقد تسعى إيران إلى التفاوض على النفوذ من خلال عرض وقف الإنتاج كورقة مساومة.
لماذا تقوم إيران بتخصيب اليورانيوم بنسبة 20%؟
في أوائل يناير، أعلنت طهران أنها استأنفت تخصيب اليورانيوم بنقاء 20٪، وهو انتهاك خطير أخر للحدود المنصوص عليها في الاتفاق النووي لعام 2015.
ووصلت حتى الآن إلى معدل نقاء 4.5 في المئة فقط، لكنه أعلى من الحد الأقصى البالغ 3.67 في المئة الذي يفرضه الاتفاق، وهو أقل بكثير من معدل النقاء 90 في المئة اللازم لإنتاج أسلحة نووية.
واليورانيوم المخصب عنصر رئيسي في توليد الطاقة النووية المدنية، والتي تقول إيران إنها الغرض من تخصيبها. كما أنه عنصر حاسم في صنع الأسلحة النووية.
هل تستطيع إيران إنتاج سلاح نووي بهذا المخزون؟ كم من الوقت سيستغرق؟
منذ انسحاب إدارة ترامب من الاتفاق النووي لعام 2015 في عام 2018، تراكمت لدى إيران مخزون من اليورانيوم منخفض التخصيب يبلغ 2443 كيلوغرامًا، أي أكثر من 12 ضعف الكمية المسموح بها بموجب اتفاق 2015، وفقًا لتقرير نوفمبر 2020 من الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وبحسب الخبراء، إذا تم تخصيب هذه الكمية إلى درجة صنع الأسلحة وهي 90٪، فإن إيران سيكون لديها ما يكفي من المواد لسلاحين.
لكن يختلف الخبراء حول المدة التي ستستغرقها إيران لإنتاج سلاح نووي. ويقدر بعض المسؤولين الغربيين أن الأمر سيستغرق من سنتين إلى ثلاث سنوات لإنتاج رأس نووي بافتراض عدم تدخل خارجي.
بينما يعتقد آخرون، مثل ديفيد أولبرايت، مفتش الأسلحة السابق ورئيس معهد العلوم والأمن الدولي في واشنطن، أن إيران يمكن أن تفجر جهاز اختبار في غضون تسعة أشهر. وتبني سلاحا نوويا في غضون عام، وبعد عامين، تثبت رأسًا حربيًا على صاروخ باليستي.
أما المجهول الأكبر هو مدى قرب عمل إيران السابق من إتقان بناء وتركيب رأس نووي على صاروخ. فقد أظهرت غارة إسرائيلية على أرشيف نووي إيراني في عام 2018 أن طهران احتفظت بالكثير من خبرتها في مجال الأسلحة النووية من برنامج أسلحتها السابق.
هل لدى إيران خيارات أخرى لإنتاج سلاح نووي؟
هناك طريقان لصنع سلاح نووي: اليورانيوم والبلوتونيوم. كانت القنبلة التي أسقطتها الولايات المتحدة عام 1945 على ناغازاكي اليابانية قنبلة بلوتونيوم، بينما اشتق السلاح المستخدم في هيروشيما قوته التفجيرية من اليورانيوم المخصب. لقد عملت إيران تاريخيًا على كليهما، لكنها أعطت اهتماما أكثر لتخصيب اليورانيوم.
يمكن إنتاج البلوتونيوم المناسب لصنع قنبلة نووية من نفايات مفاعلات الماء الثقيل. كانت إيران تبني منشأة نووية تعمل بالماء الثقيل بالقرب من بلدة أراك، والتي أرادت القوى العالمية تفكيكها. لم تنته طهران أبدًا من مفاعل أراك الذي يعمل بالماء الثقيل، لذا فهي لم تنتج البلوتونيوم أبدًا.
وبموجب اتفاق 2015، وافقت إيران على إزالة قلب مفاعل أراك وبناء مفاعل ينتج عنه كميات أقل من البلوتونيوم. كما أنه لن يُسمح لإيران ببناء مفاعلات إضافية تعمل بالماء الثقيل، أو تكديس أكثر من 130 طنًا متريًا من الماء الثقيل حتى عام 2031. وكان هذا الامتياز من إيران أحد الإنجازات الرئيسية للاتفاق.