بوريل إستبقه بالتهديد بالعقوبات الأوروبية… فماذا سيقول باسيل؟
بقلم: اندريه قصاص

النشرة الدولية –

إستبق رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل مؤتمره الصحافي الذي سيعقده اليوم بالإحتفال بعيد ميلاده كمؤشرّ إلى أن البلد بألف خير، على رغم الأزمات التي يمرّ بها نتيجة السياسات الخاطئة التي إتُبعت منذ سنوات طويلة، وحتى قبل مجيء الرئيس ميشال عون من منفاه الباريسي. هذا ما يقوله العونيون الذين لا يزالون يردّدون، وبتجهيل الفاعل،”أنهم ما خلّونا نشتغل”، ويرمون كرة المسؤولية إلى ملاعب الآخرين ويتهمونهم بالعرقلة وبوضع العصي في دواليب مسيرة العهد، ومحاولة تصويره على أنه عاجز على إجتراح الحلول وإستنباط المبادرات وإستنهاض الهمم والمباشرة من مكان ما، حيث لا أحد يبادر ولا أحد يريد أن يرى الجسر الذي في عينه ويكتفي بتعيير الآخرين على القشة الموجودة في عيونهم.

ووفق منطق العونيين فإن ثمة “مايسترو” يدير اللعبة من ألفها حتى يائها، ويحاول تضخيم الأزمات عبر بعض وسائل الإعلام، التي يتهمونها بأنها قد أصبحت أداة طيّعة في أيدي الذين لا يريدون النجاح للعهد، وذلك من خلال التهويل على اللبنانيين وإدخالهم في نفق مظلم لا أفق له، والإصرار على أن لا إمكانية للخروج منه، مع ما يستتبع ذلك من حالات إحباط ويأس وقنوط لدى اللبنانيين، الذين باتوا على قاب قوسين أو أدنى من الإنهيار المحتمّ أو الإرتطام الوشيك بالقعر.

وردّا على هذا المنطق يجيب معظم اللبنانيين، الذين يرفضون أن يوضعوا في أي خانة سياسية أو في أي إصطفاف، بعدما بلغت أوضاعهم المعيشية حدودًا غير مقبولة، ويقولون إن من بشرّنا بقرب دخولنا إلى “جهنم” هو رئيس الجمهورية ولا أحد غيره، وهو الرئيس المؤتمن على البلاد والعباد.

ويضيفون: إن من صنّف أزمة لبنان بأنها ثالث اسوأ أزمة في القرن الماضي هو البنك الدولي وليس أحدا آخر، وأن الموفدين الذين زاروا لبنان مؤخرًا، ومن بينهم الممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الموجود حاليًا في بيروت، هم الذين حذّروا المسؤولين من مغبة الإستمرار في إتباع سياسة “النعامة” ومواصلة دفن الرؤوس في الرمال ورفض رؤية الواقع المأزوم الذي يعيشه معظم اللبنانيين، وليس فئة دون غيرها.

وكما قالها وزير خارجية فرنسا جان إيف لودريان سابقًا عندما دعا اللبنانيين إلى مساعدة أنفسهم قبل أن يطلبوا مساعدة الآخرين، قالها بالأمس بوريل الذي أكد “استعداد الاتحاد الاوروبي لتقديم المزيد من المساعدات فور رؤيتنا التقدم الملموس حول الاصلاحات”، وتابع: “لا نستطيع تقديم المساعدة من دون تقدّم في عملية الاصلاح التي يحتاجها لبنان لتخطّي الأزمة”.

وأشار إلى أن مجلس الإتحاد الأوروبي قد يفرض عقوبات، ونفضّل عدم الذهاب في هذا الطريق، ونأمل ألا نكون مضطرّين لذلك ولكن هذا الأمر بيد القيادة اللبنانية”. وقال: العقوبات على الطاولة ونحن ندرسها وفي حال تم تطبيقها ستكون لتحفيز الطبقة السياسية على إيجاد الحلول”.

وأوضح بوريل “أن لبنان على حافة الوقوع في الانهيار المالي، وليس من العدل القول إن الأزمة في لبنان هي بسبب النازحين”.

فبعد هذا الكلام ما عساه يقول اليوم باسيل، وبماذا يمكن تبرير هذا الكمّ الهائل من الفساد المستحكم بمفاصل الدولة اللبنانية، وهل يمكننا التملص من أي مسؤولية بعد اليوم ورمي كرتها على الآخرين، وهل يمكننا تجّنب العقوبات الأوروبية التي وضعت على الطاولة بعد العقوبات الأميركية؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى