بعد زيارته بعبدا… الحريري يتقدم بالنقاط على الرئيس اللبناني عون

النشرة الدولية –

لبنان 24 – ايناس كريمة –

كان لافتاً أمس حجم الضّخ الاعلامي للأجواء الايجابية قُبيل زيارة الرئيس المكلف سعد الحريري الى قصر بعبدا للقاء رئيس الجمهورية ميشال عون، علماً أن الحدّة التي ظهرت في خطاب عون وفي ردّ الحريري عليه لم تكن توحي بأي حلحلة حكومية واردة!

لكن الاهم من كل ذلك هو الأداء الممنهج الذي أظهر ان سرعة استجابة الحريري لدعوة عون هي بحد ذاتها انتقال من السلبية المطلقة الى الايجابية، الا ان كل التسريبات السياسية تشير الى عكس ذلك، إذ وبحسب مصادر مطلعة فإن الرئيس ميشال عون مرّر في خطابه رسالة ايجابية تكمن في دعوة الحريري للقائه، غير انه في الواقع أرخى مسؤولية عرقلة التشكيل أمام الرأي العام عن كتف رئاسة الجمهورية ونقلها الى ملعب رئاسة الحكومة.

مما لا شك فيه أن عون كان يتوقع ربما أن يقوم الحريري بردّ فعل انفعالي على خطابه العالي النبرة والذي دعاه فيه الى إفساح المجال أمام غيره للتشكيل إن كان عاجزاً عن ذلك ساعياً الى توريطه في مسألة التعطيل من خلال اظهاره غير متجاوبٍ مع مبادرة رئيس الجمهورية ومع سعيه الحثيث للوصول الى التأليف، الا ان الحريري أحبط توقعات عون وفريقه وسلك خطّة مغايرة!

استطاع الحريري امتصاص خطاب عون القصير ورغم انه لم يتأخر عن رد مماثل الا انه في المقابل سار بخطوة عملية نحو قصر “بعبدا” وأوحى امام الرأي العام أنه مستعد لتلبية دعوة الرئيس من اجل المصلحة الوطنية. لكن العقدة لا تزال في بعبدا، اذ ان كل الاوساط أكدت أن لا تقدّم على خط تشكيل الحكومة بعد لقاء الرئيسين وان العقبات ما لبثت على حالها من دون أي تعديل ولو بسيط في مسار التأليف.

وتعتقد المصادر ان الايجابية كانت مفتعلة وتهدف بشكل او بآخر للايحاء بأن جزءا من الحل الاقتصادي والنقدي في لبنان هو سياسي، اي ان أي تطور سياسي طارىء تواكبه ايجابية ما سيكون كفيلا بتهدئة الشارع اللبناني وكبح الجنون الحاصل في سعر صرف الليرة.

من هنا، لا بد من القول بأن الجولة السياسية والاعلامية الاخيرة بين عون والحريري مكّنت الرئيس المكلف من الالتفاف عليها والتقدم بالنقاط للانتصار على عون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button