“الحوثيّون”.. أين العرب!!* صالح القلاب
النشرة الدولية –
حتى مع أنّ المملكة العربية السعودية قادرة على مواجهة “الحوثيّين”، الذين هم مجردُّ أتباعاً مأجورين لإيران وأنّ تكيل لهم الصاع ليس صاعين وإنما ألف صاع فإنّ المطلوب من العرب كلهم، اللهم بإستثناء الأذناب والمأجورين، أنْ يقفوا معها وقفةَ الأخ إلى جانب “أخيه” لإثبات وحدة الموقف العربي ليس في السرّاء فقط وإنما في الضرّاء أيضاً وبخاصة في هذه المرحلة التاريخية التي لا أسوأ منها لا في الماضي القريب ولا في الماضي البعيد، وحيث أنّ إيران التي باتت تسدّد حسابات قديمة على إعتبار أنّ العرب إنتزعوا منها زعامتها التاريخية وهذا بالطبع غير صحيح على الإطلاق وأنّ من نقلهم من الظلمات إلى النور هو الإسلام العظيم الذي جاء كرسالةٍ عربيةٍ ما لبثت أنْ أصبحت رسالةً عالميةً بعدما وصل كتاب الله العظيم على رؤوس رماح المجاهدين العرب إلى أربع رياح الكرة الأرضية.
كان يجب أن يكون التصدّي لـ “الحوثيّين”، الذين هم مجرّد “مرتزقةٍ” إيرانيين، عربياًّ ولأن اليمن على مدى حقب التاريخ البعيدة والقريبة بقيت تعتبر وجدان الأمة العربية، ويقيناً أنّ المملكة العربية السعودية عندما إنتفضت هذه الإنتفاضة الغضنفرية فلأنه قد أوجع قلباً عظيماً وعظيم العرب والمسلمين كلهم أنْ تطأ أقدام هؤلاء الذين باتوا يسعون لتسديد حسابات مفتعلة قديمة مع فرسان الرسالة الخالدة الذين كان اليمنيون الأبطال في طليعتهم.
إنّ المفترض أنّ العرب كلهم يعرفون اللهم بإستثناء أولئك الذين يضعون أكفهم فوق عيونهم حتى لا يروا ويضعون أصابعهم في آذانهم حتى لا يسمعوا، أنّ “الحوثيّين” مجرد مجموعاتٍ باغيةٍ تابعةٍ للولي الفقيه في طهران وأنّ هؤلاء قد توقفوا في طريقهم إلى إيران، التي جرى إستبدال ثوبها الوطني بثوبٍ آخر، في ضاحية بيروت الجنوبية وحقيقةً وفي دمشق.. في سوريا التي أصبحت معسكراً كبيراً للفيالق الإيرانية ولكل هذه الحشود المتعدّدة الأجناس ولجيش رجب طيب أردوغان وأيضاً للجيش الذي كان ذات يوم أصبح بعيداً جيشاً للراية الحمراء والدولة السوفياتية!!.
ويقيناً أنّ هدف الإختراق “الفارسي” لليمن والوصول إلى صنعاء، التي كان العرب يردّدون بشأنها: “لا بدّ من صنْعا وإنْ طال السفر” بالإضافة إلى السيطرة على باب المندب وتحويل البحر الأحمر إلى بحرٍ إيراني هو إستكمال هذا التغلغل الإيراني كله في سوريا وفي العراق وفي لبنان وهو إشغال المملكة العربية السعودية، التي هي سيف العرب ورصاصهم ويدهم الممدودة ودائماً وأبدأً بالخير والعطاء لأشقائهم بهؤلاء “الحوثيّين” الذين يجب أنْ يكون للعرب دوراً رئيسياًّ في ردّ كيدهم إلى نحورهم ما دام أنّ هذا الصراع المستجد في هذه المنطقة هو صراعٌ عربيٌ – إيرانيٌ فرضته طهران على العرب فرضاً.. وبالقوة وبفرقِ المرتزقة التي كانت تسربت في العديد من أجزاء الوطن العربي.
وهكذا فإنه على العرب بمعظمهم، إنْ ليس كلهم، أن يبادروا إلى الوقوف إلى جانب المملكة العربية السعودية طالما أنها هي طليعة الأمة في هذه المواجهة وفي المواجهات كلها السابقة واللاحقة فهذه المعركة هي معركةٌ قوميةٌ وتحطيم أنوف “الحوثيّين” في هذه المواجهة يجب أنْ يكون بإسنادٍ عربي ليدرك أتباع دولة الولي الفقيه الذين شكلوا إختراقات أمنية وعسكرية وأيضاً ومذهبية في أجزاء رئيسية من الوطن العربي أنّ هذه المعركة حاسمة وتاريخية وأنه إذا كان الأشقاء السعوديون طليعتها فإنه على العرب أنْ يكونوا سداها ولُحمتها.