نتنياهو يحلم بالدولة اليهودية ويصحو على كابوس
بقلم: صالح الراشد
النشرة الدولية –
ستنتهي الحرب على غزة كون الدولة الصهيونية لن تقوى على خوض حرب طويلة الأمد في فلسطين كلها من نهر الأردن للبحر المتوسط، وهي حرب قابلة للزيادة بذات الوقت، فالكيان يحارب على جبهات غزة والقدس والداخل الفلسطيني والضفة الغربية واخترقت الحدود صواريخ من سوريا ولبنان، فيما تَعُمُ المظاهرات عديد الدول العربية التي لا زالت شعوبها على قيد الحياة وترتبط بالأقصى، وهذه الحرب والضغط الداخلي وفي الدول الحية ستجعل الكيان يرضخ بل سيجثوا على ركبتيه طالباً وقف الحرب، وسيطلب من دول عربية واوروبية والولايات المتحدة الضغط على جميع هذه الجهات للقبول بوقف الحرب والمواجهات.
وسيعترف الكيان الصهيوني بالهزيمة لغاية في نفسه المريضه وهي التفرد بفلسطيني الداخل بإخراج غزة والضفة والقدس والعواصم الشريفة من معادلة المقاومة، ليقوم الكيان بتصفية حسابات عالقة منذ سنوات طوال مع الفلسطينيين الذي يمنعونهم من إعلان يهودية الدولة، وحجة الكيان الصهيوني في ذلك أن فلسطينيي الداخل وقفوا ضدهم وتعاونوا من منظمات من خارج الدولة لإلحاق الضرر بالكيان، وبالتالي ستسعى حكومة نتنياهو لمحاكمة من شارك من الفلسطينيين في العمليات ضد المستوطنين، لذا أصبح مستقبل الفلسطينيين في خطر داهم وقد يجد الكثير منهم أنفسهم في السجون، مما سيزيد من الضغوطات على الفلسطينيين ليكون التوقيت مناسباً لإعلان يهودية الدولة والقيام بطرد الفلسطينيين صوب دول الجوار أو صوب أراضي السلطة، وهذا يعني إكتمال المخطط الصهيوني لإعلان ميلاد الدولة اليهودية في العالم لتكون بديلاً عن دولتهم الأصلية بيروبيجان.
لكن الكيان الصهيوني يصطدم بموافقة الدول على عملية التهجير الإجباري للفلسطينيين حيث ظهر الرفض المُطلق من الطرف الفلسطيني في الداخل ودول الجوار، لتكون المسيرات صوب الحدود في الأردن وسوريا ولبنان والتي جعلت الكيان يُدرك أن المعادلة قد تكون عكسية، فبدلاً من طرد الفلسطينين سيعود المهجرين منهم لا سيما ان قوات الكيان غير قادرة على مراقبة الحدود الطويلة.
ان نتنياهو يسعى جاهداً للتمسك بالسلطة ولن يسمح لأحد أن يزجه في السجن بسبب فساده الذي أزكم الأنوف اليهودية، وحتى يبقى في منصبه عليه إفتعال مشاكل وقضايا تتناسب مع الفكر اليهودي وتتسبب في خسارة الفلسطينيين حتى تتزايد شعبيته لدى المتطرفين، ويصبح خيارهم الأوحد على أساس أنه صانع الحُلم اليهودي، لذا فإن هذا المتطرف الأحمق سيخوض حروباً في شتى الإتجاهات حتى يقنع اليهود أنه الأفضل، وهذا سيحدث فوضى كبرى في المنطقة وربما حروب مفتوحة مع دول الجوار في حال ترحيل فلسطيني الداخل، وهي حروب لن يستطيع أحد التنبؤ بنهايتها.
الحلم اليهودي في الحرب الدائرة حالياً هو خيار من لا خيار له وهو محاولة إرتداء المهزوم ثوب النصر، ومحاولة من نتنياهو للبقاء على سدة الحكم بطريقة ديكتاتورية حديثه من خلال صناديق الإقتراع التي تكررت مرات عديدة خلال سنوات محدودة، وحصل على منصب رئيس الوزراء الذي حماه لوحده من السجن فيما انتقل تشكيل الحكومة لزعيم المعارضة منا سينهي تاريخ نتنياهو السياسي، لذا سيذهب المحكوم بالسجن لنهاية الطريق في الحرب على امل النجاة وإن فشل وهذا أمر متوقع فعليه البحث عن دولة تأويه والإستفادة من خبراته في قتل أعضاء الحركات الاسلامية، وبالتالي فان المستقبل مخيف ولا يُبشر بخير في ظل وجود متطرف صهيوني يقود الإحتلال الأخير في تاريخ البشرية.