الفنانة التشكيلية فاطمة مراد: الكويت تفتقر للنقاد التشكيليين… ثقافة الاقتناء مقتصرة على نخبة من الناس

النشرة الدولية –

تنقلت الفنانة التشكيلية فاطمة مراد بين البلدان وصقلت خبرتها التشكيلية بمجهودها الشخصي ومن واقع تعرفها على فنون الدول الأخرى، مثلما تنقلت فرشاتها بين الألوان حتى تخرج لنا لوحات جميلة فيها إبداع متجدد، وهذا التعب والتميز لم يأتيا من فراغ فقد كان لهما قصة لها بصمات واضحة من حياتها الشخصية، وهو ما توج بحصولها على جائزتي معرض الربيع التشكيلي عام 2019، ومجموعة الفنان القدير سامي محمد.

كشفت الفنانة التشكيلية فاطمة مراد أن لها قصة مع الفن التشكيلي رغم أنها لم تدرس الفنون الجميلة، فقد درست الآداب وأقامت في باريس فترة طويلة، وعند إقامتها تذوقت الفن وأحبته كثيرا، موضحة أنها تنقلت في عدة دول منها القاهرة، وإسبانيا، وتركيا، وفنزويلا، والهند، ونيويورك وغيرها.

وذكرت مراد، لـ “الجريدة”، أن لديها شغفا كبيرا بزيارة المتاحف والاطلاع على فنون وآثار الدول الأخرى، وهو ما ساهم بدوره في إثراء حصيلتها من الفنون، مضيفة: “أنا أحب الفن بكل صوره، سواء أكان فنا تشكيليا، أو من فنون العمارة، أو الموسيقي، أو المسرح”.

وتابعت: “الحياة في باريس كان لها أثر واضح، فقد أقمت فيها عشر سنوات، والمعروف عنها أنها كانت عامرة بالمتاحف بشتى أنواعها، وكنت من رواد المتاحف وأتردد عليها بصورة مستمرة، وأتابع أنشطتها الفنية والثقافية، ولم أفكر بالرسم إطلاقا إلا بعد سنوات طويلة وفي يوم ما في منتصف التسعينيات رسمت بالقلم الرصاص، ووجدت نفسي أنجذب إلى ذلك العالم، ثم بدأت الانضمام إلى معاهد أتدرب على فيها أساسيات الرسم في كل دولة انتقل إليها، إضافة إلى أني أزور المعارض والجاليرهات لأرى الأساليب الفنية التي يتبعها كل فنان”.

اهتمام يومي

وأشارت مراد إلى أنها أحبت الفن التشكيلي ولكن في عام 2010 أصبحت تشتغل بشكل يومي بلا كلل أو ملل، وصبت اهتمامها بهذا المجال، وانضمت إلى المرسم الحر وتعرفت حينها إلى فنانين كبار كان لهم دور كبير في تحفيزها ودعمها، موضحة أنها انضمت كذلك إلى “المعهد الأهلي للفنون التشكيلية” في منطقة الجابرية.

وأكدت أنها بذلت مجهودا ذاتيا في تثقيف نفسها فنيا إلى أن وجدت أنها جاهزة ومستعدة فقامت بالاشتراك في المعارض حتى تحقق شيئا وبصمة، مبينة أنها كانت عضوة في مجموعة الفنان القدير سامي محمد واشتركت معهم في عدة معارض منها معارض مهرجان القرين، ومعارض جمعية الفنون التشكيلية، ومعارض المعهد الأهلي، ومعارض المرسم الحر “الليوان”، ومعارض الفنان القدير سامي محمد.

وذكرت أنها انضمت أخيرا إلى مجموعة “أثر”، التي نظمت معرضها الأول منذ سنتين، مضيفة: “أصبح الفن التشكيلي أساسا في حياتي اليومية كعمل، وهو في الأصل تراكم في الخبرات، ومع التجربة يتملك الفنان مهارات تمكنه من عمل فني، يطرح فيه قضية أو فكرة تشغل باله”.

وعن أهمية النقد في الفن التشكيلي، قالت مراد: “لا شك أن للنقد دورا مهما في المشهد التشكيلي، وفي تطوير الفنان، لكن مع الأسف في الكويت نحن نفتقر لوجود نقاد حقيقيين، والنقاد غائبون عن المشهد وإن وجدوا فهم قلة. والناقد يجب أن يكون منهجياً وموضوعياً ونقده بناء، وأن يكون على دراية تامة بأساسيات الفن التشكيلي وقواعده، كما يجب ألا يخرج النقد من انطباعات شخصية أو استحسان فقط”.

وتطرقت إلى أبرز الصعاب التي يواجهها الفنان التشكيلي وهي تسويق أعماله، لافتة إلى أن ذلك يعود إلى عدة أسباب منها غياب الثقافة التشكيلية بصفه عامة، بالإضافة إلى أن ثقافة الاقتناء في الكويت مقتصرة على نخبة من الناس أو المهتمين بالفن، فضلاً عن غياب السياسة الواضحة من الجهات الرسمية لتشجيع الفن وتفعليه بصورة أفضل كإبرازه في مختلف مؤسسات الدولة.

وأضافت: “من المؤسف أحيانا أن نرى فنانا قد بذل مجهودا في عمله الفني، ونظم معرضا ويكون عدد اعماله المقتناة محدوداً جدا، وأحيانا لا شيء، ولا أريد أن أعمم الصورة أن الفنان يرسم بغرض البيع ولكن الفنان الذي يحب الفن للفن لا ينظر للجانب هذا، ولكن من الجيد أن يجد أعماله تقتنى من الدولة بأن توضع في المؤسسات الرسمية لها أو المتاحف والأماكن العامة، وتلك العوامل تساهم في تشجيع الفنان للمضي بطريقه والاستمرار في انتاجه وأن يسعى لتطوير نفسه. وأنا على الجانب الشخصي عندما أرسم لا أفكر فيمن سيقتني عملي الفني، كل الذي يهمني هو اكتشاف عوالم جديدة في الفن التشكيلي”.

وعن مقولة بيكاسو “الرسم طريقة اخرى لكتابة المذكرات” قالت مراد: “أنا أؤيد هذه المقولة، فأنا أعتبر أن الفن التشكيلي هو نوع من أنواع البوح والتنفيس والاستشفاء ويشابه في ذلك الكتابة وغيره من الفنون الأخرى، فالإنسان كتلة من المشاعر تحركه الذكريات والأماكن التي يزورها، والقضايا التي تشغله ويحاول أن يجد لها حلولا، لذلك نراها تنعكس في أعمال الفنان، فضلاً عن أن الفنان إنسان حساس ويرتبط بالمكان والزمان، ويضع الأفكار التي يريد أن يرسمها في صور ذهنية ومن ثم يقوم بتطبيقها على أرض الواقع، مثلما يفرغ الكاتب النص”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى