لو كنت (5)* رانية مرعي
النشرة الدولية –
لو كنت عطرًا ..
لأخمدتُ رائحة الأحلامِ المحترقة على أعتاب العمر، أرشُّ رذاذ الأمنيات ليتنفّسَ القلبُ هواء الأمل ..
لتركتُ في دروب الشوق ذكريات أوّل عناق، ترسمُ على الشفاه المتحجّرة ابتسامةً لم تنهكها المسافات ..
لحضنتُ الرّبيع كلّما بهتت اللهفةُ، أتمرّغُ بنداه وأحملُ رحيقه هديّةً لكل حبّ شابت أيامه في محطات الانتظار ..
لحرّرتُ الوعودَ السبيّة من سراديب المنافي، أطلقها من عتمتها لتتنشّق بملء حرّيتها عبقَ الأحبة ..
لدلّلت كلّ الورود، أغازلُ بتلاتها الخجلى وأمسّدُ على رأس كلّ من نسيها ساقٍ لا يتقنُ لغة الوفاء ..
لقطعتُ دروبَ الراحلين، ألملمُ بقايا ظلالهم العالقة في مدى النسيان ، أعيدهم من سفرٍ ضال يتقنُ جحودَ الاغتراب ..
لتبرّأتُ من زيفِ العَبراتِ التي يذرفُها المتلوّنون ، أبطلُ سحرَ نظراتهم الكافرة التي تندرُ عفّةً مصطنعةً تفوحُ منها سموم الخيانة ..
لو كنتُ عطرًا، لسجدتُ لإله الياسمين ، أتركُ في محرابه حفنةً من روحي لتذكرني كلُ الصلوات ..