البعثة الأممية في اليمن تدين مقتل أسرة كاملة إثر هجوم حوثي على منزلًا سكنيًا
اليمن – محمد المياس –
أدانت بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحُديدة ( أونمها)، وبأشد العبارات المُمكنة الضربة التي أٌفيد أنها أصابت منزلًا سكنيًا الليلة الماضية في الحْوك، وهي واحدة من أكثر المناطق توترًا عسكريًا في محافظة الحُديدة. ووفقًا للتقارير الأولية ، فقد أسفر ذلك عن مقتل خمسة مدنيين، بينهم امرأة وطفل ، وإصابة ثلاثة مدنيين.
وقال الفريق ابهيجيت غوها، رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحُديدة (أونمها) ورئيس لجنة تنسيق إعادة الإنتشار ” إن هذه الخسائر المدنية المُدمرة والمستمرة هي انتهاك آخر للقانون الإنساني الدولي وشروط اتفاق الحُديدة ووقف إطلاق النار.”
وأضاف ” “أبعث بأحر التعازي لأسر الضحايا وأحث الأطراف على المزيد من التحقيق في الحادث . “
وناشد الفريق غوهـــــــــا كلا الطرفين لمنع إلحاق المزيد من الضرر للسكان الذين يعانون بالفعل. وجدد أيضًا الدعوة إلى حرية الحركة التي من شأنها أن تمّكن المراقبين العسكريين التابعين لبعثة أونمها من الوصول إلى مواقع الأعمال العدائية العسكرية الأخيرة المهمة. ” سيسمح هذا للبعثة بتقييم النزاع بشكل أفضل وبالتالي تمكين المزيد من الدعم لأطراف اتفاق الحُديدة لتنفيذ شروط وقف إطلاق النار. “
وقد شهدت الحوك تبادلاً مكثفًا متزايداً لإطلاق النار خلال الأشهر الأخيرة.
وأفاد شهود مقتل 5 مدنيين من أسرة واحدة وجرح آخرون، فجر الأحد، في هجوم مدفعي متعمد شنه الحوثيون على منزل سكني على تخوم خطوط النار جنوبي مدينة الحديدة، غربي اليمن.
ولفقت مليشيات الحوثي الإرهابية المجزرة البشعة لطيران التحالف العربي والذي كان قد أوقف بالفعل تنفيذ أي غارات جوية في محافظة الحديدة منذ 18 ديسمبر/كانون الأول 2018 التزاما بقرار وقف إطلاق النار بموجب اتفاق ستوكهولم المدعوم من الأمم المتحدة.
وقال سكان محليون ومصدر حقوقي، لـ”العين الإخبارية”، إن قذيفة مدفعية من نوع “هاون”، وهي ذات تأثير مميت، بسبب شظاياها المتطايرة، استهدفت منزلا سكنيا يقع في حي “الربصة” شرقي مديرية الحوك جنوبي المدينة المطلة على البحر الأحمر.
وأسفرت القذيفة في حصيلة أولية عن مقتل 5 مدنيين بينهم طفلة وإصابة 3 آخرين جميعهم من أسرة واحدة يقطنون في المنزل الواقع على تخوم نقاط التماس بين مليشيات الحوثي والمقاومة المشتركة.
وبحسب المصادر فقد تدخلت مليشيات الحوثي بعد وقوع المجزرة على الفور وطوقت المنزل وقامت بجمع كل بقايا المقذوف والتصوير ونقل جثامين الضحايا إلى المستشفى العسكري بدلا عن مستشفى الثورة الواقع على بعد كيلو ونصف من الحي السكني.
واتهمت المصادر ـ أحدهم راصد حقوقي بمدينة الحديدةـ مليشيات الحوثي بتدبير الهجوم الدموي كجزء من سلسلة هجمات ارتكبتها بشكل مماثل خلال السنوات الماضية في مسعى لجذب الأنظار للحديدة والمتاجرة بدماء الضحايا.
ونشرت مليشيات الحوثي تسجيلا وصورا صادمة للضحايا دون إظهار أي بقايا لشظايا المقذوف أو مكان سقوط الصاروخ المزعوم، وذهبت لادعاء أن “طائرة تجسسية” تابعة للتحالف هي من نفذت القصف.
ونفى رئيس منظمة رصد للحقوق والحريات مجاهد القب، ما أوردته وسائل إعلام مليشيا الحوثي من تلفيق وروايات لسقوط الضحايا.
وأكد الحقوقي في منشور على حسابه في “فيسبوك” أن جميع الضحايا الذي سقطوا كانوا إثر “قذيفة هاون سقطت على منزلهم بحي الربصة شرق مديرية الحوك”، ولا صحة لما أوردته وسائل إعلام حوثية والحساب الناطق باسم الجماعة على موقع “تليجرام”.
واختتم رئيس منظمة رصد للحقوق والحريات بالقول: “الحوثيون كانوا أول من وصل للمنزل وجمعوا بقايا المقذوف ومن ثم تم نقل الضحايا إلى المستشفى العسكري”.
يشار إلى أن المليشيات الحوثية قصفت في يناير الماضي صالة “أفراح” في حي المطار المجاور لحي الربصة جنوبي مدينة الحديدة ما أسفر عن سقوط العديد من القتلى والجرحى.