لو كنت ( ٨) لو كنتُ بسمةً* رانية مرعي
النشرة الدولية –
لتدلّلتُ على وجوهِ العاشقين، أبوحُ باعترافات نبضٍ يتراقصُ فرحًا على وجناتٍ استوطنها الربيع.
لمسحتُ جروحَ الخذلان وبقايا النّدم من الشفاه الدامعة، أرمي للنسيان حزنًا جاحدًا لا يعرف الرحمة.
لوُلدتُ مع الأطفال، أتغلغلُ في أحلامهم وأوقظُ جفونهم البريئة على ترنيمة طيرٍ لم يُذبح ليناموا.
لجمعتُ من كلّ عيد باقة أمنيات، أزرعُها في دروب التائهين كي يسترجعوا ذاكرتهم المعتقلة في الغياب.
لرقصتُ في عرس الحقيقة، أرافقُ الصّدى في رحلة البشارة كي تُدفنَ الأساطيرُ البلهاء في عالم الخرافة.
لواجهتُ اللؤمَ القاطن في عقدة الحاجبين، أفتّتُ صخرَ النظرات القاسية التي تغتالُ اللهفةَ المشاغبة.
لسهرتُ مع كلّ الذكريات الحانية ، أقطفُ اللحظات الورديّة ، أشمُّ عبيرها المخضّب برائحة الأحبّة.
لو كنتُ بسمةً .. لأقسمتُ على الحياة أن تتنكّرَ لكلِّ الخائنين، ترميهم بقبحهم ، وتحضن مرآتها بكل ما أوتيت من كبرياء.