إصابات كورونا تتقهقر عالميًّا بعد التلقيح.. بين فايزر وسواه نصيحة للبنانيين* نوال الأشقر

النشرة الدولية –

لبنان 24 –

تتسابق دول العالم للحصول على اللقاحات وتطعيم شعوبها في مواجهة كوفيد-19، خصوصًا في ظل غياب العلاج، بعد أكثر من عام على ظهور فيروس كورونا، وتحوّله لوباء على مستوى الكرة الأرضية. السؤال الذي يفرض نفسه، هل بدأت حصيلة الإصابات والوفيات تتراجع في الدول التي تمكّنت من تطعيم نسبة كبيرة من سكانها؟

أظهرت إحصاءات أجرتها وكالة “رويترز” أنّ حصيلة الإصابات اليومية بفيروس كورونا تتراجع في كل أنحاء العالم منذ شهر، ووصلت يوم الثلاثاء الماضي أي قبل أسبوع، لأدنى مستوى منذ منتصف تشرين الأول.

ولكن كيف يمكن الفصل بين تأثير اللقاح وتأثير الإغلاق العام المفروض في عدد كبير من دول العالم ؟

مدير المركز الوطني لجودة الدواء والغذاء والماء في لبنان، وعضو اللجنة الفنيّة والعلميّة الخاصة باللقاح الدكتور نزيه بو شاهين، يقرأ مؤشرات إيجابية في أرقام الإصابات والوفيات، لاسيّما في الدول التي قطعت شوطًا كبيرًا في التطعيم، وفي مقدمها الأراضي الفلسطينية المحتلّة.

في حديث لـ “لبنان 24” يلفت بو شاهين إلى أنّ دول العالم لطالما لجأت إلى سياسة الإغلاق، قبل البدء بحملات التطعيم، لكنّ الفيروس بقي متفشّيًا، ونسب الإصابات مرتفعة. من جهة ثانية يشير إلى دراسات أُجريت حول نسبة المناعة عند متلقيّ اللقاح، بعد الجرعتين الأولى والثانية، أظهرت أنّ لقاح فايزر يُكسب مناعة تترواح بين 70 و 80% بعد تلقّي الجرعة الأولى، من هنا بدأ الحديث عن إمكان تأخير الجرعة الثانية لصالح تكملة تلقيح عدد أكبر من الفئات العمرية، وكذلك أظهرت المنصّة، والنسب لا زالت متدنيّة، إذ أنّ شريحة كبرى لا زالت متخوفة من أخذ اللقاح، على خلفية الإشاعات.

في هذا السياق يحمّل بو شاهين جزءًا من المسؤولية إلى بعض وسائل الإعلام “بحيث أتاحت مساحة لغير الإخصائيين للظهور، هؤلاء قدّموا آراءً هدّامة ضد التطعيم، خلقت حالة من الخوف، حتّى داخل صفوف الطواقم الطبيّة حصل تردد، والناس بطبيعتها تنجذب للأخبار السلبية، وهكذا شكّل وهم المعرفة أذيّة للآخرين، إذ ليس هناك أخطر من الجهل، وعلى هؤلاء تقع مسؤوليّة جرميّة وجزائيّة وأخلاقيّة، ولكن محي الآثار السلبيّة للإشاعات يأخذ وقتًا”.

يؤكد بو شاهين أنّ اللقاح آمن بصرف النظر عن نوعه “التجارب أثبتت أن لا مضاعفات للقاحات، باستثناء عوارض بسيطة كاحمرار خفيف أو ألم موقت مكان الإبرة، وما يختلف بين لقاح وآخر هو درجة فعاليته”.

نصيحتي للبنانيين: لا تنتظروا هذا النوع وذاك

كونه من أهل الإختصاص يعتبر الدكتور بو شاهين أنّ الخلاص بالنسبة للبنانيين والعالم هو هو بتطعيم أكبر عدد ممكن “نصيحتي للبنانيين، فلنأخذ أول طعم متاح، لا تنتنظروا هذا النوع أو ذاك. أطمئن الجميع أنّنا في اللجنة العلمية والفنية في وزارة الصحة ، ندرس، للسماح باستخدام الطارىء للقاحات، ملف كلّ لقاح بشكل دقيق قبل أن نسمح به، على سبيل المثال درسنا لقاح سبوتنيك على مدى أكثر من أسبوعين، أطّلعنا على النتائج والمضاعفات والمعطيات العلميّة كافة والتجارب السريرية، نحن أصحاب اختصاص، أعضاء اللجنة وأنا واحد منهم نأخذ أول طعم يصل إلينا، وكذلك عائلاتنا وأقاربنا ومعارفنا ننصحهم بالإقبال على تسجيل أسمائهم وتناول أول لقاح متاح. فلنحمي أنفسنا وعائلاتنا، يكفي ما خسرناه من أرواح، وهو عدد غير مسبوق للوفيات في لبنان نتيجة الجهل، خصوصًا بين الفئات الشابة، نحن على الأرض نشاهد معاناة الناس في المستشفيات، فلماذا نرضى بهذا العذاب لأنفسنا وأهلنا، طالما أن الخلاص متاح باللقاح”.

من هم الأشخاص الذين يتوجب عليهم مراجعة طبيبهم قبل تناول اللقاح؟

يجيب بو شاهين “بالنسبة لفايزر وهو اللقاح المتاح حاليًا في لبنان، فئتان عليها مراجعة الطبيب قبل أخذه، الأشخاص الذين يعانون من الحساسيّة المفرطة، والمصابون بأمراض مناعية وسرطانية. أمّا الحوامل والأطفال الصغار فلا يمكن إعطاؤهم لقاح فايزر، نظرًا لعدم إجراء دراسات كافية حول هاتين الفئتين”.

السيطرة على وباء كورونا تحتاج إلى تظافر جهود عالمية، في هذا السياق يلفت بو شاهين إلى أنّ الدول الغنيّة حجزت لشعوبها أكبر كميّة ممكنة من اللقاحات ولديها فائض، بينما الدول الفقيرة استناًدا إلى منصّة كوفيكس لم تحصل بعد على اللقاح “هناك أكثر من ملياري ونص مليار شخص حول العالم لم يُتح اللقاح لهم لغاية اليوم، وفي حال تمّ تطعيم شعوب الدول الغنية فقط، لن تتمكن البشرية من السيطرة على الفيروس، وسيبقى يتفشى بسلالات جديدة، وقد لا تتمكن اللقاحات من السيطرة عليها، من هنا تطالب منظّمة الصحة العالمية من الدول الغنية بتمويل كوفيكس. وفي هذا الإطار وعدت الولايات المتحدة بالمساهمة بـ 4 مليار دولار للمنظمة، لتمويل شراء اللقاحات للبلدان الفقيرة والنامية، وفي حال لم يتمّ الإلتزام بالوعود تستحيل السيطرة على الوباء، فقط عندما تصل كل بلدان العالم إلى مناعة القطيع يمكن عندها السيطرة على الجائحة. أمّا خلال الفترة الفاصلة فيجب أن نبقى ملتزمين بالإجراءات الوقائية، بدءًا بارتداء الكمامة، حتّى بالنسبة للأشخاص الذين تناولوا اللقاح، لحماية الآخرين”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى