النشرة الدولية –
النهار العربي – راشد العساف –
منذ بداية أزمة فيروس كورونا المستجد في الأردن ظهرت على السطح أزمة تضارب في التصريحات الإعلامية بين أعضاء اللجنة الوطنية للأوبئة وبين وزير الصحة منذ آذار (مارس) 2020.
يرى فريق من المحركين على منصات التواصل الاجتماعي أن عدداً من اعضاء اللجنة يتسابقون على الظهور الإعلامي في وسائل الإعلام، من خلال تخصيص مساحات واسعة لتقديم المعلومات الطبية عن الفيروس، او حتى تسريب العديد من التوصيات التي تخرج من اللجنة الى الحكومة، في حين يرى فريق آخر من المحركين أن الحكومة تسعى الى إحكام سلطتها على اللجنة والتضييق على تصريحاتها، في حال عدم الأخذ في الاعتبار بتوصياتها.
آخر الخلافات بين أعضاء اللجنة والوزير الجديد الدكتور فراس الهواري حول دراسة متعلقة بحظر التجوال يوم الجمعة، أسفرت عن استقالة رئيس لجنة تقييم الوضع الوبائي في وزارة الصحة الدكتور سعد الخرابشة، الذي طلب منه الوزير السابق نذير عبيدات قبل نحو شهر ونصف الشهر التخفيف من الظهور الإعلامي وتجنب انتقاد إجراءات الحكومة وبناء على توجيه من رئيس الوزراء.
ويضيف الخرابشة، بحسب نص كتاب الاستقالة، أنه رد على الوزير السابق قائلاً: “عندما أتحدث عبر وسائل الإعلام أعي ما أقول وأتكلم بأمور علمية تصب في مصلحة الوطن وإيضاح الحقائق العلمية للمواطنين وتقييمي للوضع الوبائي كما أراه ولم أقصد أبداً إحراج الوزارة أو الحكومة”.
الخرابشة كشف عن لقاء عقد بين اللجنة ووزير الصحة الهواري بشكل طارئ، ليبلغ فيه الوزير أعضاء اللجنة أن يخففوا الظهور الإعلامي وإعطاء تعليمات ما هو ممنوع وما هو مسموح بالتصريح به، ما أثار حفيظته وزملائه.
وكشف الخرابشة عن دراسة علمية أثارت الرأي العام الأردني حول أثر حظر يوم الجمعة على سير الوباء في الأردن، وتبيّن بحسب قوله أن لا أثر إيجابياً لذلك الحظر، بل وكان عدم الحظر أقل خطورة من الحظر.
الدراسة ارسلت للوزير منذ اسبوعين قبل رمضان بيوم، على أن تناقش مع الوزير الذي أبدى موافقته على اللقاء الذي لم يتم تحديده الى الآن، ويقول الخرابشة: “يبدو أن هذه الدراسة لم ترقَ لمعاليه أو لجهات أخرى كون نتائجها تتعارض مع بعض قرارات الحكومة”.
تأكيد آخر على صحة الدراسة، جاء عبر تصريح من عضو اللجنة الوطنية للأوبئة نجوى خوري بأن الدراسات التي يقوم بها الخرابشة عن الوضع الوبائي في الأردن دقيقة، وتؤكد أن أضرار الحظر الشامل حالياً أكثر من نفعه.
خوري شنت هجمة قاسية على قرارات الحكومة ووزير الصحة، إذ أشارت الى أن القرار في ما يتعلق بإجراءات كورونا بيد الحكومة وأن دور لجنة الأوبئة استشاري، وقالت: “لا أفضل أن يتابع المواطنون أرقام الاصابات حتى لا يطمئنوا، ويتراجع التزامهم”.
وشددت خوري في الوقت ذاته على أن انخفاض الإصابات لا يعني أن الفيروس انتهى داعية الى الاستمرار في التزام المواطنيين الإجراءات الوقائية.
وزير الصحة فراس الهواري علق على دراسة حظر الجمعة قائلاً: “لو كان يزيد الإصابات لما انخفض المنحنى الوبائي في الأردن”.
الهواري كشف عن إعادة تشكيل اللجنة الوطنية للأوبئة وتخفيض عدد أعضائها من 28 إلى 15 عضواً، مشيراً الى توجيه وزارة الصحة كتب شكر لجميع الأعضاء الذين غادروا اللجنة مؤكداً عدم وجود خلاف، إنما جاء القرار حتى تكون اللجنة أرشق وأقدر على القيام بعملها.
