حليم…

النشرة الدولية –

د. خلود الصالح –

” إخواني! تسمحولي بكلمة؟ الحكاية مش حكاية السد.”

بهذه الكلمات وبعد أن اعتلى العندليب خشبة المسرح في “حكاية شعب” وسط احتفال مهيب يحييه شباب مصر،أخذ يذكر الشعب المصري بانتصاراته وثورته ضد الاستعمار.

لقد كان كعادته مرحباً بتصفيقه الايقاعي وحركات رأسه المتأرجحة، يحيي بهما جمهوره الذي يعشقه ومن خلفه فرقته الموسيقية التي لا تكل ولا تمل من رؤيته ، لا سيما الكورال الذي يردد” قلنا حنبني وآدي احنا بنينا السد العالي”. جملةً بألف معني، تربط الماضي بالحاضر والمستقبل لتجسد أروع الأمثلة في النضال وتحويل الأحلام الى واقع.

https://youtu.be/Z2xCH-Zpzag

ولم يكن للأحلام أن تتحقق الا بالكفاح الذي تغنى به حليم وبدم الضحايا والارواح التي أزهقت على مشانق ” دنشواي”.

وعبر كلمات الحزن والأسى، يبدو جسده متهالكاً فيعبر عن معاناته بتعابيرٍ باكية، يغمض فيها عينيه كعادته ، ليتذكر ذلك المشهد الذي لن يغيب عن ذاكرة كل مصري:  شهداء السد ، أرواح الأبطال.

ومن علامات القوة وإلى علامات الغضب الذي هيمن على جسده وتعابير وجهه وساعديه، يصرخ حليم ب ” انتصرنا انتصرنا” فيشعل المسرح حماساً  وكأنه جندي يحمل باروده في أشرس معركة يخوضها ضد الاحتلال.

لقد اتفقت كلمات حليم في حكاية شعب وجسده الرشيق على أن يؤديا أجمل مقطوعة في سماء المحروسة، يهنئ بها ” ناصر القومية” ويشد من أزر الشباب.

رحلت يا عندليب وبقيت كلماتك.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى