الكيان الصهيوني خارج منظومة العالم وواشنطن تحميه* صالح الراشد!
النشرة الدولية –
يعمل رئيس الولايات المتحدة الأمريكية جوزيف بايدن جاهداً لإغلاق الملفات العديدة والمثيرة للجدل التي صنعها الرئيس الأسبق دونالد ترامب، حيث أدخل ترامب واشنطن في مواجهات خاصة مع عديد الدول كونه اعتبر بأن الولايات المتحدة سيدة العالم ويجب أن تُسيطر على القرار الكوني، فاصطنع مشاكل ضخمة مع الصين واتهمها بمحاربة بلادة إقتصاديا وصناعة كورونا، فيما إخترع مواجهة مع روسيا واتهمها بالتلاعب في الإنتخابات واختراق المواقع الإلكترونية في الولايات المتحدة، ثم انسحب بطريقة أحادية من الإتفاق النووي مع إيران، وهذه قضايا كبرى صدمت الإدارة الجديدة التي تعلم بها منذ البداية، لكنها لا تملك الحلول التي تحافظ على هيبة الدولة الأعظم ولا تلك التي تجعل الدول ترضخ لإرهاب الدولة الأمريكية.
صداع لواشنطن
ويبدو أن الملف الإيراني يشكل الصداع الأبرز لواشنطن وبالذات بعد الهزيمة في محكمة العدل العليا التي تشكل مرجعية الأمم المتحدة قبل شهر، والتي قررت ان من إختصاصها النظر في قضية رفع العقوبات عن إيران، لتكون العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة خاصة بها وليس إجبارية لبقية دول العالم، وهنا فقد عادت الروح للدولة الإيرانية كونها وضعت واشنطن خلفها بخطوات واسعة حيث تحررت من الإتفاقية السابقة وشروطها المهينة، مما جعل الرئيس بايدن يقرر العودة للمحادثات عبر مجموعة “5+1″، وهذه المجموعة لديها علاقات إقتصادية مع إيران لا تريد أن تفقدها أو يتم تجيرها في مرحلة لاحقة للولايات المتحدة.
لغة التهديد لا تجدي
واشنطن أصبحت حائرة كون العديد من دول العالم تقف مع طهران وبالذات من دول “5+1” مما يعني أنها قد تجد نفسها معزولة عن الملف الإيراني، وهذا ما حصل في عهد ترامب ولا يريد بايدن أن يتكرر المشهد ويكون بعيداً عن مركز الأحداث، لذا فإن لغة التهديد الأمريكية بأن الورقة على الطاولة لتوقيعها لن ترعب طهران، ولكنها قد تغريها كونها ستعود بالجميع إلى نقطة البداية ورفع العقوبات أولها والسماح لها بالحصول على المال الإيراني في دول العالم، والتباحث حول العديد من القضايا التي تعتقد واشنطن أنها تهدد حقول النفط والكيان الصهيوني، لكن المشكلة بين البلدين أن الولايات المتحدة لا تحظى بثقة طهران والأمر ذاته في واشنطن، مما يعني أن الجمود سيستمر ويبقى الحال على ما هو عليه لحين تخرج دول ال “5+1” عن سلبيتها وتضع الحلول دون الرجوع للولايات المتحدة.
الكيان أولاً لحماية المصالح
وتعلل الولايات المتحدة فرض قيود وعقوبات على إيران في الملف النووي كونها دولة دكتاتورية غير مأمونة الجانب وعنصرية، وهذه الصفات هي ذاتها التي يطلقها العالم الحر على الكيان الصهيوني الذي يمتلك سلاح نووي ومفاعل ديمونة، ورغم ذلك لم يتم الطلب منه إنهاء المفاعل أو إخضاعة للتفتيش الدولي، وهذا يُشير إلى أن الولايات المتحدة تريد للكيان الصهيوني أن يبقي سيد المنطقة والسيف المُسلط على رقاب الشعوب، لذا فهي ترفض حتى أن تقوم الدول بشراء اسلحة متطورة من دول غيرها، لأن طريقة عمل أسلحتها والرموز السرية لها موجوده في تل الربيع المحتلة، وبالتالي يبقى التفوق صهيوني على المنطقة ليكون حارس المال الأمريكي في الشرق الأوسط فيما الضغط يستمر على البقية الأخيرة من دول المنطقة.
- “5+ 1” : الدول دائمة العضوية في الأمم المتحدة وهي الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، الصين، ورسيا ويضاف إليها ألمانيا.