الفلسطينيون.. وهذه اللحظة التاريخية!!
بقلم: صالح القلاب

النشرة الدولية –

ما قاله وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن للرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبومازن) في إجتماع رام الله الذي عنوانه: “حل الدولتين أي دولة فلسطينية إلى جانب الدولة الإسرائيلية” يجب أنْ يتمسك به الفلسطينيون ويجب ألاّ يضيعوا هذه الفرصة التاريخية التي قد لا تتكرر إنْ هم بقوا يتلاءمون مع مزايدات المزايدين أصحاب الشعار الهوائي القائل: “من البحر إلى النهر” فالواضح لا بل المؤكد أنّ الأميركيين ومعهم معظم إنْ ليس كل الدول المؤثرة والفاعلة، إنْ في الغرب وإنْ في الشرق جادون في حل هذه القضية التي بقيت معلقة من رموشها خلال كل هذه السنوات الطويلة والتي دفع الشعب الفلسطيني خلالها قوافل متتابعة من الشهداء الأبرار وبقي يقدم موجات متلاحقة من اللاجئين الذين تناثروا في الدول العربية القريبة والبعيدة وفي كل أرجاء الكرة الأرضية!!.

إنّ هناك مثلاً عربياًّ وربما عالمياًّ يقول: “إن من أراده كله فقده كله” وحقيقة إن فلسطين كلها من البحر إلى النهر غالية وعزيزة على الشعب الفلسطيني وأيضاً على الغالبية في الأمة العربية لكن أنْ يبقى الفلسطينيون يطاردون أوهاماً جميلة، كما بقي متواصلاً كل هذه السنوات الطويلة منذ نكبة 1948 ، بينما بقي الإسرائيليون يتجذرون ويتمددون في باقي ما تبقي من فلسطين وفي بعض الدول العربية كـ : هضبة الجولان السورية فإنّ هذا يجب أن يوضع له حداًّ عندما تتوفر لحظة كهذه اللحظة التاريخية.

إنه معروف أنّ القيادة الفلسطينية، والمقصود قيادة السلطة الوطنية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس (أبومازن) ستواجه أرتالاً من “المزايدين” ومن تجار الشعارات البالية وأيضاً من هؤلاء الذين يتمتعون برغد العيش في عواصم بعض الدول العربية وفي دولة الولي الفقيه الإيرانية لكن الواضح أنها أي، القيادة الفلسطينية قيادة حركة “فتح” ومن معها من قيادات بعض الفصائل الفلسطينية، باتت حاسمة في هذا المجال وأنها ستلتقط هذه اللحظة التاريخية وهي لن تضيعها وبخاصة وأن المؤكد أنّ الولايات المتحدة جادة فعلاً هذه المرة ومعها الدول الأوروبية كلها لا بل كل دول الكرة الأرضية المؤثرة.

لقد بقيت إسرائيل “تتعيش سياسيا” وعلى مدى أكثر من سبعين عاماً على “مزايدات” بعض الدول العربية وأيضاً و”مزايدات” بعض التنظيمات الفلسطينية وذلك في حين أنّ الثورة التي كانت أطلقتها حركة “فتح” في عام 1965 بقيت تحمل أمتعتها وتتنقل بين العواصم العربية إنْ من منها في أفريقيا وإنْ من منها في آسيا والمفترض أنّ هناك من يذكر كيف أنّ “أبوعمار” قد إضطر للرحيل من بيروت في عام 1982 بعد حصار موجع طويل والذهاب إلى تونس التي كانت مقرا للجامعة العربية .

ولهذا فإنّ الواضح لا بل المؤكد أنّ القيادة الفلسطينية التي بقيت يدها في نار هذه القضية على مدى كل هذه السنوات الطويلة لن تضيع هذه الفرصة الثمينة وإنها لن تتأثر بـ “مزايدات” المزايدين وذلك مع التأكيد على أنّ قطاع غزة لن يبقى معلقاً من رموش عينيه وتابعاً فعلياًّ وعمليا للولي الفقيه في طهران وأنه عندما تبدأ خطوات حل الدولتين، أي دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية ودولة إسرائيلية على حدود ما قبل عام 1967 ، فإنه سيلتحق بدولته التي بقي يحلم بها الشعب الفلسطيني على مدى كل هذه السنوات الطويلة.. أي على مدى سبعين عاماً وأكثر!!.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى