هاتفٌ من السّماء رنّ: كأنّه الرعد في أيلول* آمال موسى

النشرة الدولية –

هاتفٌ من السّماء رنّ:

كأنّه الرعد في أيلول…

ولم يحصل أن هاتفتني السّماء قبل الآن.

رفعتُ سماعة الهاتف من السّماء:

رأيتُ قلبا يركض نحوي

زوبعةٌ من عشق مجنون

بوحٌ كثيفٌ غزيرٌ كالصبابة

هائلٌ كالحبّ.

قلبٌ

دعاني إلى الرجوع من هناك

ونفض التراب

وهدم جدران العزلة

وإعلان الحياة

دعاني إلى فتح النافذةِ بعينها

النافذةِ التي تطلُ على الشجرة التي كان يتفيّأُ بظلها

يُرتل ما تيسر من الحبّ.

وفجأة،

تكلّم:

“دونك أموت

أتيت دنياكِ

لأمنعَ الملل عن قدميك

واقتلعَ من حدائقك القلقَ والشجنْ”

قال:

“أنت الشمس والهواء

إني أتنفسكُ

أوّلَ النّساء وكل النّساء أنتِ

دونك يقاتلُ بعضي أبعاضي”

قال:

“أنت دمي

ومائي لك

فكوني لي حتى الخيال

ليبدأ عمري من الخمسين نبيا تدرب عقدا ونيفا على النبوة”

اختلطت عليّ الأشياء

ضاع مني المكان

ونسيت كيف أميزُ خيوط الفجر عن أشعة قوس المطر

حتى المواسمُ أضحت من بلاغة الحدث واحدةً.

( آمال موسى،  كتاب شعريّ تحت الطبع)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى