تشاد تحت المجهر .. من قتل الرئيس؟* صالح الراشد
النشرة الدولية –
قُتل الرئيس التشادي إدريس ديبى في منطقة حدودية بنيران مجهولة للآن وهو يتفقد المعارك الدائرة مع المعارضة التشادية، وقد تكون هذه المعلومات متوفرة ومعلومة المصدر والمُنفذ لكبار قادة الجيش، الرافضين لولايه سادسة لإدريس الذي قاد البلاد لحوالي ثلاثين عاماً، لتشير أصابع الإتهام للعديد من القيادات ومنهم إبنه محمد الذي تولى الحكم كونه قائد للمجلس العسكري، وقام بحل البرلمان والحكومة ليصبح الحكم بيد إبن الرئيس، رغم أن الدستور واضح في خلافة الرئيس حيث تؤول السلطة لرئيس البرلمان.
وهنا يبرز سؤال لا يمكن تجاهله، فهل قام كبار القادة بقتل الرئيس وتعين إبنه مكانه لضمان تقبل الأمر؟، أو أن الإبن له دور في اغتيال والده وهذا أمر ليس بغريب في عالم السياسة حيث أزاح العديد من الأبناء آبائهم عن السلطة؟، وربما جا ذلك بسبب رفض التشاديون ولاية إدريس الجديدة، حيث أعلنت منظمات المجتمع المدني رفضها القطعي لبقاء الرئيس في منصبه.
ولا تبدوا اليد الفرنسية بريئة من دماء الرئيس كونها صاحبة السطوة على العديد من الدول الإفريقية ومنها تشاد، وبالتالي لن يمر الأمر دون معرفة الاستخبارات الفرنسية التي تعرف أدق التفاصيل عن الوضع السياسي والعسكري في تشاد، لذا فإن الرئيس القادم سيأتي عبر بوابة باريس التي كانت تدرك ان تشاد بلا نائب للرئيس وان تعين النائب سيكون بعد إجراء الإنتخابات القادمة، وبالتالي فإن الخلاص من الرئيس ووريثه المتوقع وهو ليس إبنه كما يتردد في إنجامينا سيكون مثيراً للشبهة، فيما تُعد باريس ابن الرئيس محمد وهو ليس الابن الاكبر ليرث والده، لذا فقد تم تجاوز الدستور بسهولة وقوة لأن فرنسا تدعم الرئيس المؤقت كونه داعم للقوات الفرنسية ولمصالح باريس وقام بزيادة أعداد القوات في مثلث الحرب في بوركينافاسو ومالي والنيجر، مما جعله الخيار الفرنسي الأول كونه قائد القوات الخاصة.
الغريب ان السفارة الأمريكية حذرت مواطنيها في العاصمة وغيرها من المدن من الحركة وغادر عدد من العاملين في السفارة البلاد، وهذا يعني أنه قد يكون لديها معلومات مسبقة عن عملية الإغتيال أو بسبب الحرب القائمة في الشمال، وكون تشاد تقع بين دول غالبيتها تمر بظروف أمنية صعبة، وهنا نستشعر بأن الإسخبارات الغربية أقوى من جميع استخبارات الدول داخل أراضيها لتصبح هذه الأجهزة المرجعية للدول في التعاطي مع أمورها الداخلية.
تشاد تعود للصورة بقوة بعد أن فرض المجلس سيطرته على البلاد وقللت من حركة المواطنين واغلاق جميع المنافذ البرية والخارجية، ويتوقع ان تشدد من حراسة حدودها حيث تقاتل قواتها التي منظمة بوكوحرام في نيجيريا، كما يتوقع تهدئة الوضع على الحدود السودانية، وعى المجلس العسكري جميع التشاديين في الداخل والخارج للحوار رغم معرفة المجلس صعوبة هذا الامر في ظل وجود معارضة مسلحة قوية، وكانت تشاد قد أعادت علاقتها من الكيان الصهيوني قبل عامين وهي علاقة حرمتها المعارضة ورفضها الشارع التشادي، وهنا سنبقى ننتظر ظهور حقيقة الإغتيال أو تختفي الحقيقة بفضل فرنسا والولايات المتحدة .