الكويتيون يكسرون حبل الملل بالعودة إلى المقاهي والمطاعم
النشرة الدولية –
يشعر الشاب الكويتي فايز الصالح (24 عاما) بفرحة عارمة بعد أن قررت الحكومة الكويتية السماح للجمهور بالجلوس في المقاهي والمطاعم منذ الأحد، عقب أكثر من شهرين من إغلاقها لمواجهة انتشار وباء فايروس كورونا.
ويعتبر الجلوس في المقهى طقسا يوميا في حياة الصالح، الذي قال لوكالة أنباء الصينية (شينخوا) بينما كان يضع صحيفة على طاولته ويرتشف قهوته الصباحية في إحدى مقاهي مجمع الأفينيوز في محافظة الفروانية “في المقهى ألتقي أصدقائي، فأستمتع بالحديث إليهم في موضوعات عدة وأحيانا يستمر ذلك لنحو ساعتين وأكثر خاصة في المساء”.
وأضاف “لا توجد أماكن نستطيع تمضية الوقت فيها سوى المقاهي والمطاعم، لذلك أنا سعيد بعودة الحياة إلى هذه القاعات التي اشتقنا إليها كثيرا في فترة حظر التجول الذي شعرنا معه بالعزلة”.
وتمثل المطاعم والمقاهي متنفسا بالنسبة إلى الكويتيين والمقيمين أيضا، في غياب أماكن ترفيه أخرى. وتقول أماني الفالح (32 عاما) وهي موظفة في إدارة حكومية، إنها تفضل أن تقصد المطاعم مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع، برفقة صديقتيها لتغيير الجو، بعد الدوام.
وتابعت “قرار فتح قاعات المطاعم والمقاهي صائب جدا، فنحن لا نجد مكانا غيرها يمكن أن نقضي فيه وقتا جميلا في الدردشة، وفي الكويت مطاعم متنوعة إذ توجد مطاعم صينية ويابانية وإيرانية وأميركية…وما عليك هنا سوى أن تختار الذوق الذي تريد لتحدّد الوجهة”.
وخلال الفترة الماضية التي شهدت إغلاق قاعات المطاعم في الكويت، اهتدت بعض المطاعم إلى فكرة تقديم الأكل للزبائن في سياراتهم سواء جلوسا في أماكنهم أو في الصندوق الخلفي للسيارة، في محاولة لكسر الروتين وحضّ الزبائن على تناول الأكل في المطاعم من جهة، وتحقيق أرباح من جهة أخرى.
وفي صباح الأحد، رتّبت المطاعم والمقاهي طاولاتها وكراسيها لاستقبال الزبائن، لتجاوز أصعب مرحلة مرّت بها خلال الفترة الماضية.
وقال عمر كامل (46 عاما) وهو لبناني يدير مقهى في محافظة حولي، إنه تكبد خسائر كبيرة خلال الفترة الماضية بسبب الإغلاق الذي فرضته السلطات العام الماضي، ثم حظر التجول الجزئي منذ مطلع العام الجاري، مشيرا إلى أنه اضطر إلى تسريح الكثير من العمال بسبب تراجع الطلبات، لكنه يطمح إلى تجاوز الأزمة بعد أن تقرر السماح بجلوس الزبائن في المقاهي.
ويفرض المقهى إجراءات احترازية مشددة، إذ يقيس درجة حرارة الزبائن قبل الدخول ويستقبل عددا معينا فقط، للحيلولة دون انتشار الوباء كما حدّد المسافة بين كل طاولتين بمترين حتى يشعر الزبائن بالأمان.
ولا يشعر أسامة الفضلي بأي مخاوف من التردّد على المطاعم والمقاهي في ظل الجهود التي تبذلها السلطات الصحية لتطعيم أكبر عدد من الكويتيين والمقيمين، وقال وهو يهم بدخول مجمع الأفينيوز لممارسة رياضة المشي، إنه تلقى التطعيم منذ شهرين وملتزم بارتداء الكمامة والتباعد الجسدي.
وأضاف “فتحُ قاعات المطاعم والمقاهي للجمهور يدخل في إطار عودة الحياة لطبيعتها بعد التطعيم، ونحن بحاجة إلى ذلك بسبب حالة الملل التي أصابتنا منذ بداية انتشار المرض قبل أكثر من عام”.
غير أن علي السعد (54 عاما) وهو معلم متقاعد، يفضل عدم التردد على المطاعم خلال هذه الفترة لتفادي الإصابة على الرغم من تلقيه التطعيم، قائلا “رغم كل الاحترازات الصحية، أشعر بأن الوقت لم يحن بعد للذهاب إلى المطاعم والمقاهي مثلما كنا في السابق. أنا أكتفي بأخذ طلبي وتناوله في البيت برفقة أفراد عائلتي”.
وبعد الساعة الثامنة مساء، سمحت السلطات الكويتية للمطاعم والمقاهي بالعمل، مع الاكتفاء بتوصيل الطلبات أو تسليمها للزبائن، من دون استقبالهم داخل قاعاتها.
وفرضت بلدية الكويت جملة من الاشتراطات الصحية على المطاعم والمقاهي التي سُمح لها باستقبال الجمهور من الساعة الخامسة صباحا وحتى الساعة الثامنة، أهمها الالتزام بنظام المواعيد وحجز الطاولات قبل الدخول إلى المطعم أو المقهى لمنع الازدحام، بالإضافة إلى استخدام وسائل الدفع الإلكترونية لتجنب تداول العملات الورقية وإخضاع العاملين في المطاعم والمقاهي للفحص مع المراقبة الذاتية بشكل يومي في المنزل قبل الذهاب للعمل، وكذلك فحصهم في مكان العمل مرة واحدة باليوم أو أكثر حسب مخالطتهم للزبائن.
وتتضمن الاشتراطات أيضا اتباع الإجراءات الوقائية ومن بينها فحص درجة الحرارة عند المداخل وتوفير اللوحات الإرشادية المتعلقة بالإجراءات الوقائية للزبائن، مع الالتزام بمساحة لا تقل عن مترين بين طاولات الزبائن إلى جانب تنظيف وتطهير المعدات والأدوات المستخدمة لأكثر من مرة ومنع تقديم البوفيهات للزبائن وإلزام العاملين بلبس القفازات والكمامات أثناء العمل.