(بالفيديو) أحمدي نجاد: من حق جميع دول المنطقة أن تحكم نفسها بنفسها دون تدخل خارجي

النشرة الدولية –

إرم نيوز

في لقاء مصور مع موقع ”إرم نيوز“ تحدث الرئيس الإيراني السابق، محمود أحمدي نجاد، عن منعه من الترشح للانتخابات الرئاسية، إضافة إلى نظرته للتطورات التي تشهدها المنطقة.

ودعا أحمدي نجاد في حواره المطول إلى امتناع دول المنطقة عن تقديم دعم للمجموعات داخل الدول الأخرى، قائلا: ”لا ينبغي لأي أحد منا أن يقف في صف أي مجموعة من المجموعات الموجودة داخل بلدان المنطقة“.

 

وفيما يأتي نص الحوار الذي أجراه، الأستاذ تاج الدين عبد الحق، رئيس تحرير ”إرم نيوز“ مع الرئيس الإيراني السابق:

لماذا تتم عرقلة ترشحکم للرئاسة؟ وما هو موقفكم من الانتخابات في ضوء هذه العرقلة؟

إن الانتخابات الرئاسية هي شيء مهم في مختلف دول العالم بما في ذلك إيران، وقد تم تناولها والحديث عنها كثيرا.

فيما يتعلق بموضوع منح الأهلية للانتخابات الرئاسية إلى الآن لم يتم إعلامي بالسبب الذي تم استبعادي من أجله، نحن نتابع هذا الموضوع؛ لكي يتبين لنا السبب وعندي أملٌ في أن يتم حل هذا الموضوع.

هل تدعو لمقاطعة الانتخابات بسبب هذه العرقلة؟

أنا كنت أعلنت أنني ”أنا“ فقط لن أشارك في الانتخابات؛ لن أدلي بصوتي.

كيف ترى المشاركة الشعبیة في هذه الانتخابات؟

إذا كانت عملية الانتخابات ستجري بالطريقة التي نشاهدها الآن، فسوف تكون المشاركة الشعبية قليلة جدا، ولكن لدي أمل أن يحدث تغيير.

هل تعتقدون أن هذه الانتخابات قادرة على تغيير الأوضاع، لتلبية تطلعات الشعب؟

أنا لست في موقع يؤهلني لأنْ أبدي رأيي في أشخاص آخرين.

هل الرئيس قادر على إحداث تغيير في الأوضاع الإيرانية؟

إذا تشكلت الحكومة مع مشاركة منخفضة بالانتخابات تصل إلى الحد الأدنى للمشاركة، فإن الحكومة لن تستطيع أن تُصلح الأمور، لكن إذا تشكلت الحكومة مع مشاركة الأكثرية من الشعب بالانتخابات عندها سيكون هناك أملٌ بالإصلاح.

هناك حديث عن منافسة بين مرشحين عسكريين وآخرين إصلاحيين.. هل ترى ضرورة إضافة صلاحيات جديدة للرئيس، إذ إن صلاحياته إلى الآن رمزية؟

إن المسائل السياسية دائما ما تتضمن أحداثا في الكواليس، لكنني لا أرى شخصا من المرشحين الآن يتحمل مسؤولية عسكرية.. أنا لا أعتقد بهذا.

طالبتم بانتخاب المرشد.. هل أنتم مصرون على هذا المطلب وما هي آليات التنفيذ؟

ربما تكون للسيد خامنئي نظرة خاصة، لكنني لم استنتج استنتاجا خاصا عن شخص بعينه، في النهاية السيد خامنئي هو فرد من هذا المجتمع، لكننا لم نرَ شيئا من هؤلاء المرشحين، هو -أيضا- كان أعلن أنه ليس لديه وجهة نظر خاصة بأحد المترشحين.

أخيرا قلت إنك علماني ديمقراطي ما هو مفهومك لهذا المصطلح؟ وهل يتوافق مع المفهوم الغربي؟

في الغرب تكون السلطة بيد الأحزاب هذا يعني عدم وجود الديمقراطية بشكلها الحقيقي. الديمقراطية تعني أن يحكم كل الناس على كل الناس، هذا الشيء يتطلب عملا حثيثا.

كل الديمقراطيات الموجودة في العالم هي ديمقراطيات متحكَّم بها، لكن تحقيق المعنى الحقيقي للديمقراطية يحتاج إلى عمل حثيث جدي.

ماذا عن العلمانية؟

إن جوهر الحرية أنها هدية من الخالق، إن الله تعالى خلق الإنسان حرا، لكن اليوم أصبحت الحرية أسيرة للنظام الرأسمالي؛ ما أدى لتحريف كل المبادئ الإنسانية.

إن حقيقة الحرية أنها قيمة عالية جدا جدا.. إن شاء الله سيتم تحرير المعنى الحقيقي للحرية من سجن الرأسماليين في أسرع وقت ممكن.

سيادة الرئيس ننتقل الآن للشق الإقليمي والدولي.. كيف ترى فرص نجاح تجديد الاتفاق النووي؟

في رأيي أن الظروف الآن لا تسمح بالوصول إلى اتفاق عادل مناسب.

نعم، في حال وجدت الظروف المتساوية المتعادلة يمكن الوصول إلى اتفاق.

ما الأفق الذي تراه للمفاوضات التي بدأت بين طهران والسعودية وربما دول أخرى في الإقليم؟ وهل يمكن أن تسهم في تغيير مناخ العلاقات بين إيران وجيرانها؟

أنا أؤمن أننا جيران وإخوان لذلك يجب أن نكون أصدقاء وندير المنطقة جميعا. أي نوع من المواجهة في المنطقة يعود بالضرر على الجميع، إن هذه المنطقة لنا جميعا، ولا أحد أعلى من الآخر.

أنا أؤيد كل خطوة تسير في جهة حل الخلافات وتقوية الروابط الأخوية في المنطقة.

ما هي المبادرات التي يتعين على إيران تقديمها لبناء الثقة مع دول الإقليم؟

أنا أعتقد أنه يتوجب على الجميع أن يتعاملوا مع بعضهم بالأطر الرسمية، يجب أن نعي أن إدارة المنطقة تتم عبر الاتفاق مع الجميع. إن الدول العظمى لا تريد سعادة أي دولة منا. هم فقط يبحثون عن مصالحهم.

أنا أؤمن أن كل الشعوب سوف تدعم الشخص الذي يتخذ خطوات جدية لإيجاد الاتحاد وتقوية روابط الأخوّة بين الشعوب.

خلال رئاستكم قمتم بجولة في المنطقة وبنيتم علاقات شخصية.. هل تعتقد أن هناك فرصة للقنوات غير الرسمية للإسهام في دفع التفاوض الرسمي؟

أجل يمكن ذلك.. نحن قد أعلنا أننا إخوة لجميع دول منطقة الخليج، كنا سافرنا إليهم وصافحناهم كإخوة، يجب أن يكون هناك تعاون أخوي وصداقة بيننا وبين إخوتنا الأعزاء في منطقة الخليج، يجب أن نتعاون معا.

أنا سافرت إلى الإمارات تشرفت بلقاء رئيسها المحترم الشيخ خليفة بن زايد، كان لنا حديث مطول، كان حديثا أخويا بناء، أيضا كان لي حوار بناء وأخوي بشكل كبير مع  الشيخ محمد بن راشد في دبي، كان بيننا تعاون جيد جدا في تلك الفترة.

كيف ترون الوضع في العراق؟

أنا أعتقد أن علينا أن نأخذ قرارات جدية في كل المنطقة، علينا أن نضع مبادئ قوانين يقبلها الجميع. علينا أن نقبل فكرة أن تكون كل الشعوب شعوبا حرة. إن من حق الشعب العراقي وشعوب المنطقة أن يصنعوا مستقبلهم بأنفسهم، نحن يجب أن نساعد في ذلك، إذا كان هناك موانع من إنهاء خلافاتنا علينا أن نزيلها.

يجب علينا الوقوف إلى جانب الشعب العراقي، هم لديهم الحق بأن يقرروا مصيرهم، هم من يقرر مصير بلادهم لا أحد غيرهم، ونحن نحترم إرادتهم، كما  نحترم -أيضا- إرادات جميع شعوب المنطقة.

كيف ترون موقف تركيا وعلاقاتها في المنطقة.. هل ترضون عن توجهات الحكومة التركية؟ وهل ترون أن لها مطامع سياسية؟

كل الأوضاع الداخلية في تركيا متعلقة بالشعب التركي وهو من يقرر فيها، لكنني أعتقد أننا يجب أن نكون جنبا إلى جنب في حل مشكلات المنطقة أن نكون أصدقاء ندير المنطقة بالتفاهم والاتفاق.

ما هو تقييمكم للدور التركي في المنطقة؟

يجب علينا أن نعترف بشكل رسمي بحق الدول أن تحكم نفسها بنفسها دون تدخل خارجي،وأن نتعاون مع بعضنا على مستوى المنطقة.

كيف ترى الدور الإيراني في لبنان؟ وهل يمكن لطهران أن تلعب دورا في إخراج لبنان من أزماته السياسية والاقتصادية؟

هنا سأؤكد نقطتين، الأولى، أنه من حق جميع دول المنطقة أن تحكم نفسها بنفسها دون تدخل خارجي، الثانية، يجب علينا جميعا أن نساعد بعضنا بعضا على مستوى المنطقة. اليوم عندما تعاني أي دولة في المنطقة من أي مشكلة فإن الجميع يتضرر، اليوم المشكلات في العراق واليمن وأفغانستان وسورية كلنا نتضرر من آثارها.. يجب علينا أن نجلس جميعا جنبا إلى جنب لنساعد بعضنا في حل المشكلات كلها ضمن جو مفعم بالأخوة.

لا ينبغي لأحد منا أن يقف في صف أي مجموعة من المجموعات الموجودة داخل بلدان المنطقة ضد أخرى، علينا أن نسعى إلى أن نكون بجانب الجميع في المنطقة، فهي مجموعات صديقة ومتآخية فيما بينها ومتعاونة في إدارة بلادها.

تحدثتم أخيرا عن سرقة وثائق من وكالة الفضاء الإيرانية.. هل من تفاصيل حول الحادث؟

إن العملاء التابعين للكيان الصهيوني قاموا بسرقة بعض المستندات المتعلقة بعلم الفضاء من إيران، إنهم لا يريدون لبلدان المنطقة أن تتطور.

متى جرى هذا الحادث؟

منذ عدة أشهر.

كيف تم الكشف عنه؟ وهل تم القبض على متورطين؟ وهل حصلتم على اعترافات؟

أنا كنت شرحت هذا كله في تلك المحاضرة.

لِمَ تتكتم الجهات الرسمية على هذا الموضوع؟

هذا هو الإشكال الذي قلته لهم، وطرحته عليهم، وأنا ما زلت أنتظر الإجابة.

هذه ليست المرة الأولى التي تنجح فيها إسرائيل في اختراق مشروعات إيرانية.. كيف تتمكن من تحقيق هذه الاختراقات من حين لآخر؟

ذلك لأن المؤسسات الأمنية لم تقم بواجبها بالشكل المطلوب.

السعودية أبدت استعدادها لإيجاد تسوية في اليمن.. ما الدور الذي يمكن لإيران أن تلعبه في تشجيع تسوية الأوضاع في اليمن؟

أنا أعتقد أن إيران والسعودية تستطيعان تحقيق السلام في اليمن بسرعة؛ إذا ما تعاونتا سويّا.

هل من مقترحات ومبادرات في هذا الاتجاه؟

أنا أعتقد أنه إذا تعاونت إيران مع السعودية وقامتا باتخاذ التدابير اللازمة، فإننا سنشاهد ابتكارات جيدة لحل المشكلات. علينا الاعتراف بحقوق الشعب اليمني بشكل رسمي وأن نتعاون لتحقيق الاتحاد والأمن في اليمن.

الأمم المتحدة ألا تشكل مظلة مناسبة لإيجاد مخرج سياسي للأزمة بتعاون إيراني سعودي؟

إذا كانت الأمم المتحدة تبحث عن حل لهذه المشكلة بشكل جدي، نعم، يمكنها ذلك، لكنني أعتقد أن إيران والسعودية والعراق والكويت وقطر.. تستطيع أن تحل هذه المشكلة بشكل أسرع وأفضل.

هل لكم اتصالات بشكل أو بآخر مع الحوثيين في اليمن؟

أنا ليس لدي نية أن أتدخل في الأمور الداخلية لأي بلد.

تحدثتم أخيرا عن دور قطر في الإفراج عن أسرى للحرس الثوري بسوريا.. هل من أمثلة أخرى على دور لقطر أو دول أخرى بالمنطقة تعاونت إيران في قضايا تهمها؟

نحن كنا أصدقاء مع دول الخليج، وأوجدنا الحلول للكثير من المشكلات بالتعاون مع بعضنا البعض، كان لي حوارات عديدة مع الشيخ خليفة بن زايد والشيخ محمد بن راشد وقد عالجنا المشكلات التي كنا نعاني منها في ذلك الوقت. مثل: المشكلات التجارية والأمنية والبنكية والمالية، ومشكلات عديدة ومختلفة، لقد عالجناها سويّا بكل ود.

إذا لم تتمكن من خوض الانتخابات هل تفكر في اعتزال العمل السياسي؟

في اعتقادك هل يمكن التخلي عن المسؤوليات الاجتماعية والإنسانية؟.. إن المسؤوليات الاجتماعية ترافق الإنسان حتى يدركه القدر.

هل تنوون كتابة مذكراتكم؟ وهل هو مسموح لكم بكتابتها؟

أنا سجلت مذكراتي وهي جاهزة للنشر. أرجو منكم الانتظار.

متى ستنشر؟

أرجو منكم الانتظار.. سيتم نشرها في الوقت المناسب.

من الشخصية التي تعجبك في المنطقة؟

أنا أحب الجميع أعتقد أن علينا أن نعمل معا جنبا إلى جنب.

هل قمت بزيارة دول المنطقة بعد خروجك من الرئاسة؟

نعم، سافرت إلى بعض البلدان.

إلى أي الدول؟

ذهبت إلى تركيا، أتمنى أن أذهب إلى باقي البلدان.

هل من رسالة للمشاهدين والمستمعين العرب؟

أنا وفي أول المقابلة كنت سلمت عليهم جميعا، الآن أقول إنني أتمنى من صميم قلبي أن يعم الأمن والأمان والتطور والعز على الجميع. أنا أؤمن أننا جميعا إخوة، إذا اتحدت بلدان المنطقة مع بعضها، ستتشكل قوة إنسانية عظيمة يمكنها أن تساعد في أن يعم السلام العالم أجمع، وتمنع تدخل الغرباء في منطقتنا.

أتمنى أن يحصل هذا بأقرب وقت ممكن.. هذه القوة التي يمكن أن تتشكل من اتحاد بلدان المنطقة ستخدم جميع شعوب العالم وستحقق الأمان للجميع، ولن تكون حجر عثرة في وجه مصالح أي شعب من الشعوب.. أتمنى أن تتحقق هذه الوحدة في أقرب وقت ممكن، وأنا مستعد أن أسعى لتحقيق هذا الهدف بكل ما أوتيت من قوة. بلغ سلامي الحار للشعب الإماراتي العزيز.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى