وزارة التربية.. «جاهزين»؟!* د. فاطمة العازمي

النشرة الدولية –

اضطر أكثر من مليار طالب حول العالم للانقطاع عن الذهاب إلى المدارس والجامعات جراء جائحة فيروس كورونا المستجد، ما دفع الهيئات التدريسية والأكاديمية إلى استخدام أنماط أخرى من التعليم، كالتعليم الإلكتروني، والتعليم عن بُعد.

وكغيرها من دول العالم، اتجهت الكويت إلى هذا النوع من التعليم مجبرة، رغم بعض العثرات التي تمكنت الوزارة من تجاوز العديد منها مع الوقت.

والآن وبعد توافر اللقاحات حول العالم، بدأت الحكومات بالتجهيز للعودة لمقاعد الدراسة، وبدورها حددت وزارة التربية الكويتية العودة إلى المدارس خلال سبتمبر القادم من هذا العالم.

ولا شك أن هذه الجائحة أثرت على الطلبة وسلوكهم فأصبح الكثير منهم يعاني من العزلة والانطواء والضجر والملل وقلة التفاعل، ما قد يؤدي لإصابة البعض بالاكتئاب وتأثر سلوكهم الاجتماعي، فمنهم من فقد أحبابه وأهله متأثرين بإصابتهم بالفيروس، وبالتالي يحتاج هؤلاء الطلبة باختلاف أعمارهم إلى تخطي الآثار النفسية الناتجة عن ذلك، والعودة الطبيعية لمقاعد الدراسة تدريجيا دون خوف أو قلق.

فماذا أعدت وزارة التربية لتأهيلهم؟ وهل وضعت خطة التأهيل تلك من ضمن خطة العودة للمدارس؟ إن إعداد الطلبة وإعادة تأهيلهم بعد أن انقطعوا عن الدراسة قرابة السنتين، يحتاج إلى عدد من الاختصاصيين الاجتماعيين والنفسيين، مزودين بالتدريب اللازم للتعامل مع الطلبة، فهل تمتلك الوزارة الأعداد الكافية لهذه المهمة؟ كما يحتاج أبناؤنا الطلبة لبرامج تأهيل بدءا من الآن على شكل حصص أسبوعية تشكل دعما نفسيا واجتماعيا لهم للمساهمة في تأهيلهم للعودة إلى المدارس تأهيلا سليما.

ويمكن لوزارة التربية الاستعانة بالمتقاعدين من ذوي الخبرة والكفاءة في هذا المجال وتدريبهم إن لزم الأمر.

وفيما يتعلق بصيانة المدارس وكافة مرافقها.. هل بدأت الوزارة بعمليات الصيانة المطلوبة؟ نتمنى ذلك حتى لا تتكرر مأساة «التكييف» وغيرها والتي حدثت في السابق وكلفت الوزارة قياديين ومسؤولين راحوا ضحية إهمال متابعة أعمال الصيانة.

كما أن وجود لوحات إرشادية وتوعوية في كل مكان يتواجد فيه الطلبة أمر ضروري جدا مع مراعاة توزيع المقاعد بشكل سليم بما يتناسب مع التباعد الجسدي، إضافة إلى توفير المعقمات بكل مكان والحرص على توافر الكمامات.

وبالطبع يجب تدريب الكادر التعليمي والإداري على كيفية التعامل مع حالات الاشتباه والإصابة بالفيروس.

لسنا بحاجة لتصريحات في الصحف اليومية والمواقع الإلكترونية من بعض قياديي الوزارة، أو زيارة لمدرسة نموذجية تم إعدادها مسبقا لهذا الغرض! نحن بحاجة لمتابعة جادة ومستمرة وفرق عمل في جميع المناطق التعليمية تعمل بشكل متواصل وعلى قدر عال من الكفاءة والمسؤولية، ولابد ألا ننسى أيضا تجهيز المدارس التي تم استخدامها كمراكز للإيواء والتي تعاني من نواقص كثيرة.

التنسيق المستمر والمتواصل مع الجهات الصحية والجهات الفاعلة الأخرى والاستماع لصوت المعنيين بالتعليم أمر في غاية الأهمية.

***

معالي الأخ وزير التربية، نعلم أن الوقت قصير جدا والمسؤوليات جسام، لكن الوزارة بحاجة لقيادات على قدر عال من الكفاءة والمسؤولية، ولن يتم ذلك إلا بنفضة شاملة لكل قطاعات الوزارة وقياداتها.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى