زعيم المافيا التركية سادات بكر يزلزل عرش أردوغان (فيديو)
النشرة الدولية –
الدراما التركية ذات شعبية كبيرة، ورغم أنها خيالية فهي مليئة بالحكايات عن المؤامرات والخيانة، إلا أنها هذه المرة لم تكن خيالية بل احتوت على الكثير من التشويق والإثارة على أرض الواقع وبنجوم حقيقيين، حسب ما نشره موقع “إرم نيوز”.
إنها قصة زعيم المافيا التركي سادات بكر.
أحد وجوه المافيا المنفيين الذي صعق تركيا بسلسلة من مقاطع الفيديو على يوتيوب على مدى الأسابيع الماضية، اتهم فيها مجموعة من الشخصيات البارزة في حزب ”العدالة والتنمية“ الحاكم وعلى رأسهم وزير الداخلية سليمان صويلو بارتكاب جرائم منظمة، من القتل والاغتصاب إلى الفساد المستشري إضافة إلى الاتجار بالمخدرات وصولا إلى تمويل التنظيمات الجهادية في سوريا.
أنصار الحكومة ينكرون اتهامات بكر ويعتبرونها مؤامرة.
صديق الأمس عدو اليوم
حظي سادات بكر أثناء وجوده في تركيا وعقب هروبه منها بـ“شعبية“ جارفة حتى أنه لقّب لفترات طويلة بـ“الرئيس سادات بكر“.
اشتهر بكر البالغ من العمر 49 عاما في التسعينيات، في ذروة العلاقة بين السياسة والمافيا في تركيا، عندما تم الكشف عن تعاون وكالة المخابرات مع رجال العصابات لتنفيذ اغتيالات سياسية. يمتلك بكر تاريخا إجراميا كبيرا، وصدرت بحقه عدة أحكام بالسجن في تركيا، لكنه تقرّب من حزب العدالة والتنمية الذي وفّر له الحماية، بعد أن نظم سابقا مسيرات دعم لأردوغان.
تقول صحيفة الغارديان إنه عند إطلاق سراحه في عام 2014، بدأ زعيم المافيا ينخرط في دوائر حزب العدالة والتنمية الذي يرأسه أردوغان، ولكنه فرّ من البلاد في عام 2020 بعد أن فتحت وزارة الداخلية تحقيقا جديدا في شبكاته وأعماله.
الهدف الأول وزير الداخلية التركي
أثناء جلوسه على مكتب في غرفة فندق، انتقل بكر من موضوع لموضوع ومن شخص لآخر، وبكل ثقة عرض روايات مثيرة عن الجرائم المرتكبة نيابة عن المسؤولين المنتخبين، واستخدم مصطلحات قانونية دقيقة تشير إلى أن ادعاءاته قد صممت لفتح قضايا في المحكمة.
وفقا لصحيفة ”التايمز“، كان هدف بكر الرئيس، هو سليمان صويلو وزير الداخلية التركي، الذي يزعم أنه وفّر له الحماية وسرّب له معلومة سريّة، مفادها بأن القضاء فتح تحقيقا بحقّه؛ ما سمح له بالفِرار من تركيا والإفلات من قبضة الأجهزة الأمنية.
اعتراف بالجرائم
شملت الاتهامات قائمة طويلة ضمت أعضاء نافذين في حزب العدالة والتنمية، وجرائم متنوعة نفذها سادات بإشراف وتوجيه من كبار المسؤولين فاعترف بكر بتورطه في بعضها، مثل: أن رجاله هاجموا مكاتب إحدى الصحف في عام 2015 وهددوا الأكاديميين الذين يدعون إلى السلام في الصراع التركي الطويل الأمد مع حزب العمال الكردستاني بناء على أوامر من مسؤولي حزب العدالة والتنمية، وساعدوا في الاستيلاء على الأصول والممتلكات التابعة لأعداء الحزب الحاكم.
واعترف سادات بأن حكومة حزب العدالة والتنمية أرسلت الأسلحة إلى تنظيم النصرة، الجناح السوري لتنظيم القاعدة، في شاحنات تابعة له عبر الحدود باعتبارها تحمل مساعدات غذائية إلى تركمان سوريا.
أردوغان في مرمى سادات
أثارت مقاطع الفيديو انتقادات مباشرة لأردوغان نفسه الذي أصبح في مرمى نيران سادات، وصرح متأخرا بعد صمت بأن حزبه اكتسب المصداقية وجلب السلام إلى تركيا بالتصدي للعصابات الإجرامية عندما وصل إلى السلطة قبل 19 عاما.
إلا أن مزاعم زعيم المافيا أكدت شكوك الأتراك بأن العلاقة بين المؤسسة الحاكمة والجريمة المنظمة لم تستمر فحسب، بل ازدهرت في السنوات الأخيرة تحت حكم أردوغان خاصة في حوادث الاغتيالات والاختطاف والاختفاء القسري، وتجارة السلاح والمخدرات.
الجولة الأخيرة
انقلابه على تاريخه القديم شكّل ”صفعة لحلفاء الأمس“ لم تتضح أسبابها الرئيسة حتى الآن، خاصة أن الاتهامات التي وجهها لا مثيل لها، وقد تسبب أزمة ثقة في العدالة والتنمية .
فهل تشهد الأيام المقبلة إثارة أكبر تجعل زعيم المافيا التركية يهدد عرش أردوغان؟