سر الوثائق العثمانية وحي الشيخ جراح!
بقلم: رجا طلب
النشرة الدولية –
تكمن خطورة قضية حي الشيخ جراح ان الاحتلال الاسرائيلي نجح ولاول مرة بادخال الدولة الاردنية والفلسطينيين وتركيا في قضية من هذا النوع واقصد هنا العمل على اثبات ملكية تلك الارض في القدس ونجح في تحويلها الى قضية قانونية رغم انتفاء اي شكل من اشكال القانون لوجوده اصلا، وبالتالي لم يات هذا السجال نتيجة لغياب الحق في اراضى حي الشيخ جراح او عدم توافر الادلة التاريخية ولكنه جاء نتيجة مباشرة للرد على ادعاءات الاحتلال التى يقول فيها ان هذه اراضى الحي تعود ملكيتها لجمعيات يهودية منذ عام 1885 اى منذ العهد العثماني .
وبحكم المتابعة لهذه القضية اطلعت على تصريح للمحامي سامي رشيد محامي عائلات الشيخ جراح والذي قال فيه ( القضية كانت قد حسمت لصالحنا عام 1987 لولا ظهور وثائق تركيا _ عثمانية يعود تاريخها الى عام 1875 ادعى الاحتلال انها تثبت ان معظم بيوت حى الشيخ جراح هي ملك لجمعيات يهودية سُلمت لشارون عام 2005 )
يٌفهم من هذا التصريح ان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان وقتذاك الرئيس التركي الحالي هو من قام بتسليم شارون تلك الوثائق » ان كانت صحيحة اصلا »، وبالتالى فان من الواجب على الرئيس التركي ان يوضح هذا الامر بشكل جلى وان يقوم بتسليم تلك الوثائق المشار اليها الى الاردن الدولة المشرفة قانونيا ودينيا على المقدسات الاسلامية والمسيحية بالقدس الشريف.
في المتابعة التاريخية لمجمل ارض فلسطين في العهد العثماني فقد وفر لنا العديد من المؤرخين العرب والاتراك مجموعة من الحقائق التى تفضح زيف الادعاءات الصهيونية ومن اهمها شهادة المؤرخ التركي تللي أوغلو، المتخصص بتاريخ الهجرة اليهودية إلى فلسطين والصهيونية في الفترة بين 1880 حتى عام 1914 والذى نفى بشدّة هذه الملكية.
ويقول تللي اوغلو ان هذا الامر ليس ممكنا.. وانهم لن يستطيعوا إبراز طابو عثماني يثبت ذلك؟»، مؤكدا أن الأوراق التي يزعم المستوطنون أنهم قدموها لسلطات الاحتلال عام 1972 هي مزورة بكل تاكيد.
و مما تؤكده الوثائق التاريخية العثمانية ان السلطان عبد الحميد وعلى مدى حكم استمر لمدة خمسة عقود قاوم وبشراسة وبطرق قانونية رادعة واخرى بوليسية مساعى اليهود لامتلاك اي ارض في جغرافيا فلسطين الحالية والقدس تحديدا.
… من الناحية العملية والصراعية فصواريخ غزة وانتفاضة الفلسطينيين في الضفة وفي داخل دولة الاحتلال كانت اهم بكثير من كل الوثائق والسندات القانونية المزورة لان الاحتلال بالاصل حالة كاذبة لا شرعية لها وها هي تؤجل للمرة الثالثة قرار المحكمة بشان القضية، فهذا الاحتلال لا يفهم الا لغة القوة، وصمود الفلسطينيين فوق ارضهم وفي بيوتهم وبخاصة في القدس وحي الشيخ جراح احد اهم اشكال القوة المؤثرة في مواجهة مشروع تزييف التاريخ وخلق وقائع جديدة يُخطط لها لتكون سندا لتاريخ قادم كاذب يركن اليه هذا الاحتلال ويستخدمها كأدلة وبراهين تخدم مخططاته لتهويد كامل الارض الفلسطينية.