إلى مجلس الوزراء الموقر
بقلم: د. فاطمة العازمي

النشرة الدولية –

قرر مجلس الوزراء قبل إجازة عيد الفطر تحديد نسبة العاملين في القطاعين الحكومي والخاص بما لا يتجاوز 60% في مرحلة مهمة من مراحل العودة التدريجية للحياة الطبيعية، وهذا بلا شك يعطينا الكثير من الأمل المشوب بالحذر الشديد بقرب القضاء على هذا الفيروس اللعين والعودة للحياة الطبيعية تدريجيا.

وعلى الرغم مما يحققه هذا القرار من تفاؤل، إلا أنه يدعونا للتساؤل: هل الجهات الحكومية الخاصة على أتم جاهزيتها لاستقبال أكثر من نصف عامليها الآن؟ هل أكملت كل استعداداتها لذلك من تنظيف وتعقيم المباني والممرات وكافة المرافق؟ والأهم.. هل مرافق التعليم بمختلف مراحله قد أتمت جهوزيتها لهذه العودة بهذه النسبة بجميع مراحلها بما فيها التعليم العالي في الجامعة والتعليم التطبيقي والتدريب وجميع كلياته ومعاهده وإداراته العديدة بما تشتمل عليه من مرافق عدة؟

هناك تساؤلات عديدة تتبادر دوما لأذهان الكثيرين، ويبحثون عن إجابات وإيضاحات وافية لها وجميعها متعلقة بعودة الحياة لطبيعتها ! لنستعرض أهم هذه التساؤلات:

٭ إننا ندرك جميعا أن التطعيم هو الحل الآمن للعودة للحياة الطبيعية والسيطرة على هذا الوباء، لكن وعلى الرغم من أننا شارفنا على تطعيم المليونين حسب الأرقام الرسمية، إلا أن البعض ما زال بانتظار جرعته الثانية من لقاح (أكسفورد/ استرازانيكا) بعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر على تلقيهم الجرعة الأولى! وهذا قد يؤدي إلى ضعف المناعة تدريجيا حسب ما أظهرته بعض الدراسات في هذا المجال، كما قد يؤدي ذلك إلى ظهور سلالات جديدة متحورة أشد خطورة، حسب ما أوردته الدراسات، فهل لدى وزارة الصحة خطة بديلة في حال تأخر اللقاح أكثر من المدة المقررة؟

٭ بعض الشركات كشركة (فايزر/ بويتنك) و(موديرنا) بدأت بدراسة إعطاء جرعة ثالثة من اللقاح بهدف تعزيز الحماية من المتغيرات المستقبلية للفيروس والسلالات المتحورة الجديدة على أن تعطى هذه الجرعة لمتطوعين تلقوا الجرعتين من اللقاح بعد مضي من ستة إلى اثني عشر شهرا، وبالفعل بدأت هذه الشركات اختباراتها بشأن الجرعة المعززة، والسؤال: فهل لدينا في الكويت دراسة أو خطة لاحتمال استخدام الجرعة الثالثة المعززة إن لزم الأمر؟

٭ ولا شك أن نشر المعلومات الصحيحة والدقيقة وعدم إخفاء الحقائق والاحصائيات وجمع الدراسات والمعلومات بشكل مستمر ومتواصل ونشر التوعية في المجتمع، يحقق مبدأ الشفافية ويشجع ممن لم يتلق التطعيم على المبادرة لأخذه. وهذه المعلومات والاحصائيات كاملة يجب أن توضح بشكل يومي وعن طريق مؤتمر صحافي شامل، وليس بيانا مختصرا، فهل لدى الوزارة خطة بهذا الخصوص؟

٭ لقد بدأ القلق والخوف ينتابان الكثيرين من ظهور المتحورات الجديدة للفيروس، ولعل أشدها فتكا (المتحور الهندي) والذي انتشر بأكثر من أربعين دولة في العالم فهل وصل هذا المتحور للكويت؟ فالمواطنون يريدون تأكيدا رسميا بخلو البلاد من المتحورات بكافة أنواعها، منعا للشائعات وإثارة الأقاويل في وسائل التواصل الاجتماعي والتي لا نعرف مدى صحتها!

هذه بعض التساؤلات التي يتناولها الكثير عبر وسائل التواصل المختلفة وتحتاج لإجابات شافية ووافية

من مسؤولي وقياديي وزارة الصحة.

ختاما…

نناشد سمو رئيس مجلس الوزراء ومعالي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع بصفته رئيسا للجنة الاشتراطات الصحية بمجلس الوزراء توضيح كافة هذه الأمور ومدى جهوزيتنا بالفعل للمرحلة المقبلة. حفظ الله بلادنا الغالية الكويت من كل شر ومكروه، وكفانا الله شر هذا الوباء والإنسانية جمعاء.

و تحية تقدير واحترام لكل الطواقم الطبية والتمريضية والمساندة من كويتيين ومقيمين ممن يقفون في الصفوف الأمامية لمكافحة هذا الوباء.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى