الأم المثالية خلف القضبان

النشرة الدولية –

د. مشيرة العوضى

ما أكرمهن إلا كريم، وما أهانهم إلا لئيم، تذكرت وصاية رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه، بالمرأة، في يومها العالمي، لتتوالي الإحتفالات في هذا الشهر مناسبتي، اليوم العالمي للمرأة، وعيد الأم، لنحتفل بمن حالفها الحظ، أو ظروف خاصة أهلت لها ان تكون أم صالحة، أو مثالية، ولكنني في معرض حديثي عن المرأة، اصطدمت، بالمرأة التي لم يحالفها الحظ او الظروف، في الحصول على لقب الأم المثالية، رغماً عن جداره استحقاقها، فمن اقصدها، وقد تعثرت في الطريق، من ثقل الحمل، والمسؤولية، وعناء المشوار، وهم الأولى، وهم في الأصل أمهات مثاليات… إنهن الغارمات يا سادة.

فمحور حديثي اليوم، عن الغارمات، الائي يستحقن  عن كل جدارة لقب الأمهات الَمثاليات، فإذا ما نظرنا إلى تلك السيدات بنظره عقلانية، وكم التضحية التي دفعت ثمنها من حريتها ومستقبلها وسمعتها من أجل اسرتها وأبناؤها، فالتصور في قناعة من ضحت لتقم بكتابة الأوراق او الإيصالات – صكوك سجنها – لتكون ضامنه لزوجها في الحصول على قرض، أو على سيارة، للمساعدة في توفير دخل، يقتاتون منه قوت يومهم، وأخرى وقد قامت بالتوقيع، لتوفير احتياجات، وتجهيز ابنتها، المقبلة على الزواج،بما تحتاجه من أعيان جهاز وإعدادها كزوجه للمستقبل،، وأخريات، وقد استدن من البعض او الأهل لبعض المبالغ لكي تحصل على فرصه سفر أو عمل لأحد أبناؤنا للعمل بالخارج.واخريات، واخريات، تعجز الأمثلة عن حصرهم،لتفاجأ بعجزها عن السداد ومواجهه مصيرها المحتوم، وبالنظر لتلك السيدات جميعهم بعين الشفقه والرحمة، وكم التضحية النفيسه التي لا تعدلها تضحيه، فهي تضحيه بالحريه، لتلقي خلف قضبان السجون،وأهوالها وتضحيه بالمستقبل، الذي يقتل خلف ذات القضبان، والسمعه، والتي تعتبر وصمه عار في حياتها، حتى الموت، فمن منا لديه القدره على تقديم تلك التضحيه لأبناؤه؟؟؟؟

إنهم القليل، بل الندرة الائي قررن التضحية بأنفسهم من أجل أبناءهم، وأسرهم.. أنهن الغارمات.

فوالله لو بيدي الأمر لأعطيت، كل الغارمات، لقب الأم المثالية، بل وأجد المناسبه في مناشده كل المسؤولين،   بالأفراج عن جميع الغارمات ليليق الإحتفال بهم في هذه المناسبه، واحتفالا بعيد الأم ، فهن يستحقن منا كل الإجلال، والتقدير… بعظم تضحياتهن.

وإذ أجد في معرض حديثي، حل، يجب أن تتجه له الدولة، لإيقاف ذلك النزيف للمرأة العربيه ، والغارمات منهن، وذلك بما علمته من أسباب أدت بهم إلى السجن، لينحصر الأمر في سبب واحد، وهو توقيع تلك الغارمات على أصول مستندات الدين -إيصالات الأمانة- بدون تضمينها للمبالغ المستحقه فعلاً، ليتم التوقيع، لصالح التاجر على إيصالات خالية من ثمه بيانات، أو بما يعرف قانوناً -على بياض- ليقوم الأخير بملئها بمبالغ غير حقيقية، وغير مستحقه نهائياً، هادفا الحصول على أقصى عقوبة، ضد الغارمة، ووصولا لمساومتها، في رد الدين مضاعفا، وسواء لتأخرها في السداد، أو لضعف في نفس، أو لتحقيق مكسبا من الحرام.

وإذ أجد ضرورة تدخل الدولة، بحل قانوني ينهي تلك المأساة، والمتمثل في تخصيص دفاتر رسمية،  الرسمية بالدولة -وأسوه بدفاتر التصديق على العقود والتوقيعات- يتم فيها إثبات إيصال الأمانة، أو سند الدين أو المديونية المستحقه فيما بين الطرفين، ومن ثمه المحافظة على حقهما معا، بوضع المبلغ الحقيقي، بلا مبالغة، قليلة كانت أم كثيرة، وينهي من جهه ثانيه، على إطالة إجراءات التقاضي، بسوء إستخدام الحق في الطعن بالتزوير، الغير جدي، ومن جهه ثالثة، منع التلاعب، في الإقرارات الضريبية المقدمه من التجار، والمحافظة على المال العام، وحق الدولة، من تلاعب فئه، قد تقل أو تكثر.

وفي النهاية أتوجه بالتهنئة، في عيد الأم، لكل الأمهات فى العالم  العربى  .التى ضحت من أجل أبنائها وأسرتها، بكل نفيس وغالي، وأتوجه بمذيد من التحية والتقدير، لكل الغارمات مثمنه عظيم تضحياتهن، متمنية في عامنا القادم، بإذن الله تعالى، بإجاد حل نهائي-بمقترحي هذا – للمرأة العربيه ، لكي لا تقع ضحية في مثل تلك الأخطاء، أو الغلطات، لا سيما، وأن هناك سبب آخر، متمثل في جهل المرأة بالقانون، وبما يهدر حقها، ويوجب على الدولة التدخل لحمايتها.

مدير عام جريده اخبار الساعة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى